بسم الله الرحمن الرحيم
[في البدء تحدث أحد ذوي الضحايا موضحاً ملابسات الحادث بالأدلة والوثائق]
سماحة الإمام: حسناً؛ لتبقى هذه الوثائق في حوزتكم. هل تعرفون هؤلاء وهل لديكم أدلة تثبت ضلوعهم في هذا الأمر؟
[أحد الحاضرين: اجل، الآن أبيّن لسماحتكم]
سماحة الإمام: لا توضح لي، فأنا لست وكيل نيابة، وانما عليكم بمراجعة السيد قدّوسي «1» وكيل النيابة العامة، وطرح هذه المسائل معه. فهو إنسان سوي وحازم وفعّال، فإن كانت هناك أدلة تدين هؤلاء وتثبت ضلوعهم في هذه الجريمة فإنه سيتابع الموضوع ويتخذ الاجراءات اللازمة، وأنا سأؤكد عليه متابعة الموضوع بجدية. فما عليكم إلا الذهاب عنده واطلاعه على الادلة التي بحوزتكم، وهوسيتابع الموضوع إن شاء الله.
[أحد الحاضرين: إذن سماحتكم يفضّل مراجعة السيد قدّوسي]
سماحة الإمام: نعم.
[أحد الحاضرين: الحقيقة ان السيد قدّوسي على اطلاع كامل بالموضوع، لأننا بعثنا له رسالة بذلك، كما أن ممثلنا في مجلس الشورى التقى به أيضاً]
سماحة الامام: مع هذا، اذهبوا إليه وأعلموه بهؤلاء الأفراد الذين تدعون ضلوعهم في هذا الأمر، طبعاً مع تقديم الأدلة، فإن مجرد التعريف بأسماء هؤلاء دون دليل يثبت ضلوعهم في الجريمة لا يجدي نفعاً، ولا يسمح الإدعاء العام بملاحقتهم وإيقافهم، فاذهبوا إليه بالأدلة. وأنا بدوري سأؤكد عليه متابعة الموضوع إن شاء الله.
[أحد الحاضرين: لماذا لا نجعلها محكمة علنية يحضرها أسر ذوي الضحايا؟]
سماحة الامام: اطرحوا الموضوع على السيد قدّوسي، وأنا سأوصيه بذلك ومتابعة القضية.
[احد الحاضرين: سماحة الامام نحن نريد لهذا الملف على وجه الخصوص أن يطرح في محكمة علنية، لأن أغلب رموزه من أعداء الثورة. وقد أعلنا حينها إن هذه الجريمة من فعل رزمي «2» وازلامه].
سماحة الامام: ان قضية العداء للثورة مسألة، وحادث السينما مسألة أخرى، وما عليكم الآن إلا الاخبار عن الاشخاص الذين تعتقدون بضلوعهم في حادث السينما واحراق الناس فيها، وأن تقدموا أدلتكم ليتم ملاحقة الفاعلين. وأمّا موضوع العداء للثورة، فإن أعداء الثورة كثيرون ومنتشرون في شتى أرجاء ايران! بيد أن قضيتكم قضية أخرى وعليكم أن تطلعوا السيد قدّوسي على ما متوافر لديكم من وثائق وأدلة، وسينظر هو في الأمر، فربما اقتضى الأمر إحالة الملف إلى طهران ليُدرس هناك. وربما يتم استدعاء هؤلاء الأفراد إلى هناك أيضاً للتحقيق معهم.
[إحدى الحاضرات: ان الناس يتساءلون لماذا لم تحقق الحكومة في هذه القضية لحد الآن، وثمة من يحاول إقناعنا بتغيير رأينا بالثورة. وقد قال لنا [رزمي] ومعاونوه: اذهبوا إلى أولئك الذين أحرقوا أعزاءكم- واني لأخجل من ذكر اسم هؤلاء، لأني أعلم تماماً بأنهم ليسوا هم الفاعلون- اذهبوا واطلبوا أولادكم منهم. وإلا فهناك أناس ضد الثورة، وكانوا يقولون لنا مثل هذا الكلام ويعترضون على نداءاتنا بأنه من عمل رزمي وأزلامه]
سماحة الامام: لو سمحتي ضعي قضية العداء للثورة جانباً! لاتخلطي المسائل، قضية العداء للثورة ...
[انهم وراء ذلك. وأولئك أيضاً مسؤولون]
سماحة الامام: سجّلوا أسماء هؤلاء الذين تعتقدون بضلوعهم في هذه القضية سواء كانوا آمرين او محرضين عليها، وقدموها للسيد قدّوسي مرفقة بالأدلة، وأنا سأوصيه بمتابعة القضية.
[شخص آخر من الحاضرين: إن تجميد الملف ساهم كثيراً في اعداد الأرضية لتحريض الناس ضد الحكومة].
سماحة الامام: سيُخرِج الملف هذه القضية من الركود .. عليكم بمراجعة السيد قدوسي وأنا سأطلب منه أن يتابع القضية.
[أحد الحاضرين: سماحة الامام، إنها أمّ فقدت زوجها وأربعة من أولاد أخيها]
سماحة الامام: ان حادثة احراق السينما وقعت ونحن في النجف، ومنذ أن سمعت بالحادث، كان حدسي أن الفاعلين هم من أزلام الشاه وعملائه، وكنت قد أعلنت ساعتها عن ذلك، وفيما بعد تبين أن الأمر كذلك، لقد كان لهذه الفاجعة أثرها الكبير علينا وعلى جميع أبناء الشعب. لقد تأثرت بهذه الفاجعة كثيراً، وأنا أتوجه بالعزاء إلى جميع ذوي هؤلاء الأعزاء والأُمهات الثكالى والأخوة والاخوات، واسأل الله الرحمة لهم جميعاً.
[احدى النساء: سماحة الإمام! انه كان معيلي]
سماحة الامام: ألهمك الله الصبر، وان كنتم عازمين على متابعة القضية فسآمر السيد قدّوسي بمتابعة الموضوع بحزم وجدية، فمن يثبت تورطهم في هذه الجرائم يحالوا إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، إمّا السجن طبعاً مع دفع التعويضات لأسر الضحايا، أو الاعدام ان ثبت ضلوعهم المباشر.
أيدكم الله جميعاً ووفقكم، إن شاء الله.
قم
التأكيد على معاقبة الضالعين في جريمة سينما ركس بمدينة آبادان
أُسر ضحايا حادثة سينما ركس آبادان
جلد ۱۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۵۰ تا صفحه ۱۵۲
«۱»-السيد علي قدّوسي، المدعي العام للبلاد. «۲»-رئيس شرطة آبادان.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378