بسم الله الرحمن الرحيم
الحق منتصر
إن الحق منتصر، وما دمنا في طريق الحق فإننا منتصرون! والباطل زاهق وكل من يسير في طريق الباطل سيخسر! وقد أثبتت المواجهة بين الحق والباطل، هذين في الوقت الحاضر! فكان الشعب حقاً ومقابل الشعب صفوف الباطل. والباطل مجهز بكل الوسائل العسكرية والحربية، والحق بلا تجهيزات حربية ولكنه انتصر لأنه كان مجهزاً بالإيمان والحق. إذن فالحق منتصر!
وأنتم الذين كنتم تهتفون (نريد الإسلام) ونرفض الكفر والشرك والنهب ومنطق القوة، كنتم على حق، وكان الذين يقفون أمامكم على باطل. إن القوى الداخلية والقوى الأجنبية الكبرى والعملاء المحليين، سواء كانوا من أهل القلم والبيان، أو من رجال الحرب الذين كانت لديهم كل الوسائل، كانوا يريدون الابقاء على ذلك النظام، ومع ذلك فإن شعبنا وبقوة هتافات (الله اكبر) انتصر على هؤلاء! ولكن يجب أن ينصبّ تفكيرنا على أن يكون طريقنا طريق الحق. فإذا ما حافظنا على مسير الحق وحافظ الشعب على هذا المسير فسوف ينتصر لأنه الحق. وإذا ما حدث انحراف عن الحق- لا سمح الله- فالقاعدة أن ينتصر الحق ولكننا لا نكون حينئذ على الحق! فلقد انتصر موسى (ع) على فرعون بالعصا، وانتصر النبي (ص) على إمبراطوريتي الروم وإيران بيد خالية وبعدة معدودة لم تكن تملك شيئاً! عدة معدودة لم تكن تملك وسائل القتال، ولم يكن لديها حتى منزلًا تركن اليه. فهؤلاء الذين كانوا يسمون (أصحاب الصُفّة)، كانوا أناساً معدمين وقد جاؤا واستقروا في زاوية من زوايا المسجد. إن أصحاب الصفة كانوا يقولون للرسول (ص): نحن مع الحق ضد الباطل، وحينما كانوا يذهبون للقتال كان لكل عدة اشخاص سيف واحد. وأي سيف كان؟! كان السيف يناسب ذلك العصر وكانت حمائله من سعف النخيل. كما كان فرس واحد وجمل واحد لعدة اشخاص. بيد أنهم كانوا مع الحق والحق منتصر دائماً.
أحقية الإسلام في جميع الأمور
فما دمنا على الحق فإننا منتصرون! وكوننا على الحق بأن نجعل كل أمورنا إسلامية وأعمالنا مطابقة للاسلام، وأن نهذب أخلاقنا، وإذا أصبحنا كذلك فسواء قتلنا في الميدان أو انسحبنا، فإننا على الحق ومنتصرون. ذلك لأن مدرستنا منتصرة! وشعبنا اليوم، والحمد لله، أزاح القوى الكبرى وامتلك الشعب والحكومة أسباب القوة، فعلى الحكومة والشعب والعسكريين والمدنيين أن يسعوا للسير في طريق الحق لينتصروا!.
يوم الهزيمة يوم العدول عن الحق
وإذا ما بدأت في يوم ما هزيمتنا- لا سمح الله- فاعلموا أننا قد بدأنا نبتعد عن الحق! لقد واصلت هذه الثورة مسيرتها وانتصرت بفضل إيمانكم بأحقية نهجها وأهدافها، وإن الجميع كان لا يفكر بغير النصر. فلم يفكر أحد بهمومه الشخصية وغنائمه الفردية عندما كان ينزل الى الشارع ويتصدى للمدفع والدبابة، بل كان همه انتصار الحق على الباطل. والآن فإن انتصاراً نسبياً قد حققتم ولله الحمد وآلت القدرة الى أيديكم، فلابد من أن تفكروا في اجراء الحق. فإن أراد صاحب قدرة أن يتقدم بقدرته ولا يراعي الحق يصبح من أهل الباطل، والباطل مهزوم!
إرادة الحق والتحوّل عند الشباب
وتذكروا أن هذه الثورة التي وصلت الى هنا كانت بكلمة الحق وإرادته، وكانت بفضل ما طرأ على شبابنا من تغيّر- رجالًا ونساءً- حيث كانوا يتمنون أن يستشهدوا ومازالوا، فحافظوا على ذلك!.
حينما كنا في باريس ساعدتنا مراكز الاتصالات كثيراً وأنا أشكركم! ففي ذلك الوقت الذي كان كل شيء تحت سيطرة اولئك (النظام البائد) أوصلت مراكز الاتصالات- وحتى أثناء العطل- كلامنا ومطالبنا الى جميع الأنحاء. لقد كانت لهم حصة وافرة في انتصارنا وانتصارهم! ولكن لابد من المحافظة على هذا الأمر! إنكم أينما كنتم، وإننا حيثما كنا، لابد لنا من تأدية عمل الحق، وأن نتابع الحق وأن لا نذهب وراء العمل الذي يحقق المنفعة والمزيد من الشهرة! لأن هذه المنافع والمناصب ستزول وإن الذي يبقى هو الحق. فاعملوا ما من شأنه حفظ الحق، وسيروا بهذه الثورة الى الأمام بالحق وبالوحدة والاتفاق.
حفظكم الله جميعاً وهدانا وإياكم الى طريق الحق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته