بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب الآن دائرة على الأراضي الإيرانية وهذا نفسه خير دليل على أنهم هم البادئون بها والمعتدون علينا لا نحن، وإلا لكانت رحى الحرب دائرة في العراق الآن، إن صدام شنّ حربه علينا دون سابق علم أو إنذار، وبلا أي مبرر، مخترقاً بذلك جميع الأعراف والقوانين الدولية، وحسب ما أفادني بعض الأشخاص المطلعين فإنه استخدم في عدوانه هذا أسلحة لم تستخدمها إسرائيل حتى الآن، وقتل الكثير من شيوخنا وشبابنا وأطفالنا، ودمّر الكثير من مستودعاتنا، وبالتأكيد فإن أي شخص يرتكب ما ارتكبه من جرائم ثم يحتل المدن والقرى، يطمح إلى الحصول على وقف لإطلاق النار، فقد نهب وظلم، ونحن الذين تحملنا الخسائر بلا اي سبب، ولكن (السلام) أمر لن يكون بهذا الشكل، فعلى الدول الإسلامية التي تريد إقرار السلام والهدوء بيننا يجب عليها أن تقاتل المعتدي الذي هاجم بلداً إسلامياً وعلى افتراض كونه مسلماً على هذه الدول التي تسعى إلى إقرار السلام والهدوء أن تقاتله حتى يفيء إلى أمر الله «1»، والفيء إلى أمر الله لا يكون بمجرد إنسحابه من أراضينا ودفعه للأضرار والخسائر التي لحقت بنا جرّاء هذه الحرب بل لابد له من التعويض عن الخسائر المادية التي لحقت بإيران (فإن الخسائر في الأرواح لا يمكن التعويض عنها) وأن تسحب قواتها خارج الأراضي الإيرانية كما لابدّ له من التنازل عن الحكم والتخلّي عن حكومته الغاصبة، ويترك الحرية للشعب العراقي في إختيار حكومته وتقرير مصيره.
فالمسألة ليست مسألة نزاع حكومات وإنما مسألة إعتداء دولة بعثية كافرة على دولة إسلامية إنها قيام الكفر ضد الإسلام، لذا يتوجب على جميع المسلمين مقاتلته ولو أن المسلمين عملوا بواجبهم جيداً لن نختار أبداً طريق التدخل والهجوم على دولة أخرى، ولكن الهجوم كان من جانبهم ودون رغبة من الشعب، فلتأت هذه الحكومات وتحرّر الشعب العراقي وتضمن له حريته، ولتنظر هل أنّ هذا الشعب يريد هذه الحكومة أم لا؟
فقد أعلن صدّام مؤخراً عن انتخابات رئاسية إلّا أن المجلس في العراق وضع قراراً بإعدام كل من يدلي برأي مخالف، حتى العلماء الذين هم ضده أُكرهوا على الإدلاء برأيهم لصالحه.
إن حجم الجرائم التي ارتكبها صدام بحق بلاده وما قام به من قتل رجال الدين المسلمين يفوق حجم إعتدائه على بلادنا إن إعتداءه على شعبه أكثر من إعتدائه علينا لذا واجب علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين وضع حدٍ لهذه الطاغية ومطالبته بالتعويض عن الخسائر التي ألحقت بإيران والعراق بواسطته. فنحن لسنا على خلاف مع أحد ولكننا نطالب بالخسائر التي لحقت بالعراق وإيران، إننا نريد حفظ الإسلام وطالما أن هذا الحزب الكافر حاكم في العراق فإن الإسلام في خطر يهدده خطر الكفر، ولو أنك تتباحث مع أيّ جهة رسمية أخرى على إطلاع بهذه المسائل كالحكومة الإيرانية أو المجلس أو رئيس الجمهورية فإنهم سيقولون لك نفس الكلام.
وإنّا نسأل الله تبارك وتعالى أن يعمّ الوفاق والوحدة بين المسلمين لِئلا ينهبنا الآخرون حتى نعيش الإستقلال الحقيقي والإعتماد على الذات في إدارة بلداننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[في نهاية اللقاء توجه السيد حبيب الشطي بسؤالٍ إلى الإمام قائلًا: هل تسمعون لوفدٍ يترأسه عددٌ من رؤساء الدول الإسلامية بالقدوم إلى إيران للقاء سيادتكم والتحقيق بالأمر. فأجابه الإمام: لا يوجد أي مانع من القدوم إلى إيران بهدف التحقيق بشأن الجرائم التي إرتكبها صدام.]
طهران، جماران
عيد الأضحى المبارك
جرائم صدام وضرورة مواجهتها
حبيب الشطي (الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي)
جلد ۱۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۱۹ تا صفحه ۲۲۰
«۱»-إشارة إلى الآية ۹ من سورة الحجرات«وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين»-.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417