بسم الله الرحمن الرحيم
ابارك حلول العام الجديد وحصيلته تكامل اركان الجمهورية الإسلامية- لكل المستضعفين والشعب الإيراني النبيل. لقد شاءت ارادة الله تعالى- وله الشكر- بأن يتحرر هذا الشعب المظلوم من نير الجائرين وجرائم الحكومة الطاغوتية، ومن تسلّط القوى الظالمة، لا سيما الحكومة الاميركية الناهبة للعالم، وان يرفرف لواء العدل الإسلامي على بلادنا العزيزة. ومن واجبنا ان نقف بوجه القوى الكبرى، ولدينا القدرة على الوقوف شريطة ان يقلع المثقفون عن الغرب والشرق، وعن التغريب والتشريق، ويتبعوا صراط الإسلام والوطنية المستقيم.
اننا في صراع مع الشيوعية العالمية بمقدار ما نحن في صراع مع ناهبي العالم الغربيين بزعامة أمريكا، ونناضل بشدة ضد الصهيونية وإسرائيل. ايها الاصدقاء الاعزاء، اعلموا ان خطر القوى الشيوعية ليس دون خطر أمريكا. وخطر أمريكا عظيم إلى درجة انكم لو غفلتم أدنى غفلة لهلكتم. كلا القوتين عازمتان على سحق الشعوب المستضعفة، وعلينا دعم مستضعفي العالم. علينا السعي لتصدير ثورتنا إلى العالم، وأن نتخلّى عن فكرة عدم تصدير ثورتنا. فالإسلام لا يفرق بين بلدان المسلمين، وهو سند لكل مستضعفي العالم. ومن جهة أخرى فإن جميع القوى والقوى الكبرى، شمّرت عن سواعدها للقضاء علينا، واذا بقينا في اجواء مغلقة فسوف نهزم يقيناً. علينا تصفية حساباتنا صراحة مع القوى الكبرى، وان نثبت لهم اننا رغم كل معاناتنا الشاقة، نتعامل تعاملًا مبدئياً مع العالم.
ايها الشباب الاعزاء، يا من اعقد الأمل عليكم، امسكوا القرآن بيد، والسلاح باليد الأخرى، ودافعوا عن كرامتكم وشرفكم دفاعاً يسلبهم قدرة التفكير بالتآمر عليكم. ارحموا اصدقاءكم رحمةً لا تدخرون معها ايثاراً الا قدمتموه لهم. اعلموا ان العالم اليوم هو عالم المستضعفين، وسيكون النصر حليفهم عاجلًا أو آجلًا، فهم وارثو الأرض والحاكمون من قبل الله.
انني اعلن مرة أخرى عن دعمي لكل الحركات والجبهات والجماعات التي تقاتل للتخلّص من مخالب القوى الكبرى اليسارية واليمينية. انني اعلن عن دعمي لفلسطين الراشدة ولبنان العزيزة. واشجب بشدة مرة أخرى الاحتلال الوحشي لافغانستان من قبل الناهبين والمحتلين الشرقيين. وآمل ان يبلغ الشعب الافغاني المسلم الاصيل النصر والاستقلال الحقيقي باسرع ما يمكن، ويتحرر ممن يسمون انصار الطبقة العاملة «1».
على الشعب النبيل ان يعلم ان كل الانتصارات تحققت بارادة الله القادر، وبالتحول الذي عمَّ كافة ارجاء البلاد، وبروح الإيمان والالتزام والتعاون التي سادت بين الاكثرية الساحقة من الشعب. لقد كانت العودة إلى الله تعالى ووحدة الكلمة اساس انتصارنا، وان نسيان سر النصر، والانحراف عن الإسلام العظيم واحكامه المقدسة والسير في طريق الاختلاف والتفرق، قد يحرمنا من التأييد الالهي، ويفتح الطريق امام المستكبرين، فتوقع حيل القوى الشيطانية ودسائسها شعبنا العزيز في قيود الذل، وتذهب هدراً الدماء الطاهرة التي اريقت في سبيل الاستقلال والحرية، والاتعاب المضنية التي تحملها شبابنا وشيوخنا الاعزاء. ويحل ببلدنا الاسلامي والى الأبد ما حل به في عهد النظام الطاغوتي، ويصنع بنا من هزمتهم الثورة الإسلامية، ما صنعوه ويصنعونه بمستضعفي العالم المظلومين. لذلك فانا اشعر بالواجب الإلهي والشرعي في ان اذكّر ببعض الأمور، وأؤكد على حضرة السيد رئيس الجمهورية ومجلس قيادة الثورة والحكومة والقوات المسلحة ان يضطلعوا بتنفيذها، واطلب من عامة الشعب في كافة انحاء البلاد ان لا يتوانوا عن دعمهم الجاد بكل قوتهم والتزامهم بالإسلام العزيز. انني ارى مؤامرات الشياطين المعادين للثورة آخذة في الاتساع لاطلاق ايدي الشرق والغرب ضدّنا. وعلى حكومتنا وشعبنا واجب إلهي وإنساني، ووطني وهو ان يتصدوا لها بكل ما أوتوا من قوة. وفيما يلي أذكِّر ببعض القضايا:
أولا. هذه السنة هي السنة التي يجب ان يعود فيها الأمن إلى ايران، ويعيش الشعب النبيل بمنتهى الطمأنينة والدعة. اعلن مرة أخرى عن دعمي التام لجيش إيران الشريف. ولكن على جيش الجمهورية الإسلامية الالتزام بالقوانين والمقررات بكل دقة. من واجب السيد رئيس الجمهورية الذي عُيّن لقيادة القوات المسلحة بالنيابة عني، أن يحاسب بشدة أي فرد- باي رتبة أو موقع كان- اذا اراد الاخلال في الجيش، أو التواني في اداء الواجب، أو عدم مراعاة نظام الجيش ومقرراته، أو التمرد على قوانين الجيش، وفي حالة اثبات الجريمة، لا بد ان يقصيه من الجيش في الحال، ويحيله إلى القضاء. انني لن اصبر بعد الآن على انعدام الانضباط في الجيش بأي حال من الاحوال، وكل من يمارس الاخلال في عمل الجيش سيُفضح أمام الشعب على الفور كمناهض للثورة، حتى يبت الشعب العزيز في أمره مع بقايا جيش الشاه المجرم.
اخوتي الاعزاء في الجيش، يا من تنكرتم للشاه القذر واذنابه الناهبين والتحقتم بصفوف الشعب، اليوم يوم أسداء الخدمة للشعب ولإيران الحبيبة. حاولوا بجهودكم المتظافرة، انقاذ هذه الأرض من ايدي اعداء الإسلام وإيران.
ثانيا. أعلن مّرة أخرى دعمي لحرس الثورة، وانبههم وقادتهم إلى أن ابسط مخالفة تستوجب الملاحقة القانونية، واذا فعلتم ما يوجب الاخلال في نظام الحرس لا سمح الله، سوف تطردون فوراً، ويطبق في حقكم كل ما قلته حول الجيش. يا ابنائي الثوريين، احرصوا على ان تعاملوا الجميع بعطف وباخلاق إسلامية.
ثالثا. على الشرطة وقوات الدرك في البلاد ان يراعوا النظام. بلغني ان اهمالًا كبيراً يلاحظ في المخافر. الذين يحملون تجارب سيئة من الماضي يجب ان يبذلوا جهودهم لأجل مزيد من مواكبة الشعب والنظام في كل إيران ويعتبروا الجماهير منهم. على أمل ان تُقرر في المستقبل اعادة تنظيم اساسية للدرك والشرطة. ينبغي ان تعتبر قوات الشرطة نفسها من الإسلام والمسلمين. الانفجارات التي وقعت في الجنوب آلمتني بشدة، لماذا لا يحدد الحرس والشرطة والدرك بدقة عدداً من اللئام- المرتبطين بالنظام الاجنبي الفاسد المعتمد على أمريكا- وينزلون بهم العقوبة. انهم مفسدون في الأرض، سواء الذين يشاركون مباشرة في مثل هذه الأعمال، أو الذين يخططون لها، وحكم (المفسد في الأرض) واضح. على محاكم الثورة ان تعمل بمزيد من الحزم لتستأصل جذورهم.
رابعا. ينبغي ان تكون محاكم الثورة في كل إيران نموذجاً متكاملًا لتطبيق حدود الله. يجب ان يحاولوا عدم الانحراف خطوة واحدة عن احكام الله تعالى، ويراعوا الاحتياط التام. عليهم ممارسة القضاء بصبر ثوري. لا يحق للمحاكم ان تكون لها قوات مسلحة خاصة بها. عليهم العمل طبقاً للدستور، إلى ان يتولى الجهاز القضائي الإسلامي تدريجياً مسوؤليات هذه المحاكم. على القضاة ان يحولوا بكل جدية دون حصول مخالفات، واذا تجاهل احدهم- لا سمح الله- الاحكام الإلهية، يعرّف للشعب فوراً وينال جزاءه.
خامسا. الحكومة مكلفة بتوفير مستلزمات العمل والانتاج للعمال والفلاحين والكادحين، وعلى هؤلاء أيضاً ان يعلموا ان الاضراب والاهمال لا يؤدي لتقوية القوى الكبرى وحسب، بل ويبدل أمل المستضعفين الناهضين في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية يأساً .. على الناس في كل مدينة بمحض الاطلاع على حصول اضراب في أي مصنع أن يتوجهوا إلى هناك وينظروا ما يقول أولئك. عليهم ان يكشفوا اعداء الثورة للناس. ان الجماهير الإيرانية الشريفة لن تستطيع بعد الآن دفع رواتب غير مسوغة لحفنة من الجاحدين.
ايها الكادحون الاعزاء، اعلموا ان الذين يثيرون القلاقل كل يوم في ناحية من انحاء البلاد، وينزلون إلى الساحة بمنطق السلاح، هم اعداؤكم الالداء، ويريدون ان يحرفوكم عن مسار الثورة. انهم مستبدون ولو تسلطوا يوماً من الأيام فلن يسمحوا لأحد بأن يتفوّه بكلمة واحدة. قاوموهم على كافة الأصعدة، واكشفوهم للجماهير باعتبارهم العدو الأول، وافضحوا تبعيتهم للشرق المعتدي أو الغرب الانتهازي. الحكومة مكلفة ان تعاقب بشدة من لهم يد في مثل هذه الاعمال.
سادسا. لا أدري لماذا لا تستأنف الحكومة مشاريعها المتوقفة التي فيها منفعة الشعب. ينبغي على الحكومة ان تسارع إلى تنفيذ ما توقّف من المشاريع المفيدة للشعب وكذلك المشاريع الجديدة، حتى يتعزز الوضع الاقتصادي للبلاد.
سابعا. في الدوائر الحكومية، يجب على الجميع الانقياد للحكومة المنتخبة، والا توجب معاملتهم بحزم وشدة. أي شخص في اية دائرة اذا اراد الاخلال بالنظام يجب طرده وكشفه للشعب فوراً. أتعجب لماذا يغفل المسؤولون عن الطاقات الشعبية؟ الجماهير ذاتها تحاسب المعادين للثورة وتفضحهم.
ثامنا. مصادرة اموال المقصّرين من قبل اشخاص غير مسؤولين أو من قبل محاكم غير صالحة، مدانة بشدة. كل المصادرات يجب ان تتم طبقاً للموازين الشرعية، وبحكم المدعي العام أو قضاة المحاكم، ولا يحق لأي شخص التدخل في هذه الشؤون. ينبغي ملاحقة المتخلفين بشدة.
تاسعا. يجب توزيع الأراضي حسب الموازين الشرعية، وبعد اثبات هذا الموضوع يحق للمحاكم الصالحة اتخاذ القرار. لا يحق لأي أحد التعدي على أرض أحد أو مسكنه أو حقله. وعموماً فإن العناصر غير المسؤولة لا يحق لها التدخل في مثل هذه الامور، لكن عليهم ابلاغ الجهات المسؤولة بما لديهم من معلومات حول اراضي ومساكن وبساتين الطاغوتيين الذين اغتصبوا أموال الناس بغير حق. واذا عمل شخص بخلاف الموازين الإسلامية والقانونية يلاحق قانونياً بلا أي توانٍ.
عاشرا. مؤسسة الإسكان ومؤسسة المستضعفين يجب ان تعلنا بأسرع وقت عن برامج عملها ليطلع الناس على انشطة هاتين المؤسستين الثوريتين. على مؤسسة الاسكان الكشف عمّا قامت به من اعمال وعلى مؤسسة المستضعفين ان تقدّم للجماهير كشفاً بالأموال المنقولة وغير المنقولة للطواغيت، وخاصّة الشاه وعائلته وعصابته القذرة في كل ايران، ويقولوا لهم ما الذي فعلوه؟ ولمن اعطوا أموال الشاه الخائن؟ هل صحيح ان مؤسسة المستضعفين اصبحت مؤسسة مستكبرين؟ إن صح هذا فالتصفية ضرورية، والغفلة عن هذا الأمر المهم حرام. يتعين على هاتين المؤسستين ان تبيّنا للشعب بدقة لماذا لم تستطيعا العمل بأسرع من هذا. واذا كان ثمة من يخالفون باسم المستضعفين، فعلى المحاكم في كل انحاء إيران ان تتخذ الاجراءات اللازمة بسرعة.
احد عشر. يجب ايجاد ثورة اساسية في كافة الجامعات بكل إيران لتتم تنحية الاساتذة المرتبطين بالشرق أو الغرب، وتغدو الجامعة مكاناً سليماً لتدريس العلوم الإسلامية العليا. ينبغي الحيلولة بجد دون التعليم السيء للنظام السابق في جامعات كل ايران، فكل مآسي المجتمع الإيراني طوال حكم الأب والابن «2» نابعة من هذا التعليم السيء. لو كانت لنا في الجامعات تربية مبدئية، لما كانت هناك ابداً طبقة مثقفين جامعيين يتنازعون فيما بينهم في اكثر ظروف إيران تأزماً، وينقطعون عن الناس، وينظرون إلى ما يجري على الجماهير بكل استخفاف وكأنهم ليسوا في إيران. ان تخلفنا يعود إلى عدم المعرفة الصحيحة لمعظم مثقفينا الجامعيين بالمجتمع الإسلامي في ايران، والأمر كذلك الآن أيضاً مع الاسف. اغلبية الضربات المهلكة التي وُجّهت لهذا المجتمع جاءت على يد معظم هؤلاء المثقفين الدارسين في الجامعات الذين رأوا ويرون انفسهم عظماء دائماً، وتحدثوا ويتحدثون بكلام لا يفهمه الا اصدقاؤهم المثقفين كما يسمون، واذا لم يفهم الناس شيئاً فلا ضير. فالشيء غير المهم هم الناس، وكل المهم لديهم هو أنفسهم، ذلك ان التعليم السيء لجامعات عهد الشاه أنشأ المثقف الجامعي بشكل جعله لا يقيم أي وزن للسواد المستضعف من الناس، وللأسف فانه اليوم أيضاً على نفس الشاكلة.
ايها المثقفون الملتزمون المسؤولون، تعالوا وانبذوا التفرقة والتشتت، وفكروا بالجماهير، ولأجل انقاذ هؤلاء الابطال المضحين بابنائهم الشهداء، حرروا انفسكم من شرور مدارس ومذاهب الشرق والغرب. قفوا على ارجلكم، واجتنبوا الاتكال على الاجانب.
على طلاب العلوم الدينية وطلبة الجامعات ان يدرسوا مرتكزات الإسلام بدقة، وينبذوا شعارات الفرق المنحرفة، ويُحلوا الإسلام العزيز الحقيقي محل كل الافكار المغلوطة. على هاتين الفئتين ان تعلما أن الإسلام ذاته مدرسة غنية لا تحتاج إطلاقاً لضم بعض المدارس اليها. ويجب ان تعلموا جميعاً ان التفكير الالتقاطي خيانة كبرى للإسلام والمسلمين، وستتضح النتيجة والثمرة المرة لهذا اللون من التفكير في السنوات القادمة. لشديد الاسف يلاحظ احياناً- بسبب عدم الادراك السليم والدقيق للقضايا الإسلامية- ان بعضاً من هذه القضايا قد خلطوها بالقضايا الماركسية، واوجدوا خليطاً لا يتجانس بحال من الاحوال مع قوانين الإسلام التقدمية. يا طلبة الجامعات الاعزاء، لا تسيروا في الطريق الخاطئ للمثقفين الجامعيين غير الملتزمين، ولا تعزلوا انفسكم عن الجماهير.
اثنا عشر. القضية الأخرى هي الصحافة. اطلب مرة أخرى من الذين يعملون في الصحافة في كل إيران أن تعالوا ومدوا ايديكم لبعضكم واكتبوا ما تكتبون بحرية، ولكن لا تتآمروا.
قلت مراراً ان الصحافة يجب ان تكون مستقلة وحرة، ولكن للأسف وبكل دهشة أشاهد بعضها يسير في طريق تحقيق الغايات الخبيثة لليمين أو اليسار بلا أي انصاف، ولا تزال سائرة في هذا الطريق. للصحافة في كل بلد دور اساسي في خلق مناخ سليم أو غير سليم. على أمل ان تنضوي في خدمة الله والشعب.
كما يجب على الاذاعة والتلفزيون ان تكون مستقلة وحرة أيضاً، وان تسجّل كل انواع النقد بمنتهى الحياد، حتى لا نشهد ثانية اذاعة وتلفزيون زمن الشاه المخلوع. يجب ان تطهر الاذاعة والتلفزيون من العناصر الموالية للشاه أو المنحرفة.
ثلاثة عشر. تتصاعد هذه الأيام هجمات عملاء الشاه وعصابته على رجال الدين الحقيقيين الذين كانوا بحق سواء في زمان الشاه أو على عهد ابيه، من ابرز الشرائح التي بادرت بنهضاتها المتعددة، إلى الكفاح ضد فساد النظام وفضحه، وقاموا بتوجيه الكفاح ضد الشاه وأمريكا طوال فترة الجهاد المشروع للجماهير الشريفة، وبلغوا به مرحلة النصر حينما بدأ رجال الدين كفاحهم الصلب ضد الشاه الخائن في سنوات 41- 1342 «3»، اطلق الشاه على رجال الدين الملتزمين والمسؤولين اسم (الرجعية السوداء) فالخطر الوحيد الذي كان يهدده ويهدد سلطته هم رجال الدين المجاهدون الضاربون بجذورهم في اعماق نفوس الشعب، والذين وقفوا بوجهه وبوجه تعسفه.
وفي هذا الوقت بالذات عاد اذناب الشاه بهدف تحطيم رجال الدين الذين يشكّلون اساس استقلال وحرية هذا البلد، فالقوا كلمة (الرجعية) في افواه ابنائي غير المطلعين على عمق الامور.
ابنائي الاعزاء الثوريين، ان اهانة وتضعيف رجال الدين اليوم ضربة توجه للاستقلال والحرية والإسلام. ان السير على طريق الشاه الخائن، واطلاق كلمة الرجعية على هذه الشريحة المحترمة التي هي من اندر الشرائح التي لا تخضع للشرق والغرب، انما هو خيانة. اخواتي واخوتي الاعزاء، اعلموا ان الذين يعتبرون رجال الدين رجعيين سينحازون بالتالي إلى طريق الشاه وأمريكا. ان الشعب الإيراني الشريف بدعمه لرجال الدين الحقيقيين والملتزمين في إيران والذين كانوا على الدوام حماة هذا البلد وحراسه، انما يؤدون دينهم تجاه الإسلام، ويقطعون اطماع طغاة التاريخ عن البلد. من ناحية أخرى اعلن لرجال الدين المحترمين اينما كانوا، أن الشياطين ربما بثوا دعايات السوء بواسطة عملائهم في اوساط الشباب الاعزاء، وخصوصاً الشباب الجامعي، وعلى رجال الدين أن يعلموا أن الواجب اليوم هو ان تتعاضد كل شرائح الشعب لا سيما هاتان الشريحتان المعظمتان اللتان تمثلان العقل المفكر للشعب، ويعملوا ضد القوى الشيطانية والمستكبرين، ويتقدموا بالنهضة الإسلامية إلى الامام صفاً واحداً، ويصونوا الاستقلال والحرية كما يصونوا أرواحهم العزيزة. ان مخطط ناهبي العالم وعملائهم في زمن النظام الطاغوتي هو الفصل بين هاتين الشريحتين المؤثرتين المفكرتين، وقد نجحوا مع الاسف وجروا البلاد إلى الدمار، وهو مخطط يراد تنفيذه مرة أخرى، ولو حصلت منا غفلة وإن كانت بسيطة سننجرف إلى الهلاك. اتمنى ان لا تغفل كل شرائح الشعب وخصوصاً هاتان الشريحتان المحترمتان في هذه السنة الجديدة عن المؤمرات والدسائس، وان يحبطوا المخططات الخبيثة بوحدة الكلمة.
وفي الختام لابد في هذه السنة الجديدة بعد طلب المغفرة لشهداء الثورة الإسلامية وتثمين تضحياتهم، ان أبارك لذويهم، لأمهاتهم وآبائهم الذين ربوا مثل هذه اللبوات والاسود. وابارك أيضاً للمعاقين والمصابين في الثورة، الذين كانوا سبّاقين في انجاح نهضة الشعب وتحقيق الجمهورية الإسلامية. والحق ان ثورتنا الإسلامية مدينة لتضحيات هاتين الشريحتين العزيزتين. انني وشعبنا لن ننسى هذه البطولات ونحيي ذكراهم.
أسأل الله تعالى عزّة الإسلام والمسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1/ 1/ 1359 ه- ش
روح الله الموسوي الخميني
طهران، شميران، دربند
حلول العام الجديد
التوصيات الثلاث عشرة للمسلمين
الشعب الإيراني المسلم والمسلمون والمستضعفون في العالم
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۲ ص ۱۷۲ الى ۱۷۸
«۱»-النظام الماركسي التابع للسوفيت في افغانستان. «۲»-رضا ومحمد رضا بهلوي. «۳»-۱۹۶۲- ۱۹۶۳ م.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417