بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي أنت تعلم كيف يكون حالي حينما أرى هذا المنظر المؤلم؟ وكيف أطيق النظر إلى هذه المناظر المفجعة حيث فقد إخوتنا وأولادنا أعضاء أبدانهم لأجل الإسلام؟ وكيف اتحمل رؤية اعاقة هذا الطفل، الذي عُوّق في بداية حياته؟ اللهم اجز أولئك الذين أنزلوا بنا هذه المصائب جزائهم: اللهم أدّب القوى الكبرى التي ترتكب هذه الجرائم من اجل التسلط والسيطرة، ولو بعد حين. وأوقفهم عند حدهم بيد قدرتك.
أخوتي وأخواتي وأولادي الأعزاء، إني أعلم انكم تعيشون في معاناة وألم، واعرب لكم بأنني شريككم في هذه المعاناة، لكنَّ الذي يسهّل هذه المعاناة ويخفف الآلام ويبسّط علينا جميعاً هذه الأمور هو أنّ جميع ذلك لوجه الله، فأنتم إنما نهضتم لوجه الله، وجرحتم طلباً لمرضاة الله، وقتل عدد كثير من إخوتكم وأخواتكم تقرباً إلى الله. واعلموا أنَّ كل شيء قدمتموه في سبيل الله لا يضيع، بل هو محفوظ عند الله. وإنَّ الدنيا وسيلة وطريق الى العوالم الأخرى. وإنَّ الله يهيئ لكم منازل في الآخرة بحيث إذا رآها الآخرون تمنوا لو كانوا مثلكم وفي ما أنتم فيه الآن.
سياسة (الخطوة خطوة) للأعداء
لا زال شعبنا الآن يسير لكنه لم يصل إلى مقصده بعد. وثورتنا مستمرة في النضج والرقي، لكنها لم تصل إلى الهدف بعد، فشعبنا يواجه مشاكل يجب عليه أن يحلها باقتداره واتحاده وإيمانه وعزمه وإرادته. ولقد كانت المشاكل سابقاً كثيرة، لكنها حُلّت بقدرتكم واتحاكم أيها الشعب العزيز. وتوجد مشاكل أخرى سوف تحل إن شاء الله. وهذه أمور قد تحصل، وقد حصلت منذ البداية إلى الآن، وهذه المشاكل يخلقها أشخاص لا يروق لهم أن يروا نهضتنا قد آتت أكلها، ولا يريدوها أن تصل إلى مرحلة الإثمار. هؤلاء الأشخاص عارضوا هذه الثورة وعرقلوا مسيرتها في كل خطوة خطتها إلى الأمام، والآن نحن على أبواب اجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، لذلك نرى هؤلاء منهمكين ومستمرين بنفس تلك المؤامرات، إذ يعارضون انتخاب رئيس للجمهورية. وبعد فشلهم هناك، سيعيدون الكرّة عند انتخاب نواب الشعب. فعليكم ان تستعدوا، وعلى شعبنا ان يستعد، لأن الشياطين الذين لا يريدون أن يؤتي الإسلام ثماره، ولا أن تترسخ الجمهورية الإسلامية، سيستمرون في معارضتهم للشعب في كل خطوة يخطوها نحو رقي الثورة الإسلامية. فكونوا أصحاب عزم وإرادة، وتجهزوا لمواجهة هذه الفئات التي تحول دون رقي ثورتنا، واستعدوا للتحمل، وتحملوا هذه المصائب وهذه المؤامرات بالصبر والحلم الثوريين، وتقدموا نحو الأمام، فان الله- تبارك وتعالى- معكم. وسيكون النصر حليفكم إن شاء الله.
نريد اقامة حكومة عدل إسلامية
إننا لا نريد شيئاً وليس لدينا من الكلام إلّا هذا القول: وهو أننا نريد انقاذ هذا الشعب الذي تحمل العذاب والكبت على طول التاريخ، وآخر ما تعرض له من ذلك هو جنايات المستعمرين وعملائهم في الداخل، ونهبهم لثرواته.
فنحن نريد تحرير الناس وتخليصهم من ضغوط تسلط الآخرين في الداخل والخارج، ونريد أن يكون وطننا لنا، وأن يكون مستقلًا، وأن نملك زمام أموره بأيدينا، وأن تكون ثرواته الطبيعية ملكاً لأهله، وأن نكون نحن العاملين في وطننا، ونحن الذين نستفيد من نتائج أعمالنا وثمارها.
نريد إقامة حكومة عدل إسلامية تكون شبيهة بحكومات صدر الإسلام. كما نريد أن يعيش شعبنا في رفاهية ورخاء، هذه مطالبنا، فما الذي يريده الذين يخالفوننا في كل خطوة نخطوها، بذريعة تأييد الشعب وحمايته؟ إنهم يعترضون على مطالبنا هذه ويخالفونها في حين أنها تمثل مصالح شعبنا. فيا أيها الشعب العزيز، كن يقظاً واعياً، فانَّ العدو مترصد، ونحن في وسط الطريق، فيجب علينا أن نجتاز هذه العقبات والمآزق بسلام، لكي نستطيع طرد العدو، ودحره إلى الأبد. ويكون وطنكم لكم.
أسأل الله أن يشافي هؤلاء الجرحى والمعوقين، ويمن عليهم بالأجر والصبر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.