مطلب مرتبط

پیام به مسلمین جهان و زائرین بیت اللَّه الحرام (تبیین فلسفه و اسرار حج)إيران لن تتصالح مع أمريكاإيران لن تتصالح مع أمريكاارتفاع بيرق التوحيدارتفاع بيرق التوحيدتذوق طعم الانتصارتذوق طعم الانتصار
شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [تبيين فلسفة مناسك الحج وأسرارها]

طهران جماران‏
حلول أيام الحج‏
تبيين فلسفة مناسك الحج وأسرارها
المسلمون في العام وحجاج بيت الله الحرام‏
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۵ ص ۱۴۸ الى ۱۵۱

بسم الله الرحمن الرحيم‏
جل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس «1»- القرآن الكريم‏
التحيةلحجاج بيت الله الحرام، والسلام على كافة المسلمين في العالم وعلى المسلمين الملتزمين الذين توجهوا نحو الحق ووفدوا على بيت الله الحرام. تمتاز فريضة الحج من بين الفرائض الاسلاميةالأخري بميزات خاصة ويمكن القول بأن أبعادها السياسية والاجتماعيةتغلب سائر أبعادها وذلك بالاضافة إلى تميّز الجانب العبادي فيها.
على المسلمين الملتزمين الذين يجتمعون في هذا المجتمع العام والمؤسسة الإلهية والمواقف الشريفة مرة كل عام دون النظر إلى امتيازاتهم أو ألوانهم أو لغاتهم أو بلادهم أو منطقتهم في زي واحدٍ حيث يأتون في أبسط حالة ودون أدني تكلف مادي ويركزون على الجانب المعنوي وافدين على الله، لكي يؤدوا واجباتهم وتقاليدهم الإسلاميه، ألا يُغفلوا الجوانب السياسية والإجتماعية للحج. وعلى العلماء الأعلام والخطباء العظام أن ينبهوا المسلمين على الجوانب السياسيةو على واجباتهم الخطيرة. لو تنبّه المسلمون في العالم إلى بعض هذه الواجبات الخطيره وعملوا بها لاستعادوا العزة التي جعلها الله للمومنين ولأمكنهم الوصول إلى المجد الإسلامي والالهي الذي يستحقونه ولتمتعوا بالاستقلال والحرية الحقيقيه في ظل الإسلام الغالي وتحت لواء التوحيد وبيرق لا إله الّا الله، لِيستعيدوا المجد والعظمة الأسلاميين بقطع أيدي المستكبرين وعملائهم من البلاد الإسلامية.
لقد ذكر الله تعالي في الآيةالآنفة الذكر أن السر في الحج والدافع له والغايةمن جعل الكعبة البيت الحرام، هو نهضة المسلمين وقيامهم لمصالح الناس والشعوب المستضعفة في العالم.
على المسلمين أن يقوموا بدراسة المشاكل العامةللمسلمين والسعي لإزالتها من خلال المشورة العامةفي هذا الاجتماع الالهي العظيم الذي لا يمكن لأحدٍ أن يُعدّه إلّا القوة الأزليةالالهية.
و إنّ أحد اكبر هذه المشاكل وأهمها على الاطلاق هو عدم الاتحاد بين المسلمين الذي سببه بعض من يسمّون بقادة الدول الإسلامية ولم تبذل جهود ملحوظة إلى اليوم لحلّها. بل إن المجرمين الاستغلاليين الذين يستغلون خلافات الشعوب والحكومات لصالحهم يقومون بتوسيع دائرة هذه الخلافات من خلال عملائهم الغافلين عن الله. وكلّما يتم وضع أسس للوحدة بين المسلمين فإنهم يخالفونها بكل قواهم ويقومون بايجاد التفرقة والخلاف.
لقد أدرك اليوم جميع الدول وكثير من الشعوب المسلمة أن الشعب الإيراني الذي أدرك أن القرآن الكريم والإسلام العظيم في خطر قد ثار بعدمئات السنين من المصائب التي سببها له الملوك الظالمون المحترفون للظلم الذين جعلوا الإسلام الغالي وسيله للنهب والسلب على أيديهم وعلى أيدي القوى الكبرى وفي الآونة الأخيره اميركا المجرمة. وقد استبدلوا بالنظام غير الإسلامي وغير الشرعي الشاهنشاهي نظاماً اسلامياً قاطعين أيدي القوى الكبرى وبخاصة أميركا الناهبة للعالم عن السيطرة على أموالهم وأنفسهم على أمل أن يستفيد الاخوة المسلمون الرازحون تحت سيطرة الظالمين المصاصين للدماء من هذه الثورة. وأن تنضم الحكومات الإسلامية إلى الثورة الإسلامية الكبيرةفي إيران من خلال دعم شعوبها.
لقد أصبح بعض العملاء المخلصين للقوى الكبرى الغافلين عن الله، يمثلون أمريكا المجرمة وسائر القوى الناهبة، حيث يهاجمون هذا الشعب المظلوم من الداخل والخارج بأسلحتهم وبأشياء أسوأ من السلاح الناري ويريدون الإطاحة بالثورة الإسلاميةو الاجهاض على الإسلام الغالي ولا يتورعون عن الصاق أية تهمة أو افتراء إلى الشعب الذي لا يفكر إلّا بأحكام الإسلام والقرآن الكريم. وقاموا بقمع هذه الثورة الإسلامية بذرائع واهية، إن من يمتلك السلاح الناري من بينهم مثل صدام حسين يهاجمنا بهذا السلاح ومن لا يملكون هذا السلاح يهاجمون شعبنا المظلوم بأقلامهم السامة التي تفوق السلاح الناري في الإجرام- إن إيجاد الاختلاف بين المسلمين من الجرائم التي تنتفع بها القوى الكبرى وقدتم التخطيط لإيجاد هذه الخلافات بين المذاهب الإسلاميةعلى أيدي عملاء القوى الكبرى الغافلين عن الله ومن ضمنهم وعاظ السلاطين الذين هم أسوأ حالًا من سلاطين الجور أنفسهم حيث يوسعون كل يوم دائرته ويتشدقون به ويقدمون في كل مرحلة مشروعاً لإيجاد الخلاف بهدف تقويض وحدةالمسلمين من الأساس.
و قد ألصقوا أخيراً في أبواق دعايتهم تهمة فاضحة إلى ايران ألاوهي وجود العلاقةبين إيران واسرائيل وشراء الأسلحة منها. على أمل أن يفصلوا بين العرب والايرانيين وأن يخلقوا العداء بين المسلمين ليفتحوا الطريق أكثر فأكثر أمام القوى الكبرى وسيطرتها، ولكن هل يوجد إنسان مطلّع لايعرف مدي عداء إيران الشديد لإسرائيل وأن أحد أسباب الخلاف بيننا وبين‏ شاه ايران المخلوع هو علاقاته الحميمة مع إسرائيل ومن يخفي عليه بأننا منذ عشرين عاماً ننادي في خطاباتنا ومنشوراتنا بأن إسرائيل مثل أمريكا في الظلم وامتداد لها في الاعتداءو النهب ونقوم بالتنديدبها.
و هل يخفي على أحد بأن شعبنا قام خلال الثورة الإسلامية وفي حماس المظاهرات المليونية باعتبار اسرائيل عدوة له مثل امريكا كما قام باغلاق أنابيب النفط في وجههما ووجّه غضبه نحوهما معاً. والعجب أن هذا الكلام المشؤوم أطلقته أمريكا الأم غير الشرعيه لاسرائيل كما أطلقه صدام الأخ الصغير لبيغين.
و قد حاولت أبواقهما الدعائية وبخاصةأمريكا نشر هذا الكلام بكل السبل إذ أن الضربة التي تلقياها من الإسلام الحقيقي لم يتلقها أحد وإن القلق الذي لديهما من وحدة الاخوة المسلمين العرب مع الإيرانيين لايوجد عند غيرهما. إن أمريكا قلقة على مصالحها في المنطقةو إن صداماً قلق على سقوطه وتحمل العار الأبدي. على المسلمين جميعاً وبخاصة على إخواننا العرب أن يدركوا أن المسألة ليست مسألة إيران وإسرائيل إن المسألة الأصليةلناهبي العالم الشرقيين والغربيين هي مسألةالإسلام الذي يستطيع لمّ شمل المسلمين في العالم تحت رأية التوحيد الباعثة على الفخر ليقطع أيدي المجرمين من البلاد الإسلامية ومن السيطرةعلى المستضعفين في العالم ويقدم للعالم مدرسةفكرية راقية إلهيه. على العالم العربي أن يدرك أن الضربة التي وجهها إليه السادات وصدام لهي ضربةموجعة لايمكن التعويض عنها إلا بالوحدة في صفوفه إن السادات اليوم قد أكمل خدماته لإسرائيل من خلال القبض على إخوتنا المسلمين في مصر. لقد سببت وحدته مع أمريكا وإسرائيل إلى الإساءة إلى سمعة الأمةالعربية. الوحدة مع إسرائيل التي ارتكبت علاوة على جرائمها في المنطقة جريمة كبيرة أخري وهي التنقيب في المسجد الأقصي القبلة الأولى للمسلمين حيث أن إضعاف أسس هذا المسجد قديؤدي إلى انهيار قبلة المسلمين الأولى لاسمح الله. وتحقق إسرائيل بذلك هدفها المشؤوم.
ألا أيها المسلمون في العالم وأيها المستضعفون الرازحون تحت سيطرة الظالمين انهضوا واتحدوا معاً ودافعوا عن الإسلام وعن ما تملكونه ولا تهابوا ضجيج القوى الكبرى ولغطهاإذ أن هذا القرن سيكون قرن غلبة المستضعفين على المستكبرين وغلبةالحق على الباطل بمشيئة الله القادر.
على العالم أن يدرك أن إيران قد وجدت طريق الله ولن تتصالح مع أمريكا الناهبة للعالم هذه العدوةالحاقدة على مستضعفي العالم وذلك حتى القضاء على مصالحها.
و إن أحداث إيران لن تثنينا لحظةواحدة فحسب بل تزيد عزيمةَ شعبنا مضاءً في القضاء على مصالحها. لقد بدأنا كفاحنا المرير الذي لا هوادةفيه ضد أمريكا ونرجو أن يتمكن‏ أطفالنا من التحرر من نير الظالمين ليرفعوا بيرق التوحيد في العالم ونحن على يقين بأننا إذا قمنا بواجبنا الذي هوالنضال ضد أمريكا المجرمة ليذوق أطفالنا طعم الانتصار الحلو.
أليس وصمة عار على المسلمين أن يرزحوا تحت سيطرةالقوى المستكبرة وقراصنة البحر والبر في هذا القرن وهم يمتلكون هذه الثروات الإنسانية والماديةو المعنوية ولديهم هذه المدرسةالفكرية الراقيه‏و السند الإلهي؟
ألم يحن الوقت بعد لكي يضعوا الأهواء النفسيةجانباً وأن يتحدوا بالمودة والإخاء وأن يطردوا أعداء البشريةمن الساحة ليختموا حياتهم المليئة بالعار والظلم؟
ألم يحن الوقت بعد للشعب الفلسطيني المجاهد الشجاع أن يقوم باستنكار الألاعيب السياسية لأدعياء الجهاد ضد إسرائيل وأن يوجه السلاح الناري إلى صدر اسرائيل العدوة اللدود للاسلام والمسلمين؟ ماذا يجيب المسلمون على الله الذي دعاهم إلى الاعتصام بحبل الله «2» ونهاهم عن الفرقة والتنازع؟ ألايرون من واجبهم أن يدافعوا عن الشعب الإيراني الذي أسقط بيرق الكفر ورفع علم الإسلام العظيم وعن حكومته؟
هل يعتبر وعاظ السلاطين أن قمع الثورة الإسلامية في إيران أهم من مواجهه أمريكا وإسرائيل. إننا ندعو إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يتحدوا مع الجمهورية الإسلامية وأن يدفعوا شر المجرمين بالاستعانة من الله تعالي وأن ينهوا نهب البلاد الإسلامية ونهب بلاد المستضعفين وأن يلبوا النداء الالهي في هذا الأمر الحيوي. كما نرجو من حجاج بيت الله الحرام أن يدعوا في المواقف الشريفه لنصرة الإسلام وأن يوصلوا نداء، الشعب الإيراني المظلوم الذي يرفع نداء يا للمسلمين إلى بلادهم ونرجو من الله تعالي بكل خشوع أن يمنحنا جميعاً توفيق وحدة الكلمة والتعرف على الواجبات الإسلامية. والسلام على عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-المائدة ۹۷. «۲»-اشارة إلى الآية ۱۰۳ من سورة آل عمران.«و اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»-


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: