بسم الله الرحمن الرحيم
اني خادمٌ للجميع ما دمت حياً
لقد جئت لأكون اليوم بينكم أعزائي الطلبة، لسببين، الأوّل؛ الاحتفاء بذكرى شهادة كوكبة من شبابنا الأعزاء في الجامعات، إثر الهجوم الوحشي لجلاوزة النظام. والثاني؛ التلاحم بين أهم شريحتين في المجتمع، رجال الدين والجامعيين، وإني أبارك هذا التلاحم، لرجال الدين والجامعيين معاً.
أتيت لأجدد ميثاق الخدمة لكم أعزائي، فإني خادمكم جميعاً وخادم جميع الشعوب الإسلامية، مادمت حياً. إني خادمٌ لشعب ايران العظيم، خادمٌ لجميع الجامعيين ورجال الدين خادمٌ لشرائح البلد والبلدان الإسلامية، وجميع المستضعفين في العالم.
التلاحم بين رجال الدين والجامعيين، تلاحم المفكرين مع الشعب
يجب أن يكون هناك تواصل وتلاحم بين هاتين الشريحتين اللتين تمثلان العقول المفكرة في المجتمع، يعني رجال الدين والجامعيين الاعزاء. كما يجب أن يكون هناك تواصل وتلاحم بين المفكرين والكتاب وجميع المتنورين، مع شرائح الشعب الأخرى، لا سيما رجال الدين والجامعيين. وعلى الاخوة جميعاً، أياً كان موقعهم من المسؤولية، وأياً كانت درجتهم من العلم وأياً كان شغلهم وعملهم، أن يعلموا بأنه ما لم يتكاتفوا ويتآزروا، وما لم يكونوا خداماً لهذا الشعب المستضعف ولهذه الدولة الإسلامية، فستواجه البلاد الكثير من المشاكل حتى تتحقق أهدافها. أمّا اذا تكاتفت جميع شرائح المجتمع وفئاته وطوائفه واجتمعت كلمتهم على حفظ البلاد وحفظ كيان الإسلام، فإن ذلك سيجعلنا نصل سريعاً إلى تحقيق اهداف الإسلام العليا التي هي أهداف كافة الشعوب والمستضعفين في العالم. نحن اذ ضحينا بكل هؤلاء الشبان، في الجامعات والحوزات وكافة المواقع، انما بدافع تحقيق أهدافنا التي نادت بها الجماهير والمتمثلة في الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية.
أيها الاخوة الأعزاء، الاخوة الكتّاب والمفكرون وأرباب القلم، الإخوة الجامعيون، الطلاب المحترمون، علماء الدين الأعلام، تجار السوق المحترمون، العمال الأعزاء، الموظفون المحترمون! تعالوا لنتحد معاً، تعالوا لنجعل كل خطواتنا وأقلامنا وأحاديثنا في خدمة وصالح هذه الشريحة المستضعفة. لا تسمحوا لدماء الشهداء أن تذهب هدراً، لا تسمحوا باستمرار وضع سكان الأكواخ البؤساء على هذه الحال، لا تسمحوا للقوى الكبرى في استعادة أطماعها في ابتلاع ثرواتنا. لا تسمحوا لمؤامرات القوى الكبرى والخونة في تحقيق أهدافها.
أيها الكتاب والمفكرون، جندوا أقلامكم وبيانكم لخدمة المستضعفين. أيها العلماء، أيها الطلاب، أيها المثقفون، أيها الجامعيون! عزّزوا من تكاتفكم وتلاحمكم في سبيل هؤلاء المستضعفين. فأنتم من قدّم كل هذه الخدمات وكل هذه الدماء، وتحمل كل هذا العناء والعذاب للخلاص من نير الأعداء وسلب ونهب الغزاة الطامعين، فلا تسمحوا لكل هذه الجهود أن تضيع سداً، استعملوا هذه الأقلام في سبيل خدمة هذا الشعب، وتحرّكوا فيما تقولون وتفعلون على طريق خدمة المستضعفين.
ضرورة الاحتراز من الفرقة والإنتقادات غير المبررة
أحبائي! اخوتي! اجتنبوا الفرقة. ومثلما اليوم يوم الاتحاد والتلاحم بين رجال الدين والجامعيين، فاعملوا على ترسيخه، وتعزيره بتآزر الكتاب والمفكرين وجميع الشرائح معهم. فقد رأيتم المعجزة التاريخية الكبرى التي أوجدها اتحاد الشرائح المختلفة، والتي تمثلت بإلحاق الهزيمة بالقوى الكبرى، وطبعاً هؤلاء لا يجلسون مكتوفي الأيدي وإنما منهمكون بالتآمر والتخطيط لزرع الفرقة بينكم، وتبديد جمعكم. فلا تعينوا زارعي الفرقة هؤلاء، فإن في ذلك عونٌ لأعداء البلاد وأعداء الإسلام.
اجتنبوا كثرة الانتقاد والتذرع بحجج وانتقادات واهية فإن ذلك يخدم أعداءنا. لا ترددوا كل يوم قول المغرضين أن الثورة قامت ولم تحقق شيئاً، ففي ذلك خيانة للشعب. ان شعبنا ثار وقدّم التضحيات وحصل على أعظم شيء وهو الحرية. فإنه كان ينادي بها وقد حصل عليها، فلا تقولوا لم يتحقق شيء، بل حصلت أشياء وتحققت معجزات. إن هؤلاء القائلين بأن شيئاً لم يتحقق انما يهدفون من وراء ذلك إضعاف معنويات الشعب وتثبيط عزيمته وإضعاف إرادته. ومثل هذا، سواء كان عن علم او غير علم، يخدم الاستعمار، ويخدم النظام الشاهنشاهي المنحط. لقد تحققت أعمال عظيمة واعجازية نظير هزيمة الطاغوت وهزيمة القوى الكبرى. ان بلادنا اليوم مستقلة لا يستطيع أحد أن يتدخل في شؤونها. ولا نسمح لأي من اليسار أو اليمين بالتدخل. كما لا نسمح لأحدٍ بنهب ثرواتها. فماذا يمكن لثورة أن تحقق أعظم من هذا؟
لقد تحقق للشعب كل ما كان يريده، كان ينشد الحرية وها قد تحققت. فأنتم تجتمعون الآن هنا بكل حرية. وقد كانت هكذا اجتماعات غير ممكنة قبل خمس سنوات. فأنتم الآن أحرار، وهذا ما كان يريده الشعب وقد تحقق. أنتم الآن مستقلون ولا تستطيع قوة أن تفرض ارادتها عليكم، وهذا ما كنتم تريدونه وقد تحقق. أسقطم نظام الشاه وأردتم نظام الجمهورية الإسلامية وتحقق ما كنتم تريدون. فهذه الأمور الثلاثة هي ما كان يطالب بها شعبنا وقد تحققت له.
يا أصحاب الفهم المتدني! أيها الخونة! لِمَ كل هذا التزوير للحقائق. إن ما أراده الشعب قد تحقق. ان شعبنا لم ينتفض من أجل البطن، وانما من أجل الاستقلال والحرية وقد نال ما أراد. وستتحقق كل مطالب الشعب الأخرى، ولن تستطيع القوى الكبرى، أو المتآمرين في الداخل أو الأقلام المأجورة أن تقف في وجه هذا السيل الجماهيري المتدفق.
أيها الاخوة! اعلموا أن ما يطرحه هؤلاء من مسائل ويختلقونه من اشكالات، انما يهدف إلى إضعافكم ونشر اليأس في صفوفكم، انهم يريدون ان يجعلوكم تيأسون من الإسلام. ان الذين فقدوا مصالحهم أو باتت في خطر، يريدون لكم اليأس، ويسعون للتشكيك في قدراتكم لكي يدب الضعف فيكم، فيحققوا أهدافهم وأغراضهم. ولكن عليهم أن يعلموا انه لا شعبنا سيضعف، ولا هم سيحققون أهدافهم.
تحذير للمتآمرين
إن هؤلاء الذين يدافعون عن القوى الكبرى، ولو من خلال اضعاف الشعب، هم أنفسهم الذين آووا بختيار في فرنسا، وجرّوا شبابنا إلى السجون، وأعطت أميركا من أجلهم اللجوء والحماية لجرثومة الفساد (محمد رضا بهلوي). وما لم يتخلوا عن تحركاتهم العدوانية هذه واصروا على تقديم الحماية لبختيار، والابقاء على محمد رضا المخلوع، فإننا سنتعامل معهم بطريقة أخرى. لن نسمح لمؤامراتهم بأن ترى النور، وشعبنا مستعد لكل شيء وسنحبط كل المؤامرات.
أيها الشعب العزيز! كن قوياً فإن الله معك. تقدّم إلى الأمام بعزم وثبات فإن الله حافظك، انك قمت من أجل الله ومن أجل الجمهورية الإسلامية، كن قوي القلب لأنك ستنتصر. نسأل الله أن يحفظكم لنا أيها الشباب، وأن يحفظ لنا جميع الشرائح الأخرى.