بسم الله الرحمن الرحيم
التعاون واجب الجميع
إن اجتماع اليوم اجتماع عزيز ومفعم بالبركة إذ أن بعضاً من الحضور من عوائل شهداء الحزب الجمهوري الإسلامي الذين كانوا من أعز أفراد هذا الشعب واكثرهم التزاماً وقد استفادت الجمهورية الإسلامية من هؤلاء الشهداء الأعزاء وسائر الشهدا كثيراً سواء في حياتهم أو في استشهادهم. لذلك فانهم مباركون ومحترمون جداً. ويحضر هنا جمع آخر من الذين يريدون الوصول بامر مكافحة الأمية إلى النهاية فقد بدأوا هذا العمل المهم جداً وأرجو أن ينتهوا إلى نتائج جيدة وأن يتم هذا الأمر بشكل لائق بمساعدة جميع الطبقات والحكومةو بهمة الجميع وخاصةأهل القري وأن يزول هذا النقص الذي هوميراث النظام الشاهنشاهي وأن يكون شعبنا إن شاء الله عالماً واعياً ونشيطاً. إن ما يجب أن أذكره هو أن أي عمل لن يتم انجازه بشكل جيد في هذا البلد إلا بالتعاون. فإذا ما جلس الشعب ناحية لتقوم الحكومة بعمل ما فإن هذا شيءٌ لن يتحقق وإذا تركت الحكومة الأمورليقوم الشعب بالعمل فإن ذلك لن يتحقق أيضاً. لافرق اليوم بين الحكومة والشعب الكل من الشعب والجميع من الحكومة. والأساس هو الاحساس بالواجب ونحن نحس بأن أي عمل يفيد إصلاح هذا البلد الغالي فإننا مكلفون بالمساعدة فيه. على جميع أبناء الشعب أن يساعدوا في موضوع تعليم الأميين الذي يعد من أهم الأمور سواء في ذلك من يريدون التعليم أو من يريدون التعلم أو سائر أبناء البلد. فإذا ما تقاعس المعلمون والمتعلمون ولم يهتم الشعب الذي هو الرصيد لجميع الأمور بهذا الأمر فإن بلوغ الغاية لن يكون ممكناً. لقد انحلت جميع مشاكل البلاد بمساعي جميع أبناء الشعب أوتكاد تنحل لذلك فإننا وإن جميع أبناء الشعب مكلفون بالتعاون في الأمور قدر الأمكان ولابد من إبطال المؤامرات التي تحوكها القوى الكبرى وأتباعها لهذا البلد وكذلك يجب حل جميع الأمور والمشاكل بالتعاون والتعاضد ولاتيأسوا واطمئنوا إلى أن الله تبارك وتعالي ينظر إليكم بعنايته ويبطل المؤامرات لأنكم تعملون لله تبارك وتعالي.
تذكير جميع أبناء الشعب بصيانه القانون
يقول الله تبارك وتعالي «إن تنصرواالله ينصركم» «1» فهو يعلم أننا وشعبنا نريد نصرة دينه وتطبيق أحكام الإسلام وكان همنا وشغل الشعب الشاغل منذ بداية النهضة أن تتحقق الجمهورية الإسلامية بمضمون إسلامي. لقد بذل الشهداء مهجهم في هذا الطريق ويتابع الأحباب في الجيش وحرس الثورة وسائر القوات المسلحة وغير المسلحة هذا الهدف. سينصرناالله تبارك وتعالي ماد منا نحن وأنتم وجميع أبناء الشعب نريد نصرةأحكام الإسلام ونصرة الله تبارك وتعالي.
و إنني أودتذكير الجميع أينما كانوا باحترام القانون وصيانته وصيانه القواعد الجارية في البلاد فلا تعترض جماعة على أخري بل لابد من التعاضد.
واجب المجامع الإسلامية الوحيد هو الإرشاد
و يجب على المجامع الإسلامية الموجودة في أرجاء البلاد وهي كبيرةالأهميةجداً أن تنتبه إلى أمرين هما: الأول هو أن تنتبه إلى عدم دخول العناصر غير الملتزمة في صفوفها. واعلموا أن دخول شخص واحد من المنحرفين في مجمع إسلامي سيؤدي إلى انحراف ذلك المجمع. لقد قلت مراراً إن اختيار أعضاء المجامع الإسلامية يجب أن يتم بكل دقةفلابد من دراسةتاريخ حياتهم وحياة أسرهم وأصدقائهم السابقين وكيفية عملهم قبل الثورة وبعدها. وبعد أن تمت دراسةملف الشخص دراسة مناسبة ووجد تموه إنسانا كاملًا يريد خدمة البلاد والإسلام عندئذ اختاروه.
و لدي نصيحة أخري لهؤلاء السادة وهي أنه على الرغم من الدقة المتناهيةو الإشراف على أعمال العاملين في الوزارات والجيش وفي كل دائرة من الدوائر إلّا أن عملهم ينحصر في الإرشاد فحسب. وإن لم يكن ارشادهم نافعاً فلابد من إخبار المسؤولين مثل السلطة القضائية. فإذا أرادوا التدخل بأنفسهم فإن ذلك مخالف للقانون ومخالف للشرع ويجب ألا يعملوا ذلك ولا يعملون.
و إذا مارأوا أن أحدهم قدم اقتراحاً من هذا القبيل فليعلموا بأنه يريد أن يجركم نحوا الانحراف. وكذلك في الدوائر وسائر الطبقات التي تعمل الآن وكذلك الاخوة العاملون في مكافحة الأمية يجب أن يكونوا من الذين تعرف سوابقهم وتعرف أعمالهم السابقه والحاليه حتى لا تكون بينهم عناصر منحرفة لاسمح الله- تريد جرأطفال هذا البلد إلى الانحراف حتى النهاية وهذا من الأمور المهمة جداً التي يجب أن تكون نصب أعينكم أيها الأخوة العاملون في مؤسسةمكافحة الأميه وأنتم تعلمون ذلك إن شاء الله.
وحدة الكلمة أساس تقدم الشعب
لدينا كلام مع الشعب في الداخل وهو ما ذكرته ومفاده أن أساس تقدمكم أيها الشعب العزيز هو الالتزام بالاسلام ووحدة الكلمةإن الالتزام بالإسلام من دون أن تتفقوا في الأمور لافائدة منه. كما أن الاتفاق في الأمور من غير الالتزام بالاسلام أمر مضر. يجب أن يكون هذان الأمران نصب أعينكم دائماً وهما الالتزام بالاسلام ووحدة الكلمة وأن تعتبروا البلد بلدكم واعتبروا الحكومةمنكم والمجلس منكم واعتبروا الادارات منكم وسيروا في اتجاه واحد وهو اتجاه رقي الأفكار ورقي البلاد في جميع النواحي. إذا أردتم إنقاذ البلاد من القوى الكبرى لابد من أن تزيدوا من التزامكم بالاسلام وأن تزيدوا من نشاطكم لوحدةجميع الفئات.
وحدة الحكومات الاسلامية أساس الاستغناء
و هناك كلام أود توجيهه إلى خارج البلاد وهو أن الحكومات الإسلاميةتمتلك كل شي فهي تمتلك القوى الإنسانيه والثروات الهائلة فإن هي إتحدت فيما بينها فلن تحتاج إلى أي شيءٍ أو أي بلد أو أية قوة في ظل هذه الوحدة. فإذا ما حفظ المسملون والحكومات الإسلاميةالوحدة فيما بينهم كما أمر به الله تبارك وتعالي في القرآن الكريم فلن تتعرض أفغانستان إلى الهجوم كما لا تتعرض فلسطين للهجوم أيضاً ولاسائر البلاد. فلو أن الحكومات الإسلامية اتحدت فيما بينها فما حاجتنا إلى أن نمدأ يدينانحو أمريكا أو الاتحاد السوفيتي؟ ماهي حاجتنا إليهما؟ فالحاجة تظهر عندما تتشتت الدول وتتفرق فيما بينها. فما دامت البلاد التي تمتلك هذا الرصيد العظيم وهو القرآن الكريم والإسلام العزيز والله تعالي لماذا نقوم بخلق الفتن والتفرقة في مواجهة كتاب الله والإسلام العزيز ما دام هذا الرصيد يدعو إلى الوحدة ويمنع إيجاد الفرقة والتشتيت.
إن إيران بلد اسلامي ملتزم منذ ثورتها وقبل ذلك وهي الآن ثارت ضد جميع القوى المعادية للإسلام وتسير إلى الأمام. ما الذي جعلكم تدعون الحكومات الإسلامية إلى معاداةالإسلام وهذا البلد الإسلامي؟ فهذا البلد الإسلامي الذي يتحمل المشاكل لأجل الإسلام ويقدم الشهداء للإسلام ويتحمل التشرد لأجل الإسلام، لماذا تشكل الحكومات الإسلامية التي تدعي بأنها إسلامية جبهة معاديةضد هذا البلد؟
لقد رأي هؤلاء بأن الشعب الإيراني رغم قلة عدده إلّا أن لديه رصيداً هو الله والإسلام ووقف ضد جميع القوى ويسير إلى الامام وسيتحسن وضعه يوماً بعد يوم. تنتهي الفوضي في البلاد وتستقيم أمور البلاد من جميع النواحي ولكن المؤسف هو أنه لماذا لاتستلهم الدول الأخري من ايران؟ لماذا لاتستلهم الحكومات من إيران لتوحد صفوفها وتتصالح مع شعولها ولماذا لا تتصالح فيما بينها حتى لا تتغلب عليها إسرائيل. لقد رأيتم أن إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان ولم تهتم بكم أبداً وأعلنت أن أية قوة لاتستطيع منع إسرائيل من هذا القرار. لماذا تقومون بايجاد الفرقة فيما بينكم بدل أن تدعوا الجميع إلى مواجهة إسرائيل التي هي عدوة الإسلام والانسانية و هي عدوتكم وعدوةالعرب وتكّن لكم العداوة.
كيف تقوم الجماعات بإيجاد التفرقةفيما بينها وتقوم الجماعات الحكومية بايجاد الفرقة بينها وتواجه بعضها بعضاً. إن هذه المواجهات ضد الإسلام وضد القرآن الكريم إن القرآن الكريم يدعو إلى الوحدة وأنتم تدعون إلى الفرقة والمواجهة. إجعلوا العقل زعيمكم والإسلام قائدكم واخضعوا جميعاً أمام الإسلام واعملوا على أساس حكم العقل. إن العقل والإسلام يأمرانكم بالوحدة. فإذا ما اتحدتم فإن أي بلد لا يستطيع الاعتداء عليكم ولن تجرؤ اسرائيل على البقاء في هذه البلاد والإبقاء على احتلالها هذا إذا كنتم متحدين فيما بينكم. إن اسرائيل ترفع صوتها اليوم قائلة بأن أية قوة لاتستطيع مواجهتي وذلك لأنكم مختلفون فيما بينكم لأن سندها هو أمريكا وإن سند شعوبنا هو الله تعالي.
لماذا تواجهون بعضكم بعضاً، وأنتم تعلمون أن هذه المواجهات لن تنفعكم بل تضركم إن الإسلام يطالبكم بالوحدة والاتحاد والاعتصام بحبل الله لماذا لا تعتصمون بحبل الله بل إن كل واحد يميل إلى جهة إلى الشرق أو إلى الغرب؟ اتركوا هذه الأعمال واتحدوا وتآخوا فيما بينكم. كما قال الله تبارك وتعالي بأن المومنين إخوة «2» كونوا إخوة مع بعضكم البعض وارفضوا اعداء الإسلام وتاكدوا من أنكم إذا كنتم متحدين فانكم ستنتصرون ولا تستطيع قوة أن تحكمكم شرقية كانت أم غربية.
إنني أسأل الله تبارك وتعالي وحدة صف المسلمين ومعرفه قادة المسلمين لأحكام الإسلام وإدراكهم لمصالح المسلمين كما أرجو من الله تبارك وتعالي توفيق الجميع كما أرجو توفيقكم أيها الإخوة في مؤسسة مكافحة الأمية من الله تبارك وتعالي.
و السلام عليكم ورحمة الله