شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [التعرف على الابعاد العبادية والسياسية والاجتماعية للحج وواجب المسلمين‏]

قم‏
حلول موسم الحج‏
التعرف على الابعاد العبادية والسياسية والاجتماعية للحج وواجب المسلمين‏
المسلمون في ايران والعالم
جلد ۱۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۱۲ تا صفحه ۱۱۴

‏بسم الله الرحمن الرحيم‏
(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) «1»
التحيات الوافرة وسلام بلا حدود لجميع مسلمي العالم في مشارق الارض ومغاربها. أحرّ التحيات لحجاج بيت الله الحرام وفقهم الله تعالى. ليس لأحد أن ينكر، وليست هناك حاجة للتذكير، بأن الإسلام العظيم هو دين التوحيد ومحطم الشرك والكفر وعبدة الأصنام والمستكبرين.
الإسلام دين الفطرة والمحرر من القيود وعبودية الطبيعة ووساوس الشياطين من الإنس والجن في الباطن والظاهر. كما أنه دين سياسة المدن ودليل الصراط المستقيم، شعاره لا شرقية ولا غربية. وهو دين عبادته مقرونة بالسياسة، وسياسته توأم العبادة. إن المسلمين في مختلف دول العالم يتجهون هذه الأيام الى الكعبة، قبلة الآمال، لحج بيت الله الحرام، وأداء الفريضة الإلهية العظيمة، وتشكيل المؤتمر الإسلامي الكبير، في أيام مباركة ومكان مبارك .. وينبغي لهم الاستفادة من الأبعاد السياسية والاجتماعية لهذه الفريضة فضلًا عن بعدها العبادي، وعدم الاكتفاء بصورتها الظاهرية.
فالجميع يعلم بأن إقامة مثل هذا المؤتمر العظيم يستحيل على أي مقام وأي دولة، وإن الله تعالى هو الذي هيأ الى إقامة مثل هذا التجمع العظيم، غير إن المسلمين عجزوا على مرّ التاريخ عن الاستفادة من هذه القوة السماوية والمؤتمر الإسلامي بما يخدم مصالح الإسلام والمسلمين.
ثمة ابعاد سياسية كثيرة تتجلى في اجتماع المسلمين وصلاة الجماعة والجمعة، لاسيما اجتماع الحج القيم، منها الاطلاع على الهموم الرئيسية والسياسية للإسلام والمسلمين، إذ يمكن التعرف عليها عن طريق ملتقى علماء الدين والمفكرين والمسؤولين عن قوافل‏ الحجاج، والبحث عن حلول لها، ومن ثم اطلاع بقية المسلمين عليها لدى عودتهم الى بلدانهم.
ومن ضمن الواجبات المترتبة على هذا الاجتماع العظيم، دعوة الناس والمجتمعات الإسلامية الى وحدة الكلمة وازالة الاختلافات الطبقية بين المسلمين، حيث يضطلع الخطباء والوعاظ والكتاب بدور خطير في هذا الأمر الحيوي، وبالعمل على تشكيل جبهة المستضعفين، وانقاذهم من استعباد القوى الشيطانية الاجنبية والمستعمرين والمستثمرين، عبر توحيد صفوفهم ووحدة كلمتهم ورفعهم شعار (لا إله إلا الله)، وإنهاء معاناتهم تحت لواء الاخوة الإسلامية.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء! دافعوا عن كيانكم الإسلامي والوطني أينما كنتم، وعن الشعوب والدول الإسلامية، وتصدوا لأعدائكم، أي أميركا والصهيونية العالمية والقوى العظمى الشرقية والغربية، دون أي تردد وافضحوا ظلم أعداء الإسلام.
أيها الأخوة والأخوات المسلمون! لا يخفى أن القوى العظمى الشرقية والغربية تنهب كل ما لدينا من خيرات مادية ومعنوية، وقد جعلونا نعيش في فقر وتبعية سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية .. عودوا الى ذواتكم وجسدوا شخصيتكم الإسلامية، ولا تركنوا للظلم. وافضحوا بذكاء المخططات المشؤومة للناهبين الدوليين وعلى رأسهم أميركا.
إن قبلة المسلمين الأولى «2» تقبع اليوم تحت وطأة اسرائيل الغدة السرطانية في الشرق الاوسط .. إنهم يسحقون اخوتنا الفلسطينيين واللبنانيين الاعزاء ويهدرون دماءهم. إن اسرائيل اليوم تبث الفرقة بين المسلمين بمختلف اساليبها الشيطانية. وعلى كل مسلم أن يعدّ نفسه لمواجهة اسرائيل. إن الدول الافريقية المسلمة ترزح اليوم تحت نير أميركا وغيرها من الأجانب وأعوانهم وأذنابهم. إن افريقيا المسلمة تصرخ اليوم بأعلى صوتها من الظلم الذي تتعرض له.
إن فلسفة الحج يجب أن تستجيب لهذه النداءات المظلومة. فالطواف حول بيت الله يعني أن لا طواف غير الله. وإن رجم العقبات هو رجم الشياطين من الإنس والجن. وفي رجمكم تعاهدون ربكم بطرد شياطين الإنس والقوى العظمى من البلاد الإسلامية العزيزة.
إن العالم الإسلامي اليوم يعاني من اميركا. وعليكم أن تنقلوا نداء ربكم الى المسلمين في العالم. نداء تعلنوا فيه أن العبودية لله فقط ولا تقبلوا العبودية للآخرين.
يا مسلمي العالم ويا أتباع دين التوحيد! إن كل مشاكل العالم الإسلامي تكمن في‏ اختلاف الكلمة وعدم التنسيق، وإن سرّ الانتصار يكمن في وحدة الكلمة والتضامن بين المسلمين، وإن الله تعالى بيّن ذلك في كلمة واحدة حيث قال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). فالاعتصام بحبل الله بيان للتآزر والتكاتف بين جميع المسلمين. على الجميع أن يعمل من أجل الإسلام وعلى طريق الإسلام ولتحقق مصالح المسلمين، والابتعاد عن الفرقة والاختلاف والتحزب، التي هي أساس الشقاء والتعاسة والتخلف. أسأل الله تعالى عظمة الإسلام والمسلمين ووحدة كلمة المسلمين في العالم.
والسلام على أئمة المسلمين وعباد الله الصالحين.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۰۳. «۲»-المسجد الأقصى.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: