شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [تبيين واجب الحوزات العلمية ومهامها في النظام الاسلامي‏]

طهران جماران‏
تبيين واجب الحوزات العلمية ومهامها في النظام الاسلامي‏
الخامنئي السيد على (رئيس الجمهورية وامام جمعة طهران)- أعضاء لجنة إقامة صلاة الجمعة في طهران- طلاب دار تربية المعلمين- المتخرجون المسلمون من فليبين عدد من المسلمين من جنوب شرق آسيا موظفو الإذاعة والتلفزيون عناصر القوة الجوية رجال الدين الأفغان من أهل السنة
جلد ۱۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۵۶ تا صفحه ۳۶۰

بسم الله الرحمن الرحيم‏

ضرورة التغيير في الحوزات العلمية والجامعات‏

إن الفئات المختلفة التي ذكر أسماءها السيد رئيس الجمهورية لأننا جميعاً مشتركون في الهدف فلا أرى ضرورياً أن أذكرها واحدة واحدة وأودهنا ذكر القضايا المشتركة بيننا بشكل مجمل:
لقد كانت الثورة الإسلامية في ايران طفرة مفاجئة ولذلك كان شعبنا غير مجرب في كل أمر حصل له. لأن هذه الفئات لم تعط فرصة للتفكير في المسائل أثناء حكم الأنظمة الملكيه وبخاصة في الخمسين عاماً ونيفاً الأخير فضلا عن أنها تستطيع أن تعمل فيها لقد كانت ظروف الحوزات العلمية القديمة والجامعات بشكل يجب تغييرها بعد هذه الطفرة ولم يكونوا مستعدين لذلك وفجأة ألقيت واجبات على عواتق الجميع ولأن أي فئة من فئات الشعب لم تكن مستعدة لذلك فإن العب‏ء كان ثقيلًا.
ولكن رغم ثقل هذا العب‏ء فإن همة جميع شرائح الشعب العاليه تحاول السير بها نحو الأمام ولكن ذلك ليس كافياً لقد كانت نشاطات حوزات العلوم الشرعيةفي الأتطمة السابقة وبخاصة خلال خمسين عاماً الأخير محدودة جداً لقد كانت برامجهم الدراسيه محدودةكما كانت نشاطاتهم الجانبية معدومة تقريباً.

عدم أهلية أكثر القضاة في النظام السابق‏

و نظراً لكون مسألة القضاء مسألة إسلامية مهمة ولأن الحوزات العلمية قد أبعدت عن هذا الأمر وكانوا قد أبعدوها عن ذلك لذلك فإنها لم تكن مستعدة لتحمل عب‏ءٍ ثقيل كهذا ولأن‏ الحدود والتعزيرات والقضاء وأمثالها من القضايا لم تكن مطروحة في تلك الأتطمة لذلك هناك نقص في الرجال الذين يجب أن يتولوا هذا الأمر ولم تكن الحوزات العلمية مسؤولة عن هذا النقص لأنها لم يكن لها مجال أصلًا. لقد كانت خطابات خطبائنا في أرجاء البلاد محدودة بأمور صغيرة ولم يكن لديهم الحق في إبداء الرأي حول مشاكل البلاد فلم يكونوا مستعدين في هذا الأمر أيضاً. ولأن صلاة الجمعة كما أشار السيد رئيس الجمهورية سلّمه الله- كانت حسب الفتوي الفقهيه واجباً تخييرياً فإن أحداً لم يكن يهتم بمدي أهمية التخيير هذا وإذا ما كانت تقام صلوات الجمعة في بعض البلاد فإن ماكان يجب أن يقوله أئمةالجمعةللناس لم يكن ممكناً.
لم يكن بإمكانهم الحديث عن فساد الحكومة ولم يكونوا قادرين على الحديث عن مشاكل الشعب العامه ومشاكله الاجتماعية. إن نوعية الاتصال القائم بين الخطباء وأئمة الجماعات والجمع وبين الناس كانت محدودةجداً وفي قضايا محدودة وكانت القضايا الإسلامية المهمة قد نسيت تماماً وذلك لاستحالة طرح آراء هذه الفئات لقد كانت محاكم إيران كلها بأيدي أناس غير مؤهلين لأمر القضاء إلا القليل منهم ولذلك فإن محاكمنا كانت مضطربة نوعاً ما ويجب تغييرها إلى محاكم إسلامية وتوجد الآن نواقص ومشاكل كثيرة نظراً لعدم وجود الأشخاص المؤهلين لأن الحوزات العلمية لم تكن مستعدة لتسليم أشخاص لهذا الغرض.

محاولة النظام السابق لإيجاد الفرقة بين الناس‏

لقد كان على عاتق الناس العاديين في أرجاء البلاد سواء العاملون في الأسواق أو المزارعون أو الموظفون الحكوميون أو العمال وكذلك عمال الدوائر وظائف مفروضة لم يكن بإمكانهم الخروج عنها الناس الذين كانوا يعملون خارج الإدارت كانوا مشغولين بأعمالهم الاعتيادية- ولم يكونوا يتدخلون في الشؤون الاجتماعية ومشاكل البلاد والشؤون السياسية للبلاد وكذلك اقتصاد البلاد وذلك لأنهم كانوا ممنوعين من التدخل.
كان هناك كبت كبير يسيطر على الجميع وكانت أمور البلاد تدار إدارة ظالمة على أيدي عدد قليل من الأشخاص الذين كانوا يفرضون أفكارهم على المجتمع ولم يكونوا يمسحون للمجتمع بإبداء رأي مستقل له في الأمور. ومن جهة أخري كانوا يحاولون إيجاد الفرقة بين الفئات المختلفه فكانوا يحاولون ايجاد الخلاف بين الإخوة من أهل السنة والشيعة وكانوا يحاولون ايجاد الخلافات في كل منطقةبين الأحزاب التي كانت موجودة حتى يمنعوا بذلك الاهتمام بالأمور الأساسية.

ضرورة تربية القضاة والمبلغين في الحوزات‏

نشاهد اليوم بعد انطلاقنا الفجائي وبلوغ الحريةو الخروج من الكبت الفكري والعملي أن أمامنا مشاكل جمة. يجب حلّها بهمة شرائح الشعب المختلفه. على الحوزات العلمية خاصةفي قم ومشهد واصفهان أن تحاول تربية المبلغين والقضاة وأن ترسل مبلغين يعرفون مشاكل المجمع ويدركونها ويعلمون ماذا يقولون وماذا يفعلون. والحاجة إلى المبلغين كبيرة جداً. إننا نحتاج إلى المبلغ في جميع أرجاء البلاد. ولدينا نقص الآن يجب ألانقارن اليوم بالأمس لقد كانت الحوزات العلمية تعيش ذلك الوقت تحت الكبت والخنق لم تكن قادرة على تربيةالقاضي لأن أحداً كان لايقبل منها ذلك لم تكن قادرة على تربيةمبلّغ يتحدث للناس عن قضايا المجتمع ومشاكله. يجب على الحوزات العلمية ألا تقارن اليوم بالأمس البعيد. على علماء البلاد والمراجع والمدرسين وعلماء الحوزات العلمية أن يعملوا اليوم جاهدين لأداءالواجب الذي يقع على عاتق الجميع بشكل مناسب. إننا نحتاج للبلاد كلها إلى حوالي ثلاثة إلى أربعة آلاف قاضٍ كما أننا نحتاج إلى عدة آلاف من المبلغين هناك مناطق ليس بها مبلغ أو رجل دين واحد. إن هذه الحوزات التي يوجد بها أعداد كبيرة من الطلاب يجب أن يدركو أن الدراسة حسب أمر الله تبارك وتعالي مقدمة للإنذار وهي مقدمة لكي يذهبوا إلى بلادهم أو البلاد الأخري لكي يربّوا الناس وأن يذكّروا الناس بمشاكل البلاد ليس لدينا اليوم عذر بأن نقول: كنا غير قادرين. اليوم نستطيع عمل كل شي‏ءٍ وهو يتطلب زمناً طويلًا ولأنه واجب علينا فلابد من القيام به. على مدرسي الحوزات وخاصةحوزةقم العلميةو على فضلاء حوزات قم ومشهد وسائر الحوزات أن يقوموا برفع حاجات البلاد لرجل الدين والمبلغ والقاضي. إذا رأينا لاسمح الله- أن شؤون القضاء تسير بشكل يجب ألّا تسير عليه فإن واجبنا أن نمنعه على علماء البلاد وعلماء الحوزات العلمية أن يمنعوه.

الدراسة مقدمة للتبليغ وإنذار الناس‏

ليأت الناس إلى الحوزات ويذهبوا يجب أن يتردد الناس إليها. هناك معلمون ومدرسون دائمون وهناك أغلبية منهم يأتون وبعد إكمال عملهم يجب أن يذهبوا بين الناس كواجب وألا يتكدسوا في مكان واحد بحيث لايوجد في مكان آخر شخص واحد. يجب ألا يبقي الشخص الذي ليس لديه أي نشاط في الحوزة. إن هذا ليس مطابقاً للشرع حسب ظروف بلادنا. إن من أنهوا أعمالهم وأكملوا دراستهم وليس عليهم عمل في الحوزات سواءالتدريس أو النشاطات التبليغية فإن عليهم أن يذهبوا إلى البلاد الأخري التي تحتاج إليهم ليؤدوا واجبهم كما أن الطلاب الشباب الذين يشتغلون في تحصيل العلوم عليهم أن يذهبوا في الإجازات لأمر التبليغ في‏ أرجاء البلاد وهم يذهبون أحياناً- ولكن في غير أيام الإجازات يجب عليهم أن يذهبوا حسب اتفاق أو بالدور لكي لاتبقي أماكن من البلاد خالية من رجال الدين والمبلغين. إن هذا واجبهم ومن واجبهم الشرعي الالهي أن يبلغوا وأن يفهّموا الناس أحكام الإسلام. إن تحصيل العلم وسيلة للتربية. لقد ورد في آية النفر «1» أنه لماذا لاتذهبون للتحصيل حتى تنذروا الناس بعده ان التحصيل مقدمة لإنذار الناس وأن تطرح الأمور لهم. طبعاً يجب أن تبقي الحوزات الفقهية لكن هذا الأمر يجب ألاينسي. يمكن لعدد من الطلاب الأكفاء طوال العام أن يدرسوا وأن يبلغوا وأن يوعّوا الناس وفي أيام الدراسةيمكن للمدرسين والمراجع أن يضعوا جدولًا لهم حتى يذهب بعضهم إلى المنطقه الفلانية لعدة أشهر ولمنطقة أخري لبضعة أشهر وهكذا وذلك حسب الدور إننا نريد أداء الواجب الالهي فكما أن التحصيل واجب فإن التبليغ أهم من التحصيل. إن التحصيل مقدمة للتبليغ ولإنذار الناس.

القرآن أغنى كتاب في العالم في مجال التربية والتعليم‏

إن حالة الجامعات كذلك أيضاً لقد فتحنا أعيننا وفتحت ايران أعينها وكذلك الجامعةفتحت عينها ورأت بأنها خرجت من الكبت لقد كان في ذلك الوقت أناس يُدخلون في أذهان شباننا الطيبين كل شي فاسد ولم يكن لأحد الحق في أن يقول كلمة. اليوم وبعد أن زال هذا الكبت الفكري والعملي لم يبق للجامعيين والمثقفين والذين يستطيعون إداره الجامعة بشكل صحيح أي عذر لأنهم يجب أن يجيبوا على الله. يجب تدريس العلوم المعنويةفي الجامعات إلى جانب العلوم الماديةو لابد من تدريس تلك الأمو رالانسانية والتربويةبأيدي اشخاص يعرفون التربية الإسلامية ويعرفون الإسلام. يجب ألا يظن بعض هؤلاءبأنه ليس في الإسلام شي‏ءٌ عن المجتمع أو أن الأمورالتربوية قليلة في الإسلام. إن للإسلام آراءً أعمق من جميع المدارس الفكرية حول الأمور الانسانية والتربوية وهي على رأس قضايا الإسلام. كما أن فيه القضايا الاقتصاديه. لا يمكننا أن نجلس اليوم ليربي من لديهم تربية عزبية أولادنا كما كانوا يحملون إلينا من الغرب هداياهم الفكرية التي كانوا يفسدون بها أولادنا يجب أن تكون تربية أبنائنا تربيةقرآنية وليس الأمر كما تصور البعض بأن مجرد معرفة آيتين من القرآن تعني أننا أصبحنا علماءالقرآن وعلماء الإسلام. الذين لايستطيعون قراءة القرآن قراءة صحيحة يعتبرون أنفسهم علماءالإسلام. إن من لايعرفون أحكام الإسلام واقتصاد الإسلام وثقافة الإسلام ولايعرفون علوم الإسلام العقلية يدعون بأن هذه الأشياء غير موجودة في الإسلام طيب إذا كنت لاتدري فكيف تتكلم. لابد من وجود المتخصصين ولابد من احضار المتخصصين من الحوزات العلمية يجب أن يمدوا أيديهم نحو الحوزات العلمية لأن هناك متخصصين من هذا الطراز فليفتحوا الجامعات ولكن يجب أن يستدعوا العلماء الموجودين في حوزات ايران وخاصةحوزة قم العلمية لتدريس العلوم الإنسانية.

تبيين أئمة الجمع للقضايا السياسية الاجتماعية

لقد كان لدينا في السابق الجماعات والجمع وكانت صلاة الجمعة قليلة وكانت اكثر شيوعاً بين اخواننا من أهل السنة ولكن لم يكن بإمكانهم ولا بإمكاننا أن نبين المسائل الراهنه في خطب الجمعة لم يكن بالإمكان ذكر المسائل السياسية لوجود الكبت والاستبداد. اليوم وبعد إزالة هذا الكبت يجب على أئمة الجماعات والجمع أن يبينوا للناس القضايا وأن ينبهوهم للقضايا السياسية والاجتماعيةخاصة أئمة الجمع حيث أن صلوات الجمع تقام بشكل جيد اليوم في أنحاء البلاد بحمدالله. وعلى الناس أن يهتموا أكثر. يجب ألايفكر الناس بأنهم في غني عن هذه القضايا وهذه القضايا مما يجب الاستماع إليها والعمل بها. لما أفقنا رأينا أننا بحاجةإلي حرس الثورة وقد استطاع الناس حل هذه المسأله. ونظراً لحاجة الجبهات اليوم يجب أن يزداد عدد المتطوعين وأن يذهبوا إلى الجبهة ولايتركوا الشباب الموجودين هناك يشعرون بالملل. كما ذكرت بدأ نظامنا بشكل فجائي بحيث كانت أحكام الإسلام قد نسيت في الانظمه السابقة ولم تكن موجودةأصلًا إن أحكام الإسلام التي كان يجب أن تدير أمور هذه البلاد كانت قد نسيت وكانت الأفكار الغربيةهي التي تدير أمورنا كان المستشارون الغربيون يأتون ويريدون إدارتنا. لقد كنتم جميعاً معذورين في ذلك الوقت إذ لم تكن لديكم القدره. ولكنكم اليوم بحمدالله أردكتم ولديكم القدرة وقد اجتمعتم وظهرت قدراتكم ومنحكم الله تبارك وتعالي القدرة واستطعتم إزالة الأشواك من الطريق من واجب الشعب أن يؤدي واجبه الالهي وأن يكون موجوداً في الساحة فلوغفل لأكلته الذئاب. عليهم الحضور في الساحة. على ائمة الجمع والجماعات أن يرشدوا الناس وأن يذكروهم بالحضور في الساحة والناس موجودون بحمدالله. وعليهم أن ينتبهوا بأننا في منتصف الطريق لم نتمكن من طي الطريق بالكامل وستنتهي طريقنا في اليوم الذي يتم فيه تطبيق أحكام الإسلام كلها وسيبلغ الكمال في يوم يتحرر المستضعفون في العالم من نير المستكبرين إنني أسأل الله تبارك وتعالي أن يوفقكم أيها الاخوة وأنتم تقومون بتنظيم الأمور- وهذا أمرمهم- وكذلك كل من يعملون سائر الأعمال وأن يوفقنا للعمل بالإسلام والشؤون التربوية.

«۱»-التوبة ۱۲۲.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: