بسم الله الرحمن الرحيم
التآمر للحيلولة دون استقرار أركان الدولة
سمعت اليوم أنّ السادة الحاضرين قد جاؤوا مشياً على الأقدام من مدينة اليكودرز، وأعلنوا عن استعدادهم لحراستي. فأنا أشكرهم على عواطفهم، وأقيّم ما تحملوه من عناء، لكنني لا أوافق على بقائهم هنا لحراستي، فليذهبوا ولينشغلوا في انجاز اعمالهم. فانّ امريكا لا تستطيع ان تتدخل عسكرياً في ايران، ولا تستطيع فرض الحصار الاقتصاي، وإنّ مؤامراتها تتخلص في الحؤول دون مواصلة مسيرتنا التي بدأناها. فالمؤامرة داخلية تحدث بأيدي عملاء في الداخل. ومخططهم أنهم يريدون أن يعكسوا للخارج صورة عن إيران تثبت أنّ الحكومة الإيرانية عاجزة عن إدارة البلاد، وأنّ الشعب الإيراني ليس أهلًا لأن يتمتع بالحرية. لذلك نرى هؤلاء الشياطين يثيرون الفتن في كل مكان، في الجامعات والمدن وفي مراكز الادعاء العام ومراكز الشرطة وفي دوائر قوى الأمن، وقد أعدوا لكل مكان في البلاد مؤامرة لاثارة الفتن والمشاغبات لكي يحولوا دون استقرار الحكومة. لذلك فانّ الوقت قد حان لكي يتحد الشعب ليجتاز بنجاح المرحلتين الباقيتين اللتين هما أساس الدولة الإسلامية، مرحلة انتخاب رئيس للجمهورية، والأخرى انتخاب نواب مجلس الشعب، لذلك نرى المؤامرات قد بلغت ذروتها لكي تحول دون نجاح الشعب في انتخاب رئيس الجمهورية. وبعد ذلك سيأتي دور المؤامرات التي تحول دون نجاح الشعب في انتخاب ممثليه، وفي تشكيل هذا المجلس.
والسبب الدافع لهذه المؤامرات هو أنّ هذين الأمرين، يشكلان الهيكل الأساسي للدولة الإسلامية، هذا في حين أنّ امريكا تخاف من تشكيل حكومة إسلامية، لأنها تعرضت لضربات موجعة من الإسلام، وإنّ هؤلاء الشبان الذين نهضوا لأجل الإسلام وضحوا بأنفسهم هم الذين وجهوا لأمريكا هذه الضربات الموجعة التي جعلتها تخاف الإسلام. لذلك سعت إلى بث روح التفرقة ولا زالت تفعل ذلك لكي تفصم عرى الوحدة الشعبية وتحول دون تحققها، لأنّ هذه الوحدة هي التي تقف وراء تحقق أهداف الشعب حتى هذه اللحظة. فأمريكا تريد عرقلة هذه المسيرة. هذه هي الخطة التآمرية الأمريكية، وهي الهدف المنشود. أما الحديث عن التدخل العسكري والحصار الاقتصادي فلا يتعدى كونه كلاماً لا حقيقة له، ولا يستبعد أن يراد به صرف الأذهان عن الهدف الأساسي.
فيجب على الشعب أن ينتبه إلى هذه المؤامرة الشيطانية التي هي أخطر من جميع المؤامرات، لأنها تفصم أواصر الوحدة الشعبية والوطنية، وتسبب التفرقة والتناحر بين طبقات الشعب، مما يؤدي إلى اضطراب النظام الإسلامي وعدم استقراره.
المحافظة على وحدة الكلمة
أشكركم، أيها الشبان الذين تحملتم برودة الطقس ومتاعب السفر، وجئتم من أماكن نائية، وأحذركم من الفرقة وأن تبتعدوا عنها بأي شكل كانت. فيجب أن تتجنبوا كل ما من شأنه أن يوجد الفرقة والتشتت، سواء أكان ذلك شعاراً يسبب الفرقة، أم اضراباً يوجد التشتت، أم كان مظاهرة تؤدي إلى الاضرار بالوحدة. إنكم بحاجة ماسة إلى الوحدة والاتحاد. وانتم اليوم أحوج إلى الوحدة منكم بالامس، كما أنكم غداً أحوج إليها منكم اليوم. فحافظوا على وحدتكم هذه، واطيعوا الله الذي قال: (واعتصموا بِحبْلِ اللهِ جميعاً ولا تَفرَّقوا) «1»، فتمسّكوا جميعاً بحبل الله الذي هو الإسلام، ولا تحدثوا الفرقة؛ لأنّ الفرقة تحول دون أن تستطيعوا إيصال وطنكم إلى التنمية اللازمة، كما تحول دون أن تستطيعوا إقامة الحكومة الإسلامية المطلوبة في بلادكم. ولا شك أنّ المتآمرين لا يريدون أن يحكم الإسلام ولا أن تتحقق الجمهورية الإسلامية في إيران، كما أن الدول التي تخاف الإسلام، وتخاف من الجمهورية الإسلامية، تصديرها من هذا الوطن إلى بقية الدول الإسلامية، تحاول عرقلة مسيرتكم، ويحولوا دون تقدمكم، هؤلاء كلّهم يحولون دون تحقق التنمية في البلاد، ودون تحقق الحكومة الإسلامية. فيجب عليكم جميعاً أن تتجنبوا بحذر ويقظة كل أشكال الفرقة.
عزة الوطن واقتداره في ظل الاكتفاء الذاتي
والأمر الآخر هو أنّ بلادكم بحاجة إلى عمل. إنه بلد مدمر يحتاج الى بناء وإعمار ويجب ان يُبنى على ايديكم. فيجب على كل فرد من أبناء الشعب أن يجد لنفسه عملًا، وأن يتقنه. فلا يصح أن نكون مفتقرين في المواد الغذائية إلى الخارج. إنّ إيران بلد واسع، وإنه- كما يقال- يتسع ل-- (150) مليون، في حين أنّ عدد نفوسه الآن 35 مليون نسمة، فهو يتسع لأكثر من ذلك، وفيه خيرات واسعة، ففيه الماء والأمطار والثلوج.
وأنتم شبان تتمتعون بالطاقة والقوة، ومن العيب على دولة إسلامية أن تكون مفتقرة للغير فيما تحتاجه من المواد الغذائية خصوصاً إذا كان الافتقار إلى دولة عدوة كأمريكا، فانّ حاجتنا إلى امريكا هو الذل بعينه. لذلك يجب أن تحققوا ما يوصلكم إلى الاكتفاء الذاتي، وإذا فعلتم ذلك فاني آمل أن تصلوا- إن شاء الله- إلى مرحلة التصدير.
أسأل الله أن يحفظكم، واشكركم مرة أخرى، وأدعو لكم بالخير، وأنا خادمكم.