بسم الله الرحمن الرحيم
الوحدة أحد بركات الثورةالإسلامية
أهنئ كافة المسلمين بمولد خاتم النبيين السعيد ومولد حفيده الكريم الإمام الصادق وأطلب من الله بركاته لجميع المسلمين.
يحضر اليوم في هذا المحفل المتواضع في الظاهر والمشرق العظيم في واقع الأمر طوائف المسلمين المختلفه من الإخوة أهل السنةو الإخوة الشيعة والجامعيون والحوزيون وجميع الشرائح المختلفه من البلاد المختلفه وهذه أحد بركات الثورة الإسلامية التي أنعم الله علينا بها وأصبحنا بنعمته إخوانا «1». فالجامعةالتي كانت بعيدة عن الحوزةالدينية قد توحدت معها ويرجي استمرار هذه الوحدة حتى النهايةو بدأ الإخوة من السنه والشيعه معاً وحدة الصف وأرجو أن تستمر هذه الوحدة حتى نهايةالمطاف.
ضرورة تحليل تصرفات الأعداء
علينا التدقيق في أعمال أعدائنا وتحليلها وأن ننظر إلى أيّ شيئٍ ينصبّ اهتمامهم وما هي أولوياتهم في التعامل مع المسلمين حتى ندرك هل إن ما يصرون عليه هو نفس الأشياء التي يعتبرها المسلمون والبشرية سيئاً. علينا أن ندرك نواياهم من خلالل كلامهم وتصرفهم ونعرف ماذا علينا أن نعمل. فإذا لاحظتم، فإن البشر أصبحوا في القرون الأخيرة كأسرة واحدة وذلك بسبب الاتصالات التي جرت بين البشر جميعاً. علينا أن نعرف كيف يقوم اولئك الذين يريدون السيطرة على العالم ونهب ثروات الجميع بالتخطيط لذلك وما هي الطرق التي اختاروها، فكل طريق يختاره هؤلاء علينا أن نختار طريقاً يقابله.
محاولة العدو للفصل بين الحوزة الدينية والجامعة
إننا نشاهد عندما نمعن النظر في أوضاع بلادنا إيران بأن هناك محاولات كثيرةلإيجاد الفرقة بين تيارين إن اتحدا فإن أمور البلاد كلها تصلح. وهما رجال الدين والجامعيون. ما أكثر الجهود التي بذلوها للفصل بينهما إذ لم يكن بالإمكان ذكر اسم رجل الدين في الجامعة كما لم يكن يمكن ذكر اسم الجامعي في الحوزه الدينية وذلك جراء الدعايات الواسعةالتي قاموا بها. فبتلك الدعايات وبعدم المبالاة من ناحيتنا جري ماجري فالضربة التي تلقيناها من هذا الفصل لم نتلقها من أي شيءٍ آخر. أي إنها كانت أساساً لجميع الضربات كانت الجامعة تدير شؤون البلاد وعندما فسدت فسدت إدارةالبلاد. ولقد رأينا ما حدث خلال القرون الأخيرة وبخاصةخلال الخمسين سنة الأخيرة. حيث حاولوا بالدعايات الواسعة إيجاد الفرقة بين الإخوة من أهل السنة والإخوة الشيعة. لقد حاولوا بكل الوسائل، واستطاعوا أن يفصلوا هذين التيارين العظيمين. حتى إن كل طائفةكانت تكفر الأخري. كما قاموا بتأسيس الأحزاب في البلد وليس الأمر هذا يخص بلدنا فحسب ففي جميع البلاد التي أسسوا فيها الأحزاب اختلقوا النزاعات بين طائفتين. كانت الأحزاب غافلة وكذلك رؤساؤها كانوا غافلين عما كان يقوم به هؤلاء. كان كل حزب يعادي الآخر وكل شريحة تعادي الشريحة الأخري. إذاً نشاهد بأن مايصرّ عليه هؤلاء هو ألا نجتمع وألّا نتآخي وأن تكون الشعوب الإسلامية في كل مكان مختلفه بأشكال متنوعة. فأحد هذه الأشكال القومية العربية والقوميةالتركية. إن القوميةالتي تعني أن كل بلد ولغة يقف في وجه البلد الآخر واللغةالأخري فإن هذا أمر يقوض أساس دعوة الأنبياء إن الأنبياء منذ البدايةو حتى خاتمهم دعوا الناس إلى التآخي والمحبة والأخوّة. ومقابل الأنبياء ظهر فريق من المتعلمين في أحضان الغرب والشرق فطرحوا القومية عن جهل، أغلبهم طرحوها عن جهل وبعضهم كان عامداً. فقالوا كيف يجب أن يكون الشعب العربي بدل أن يقولوا كيف يجب أن يكون الإسلام والأمة الإسلامية فقالوا كيف يجب أن يكون الشعب العربي أو الشعب الفارسي أو الشعب التركي.
إصرار الإسلام على أخوة المومنين
إن الألوان المختلفه من الأبيض والأسود والأصفر، كل ذلك من القضايا المسببة للفرقةو هي تأتي من القوى الكبرى والشياطين الكبرى التي تريد إيجاد الخلاف بين الشعوب وبين البشر ونحن نلاحظ في المقابل بأن الإسلام يؤكّد الأخوة بتعابير مختلفة منها: إنما المؤمنون إخوة «2» ويفهم من هذا الكلام بأن المومنين ليس لهم شأن إلّا الأخوّة ويتلخص كل مالديهم بالأخوة. فالقوى الكبرى أدركت أمام هذه التعابير الموجودة في القرآن بأنها إذا تحققت فإنها لاتستطيع التدخل في هذه البلاد لاحظوا المعجزة التي أحدثها الشعب الإيراني خلال السنوات الأخيرة بتأئيد الله تبارك وتعالي عندما ثار وثارت الشرائح الميليونية من رجال الدين والجامعيين وعندما عملت متضامنة واتحد أبناء الشعب كلهم. ففي مكان صغير مثل ايران استطاعت جموع قليلة العدد أن تحدث معجزة أمام الأعداد الكبيرة. فقد كانت المعجزة هذه نتيجة وحدة الصف والأخوّة. هذه الأخوة التي ظهرت في ايران وهذا التحول العظيم الذي ظهر ووحّد جميع الفئات، وحّد الاخوة أهل السنه مع الشيعة ووحّد الشيعة مع السنه والجامعي مع الحوزوي ووحّد الترك والعرب والفرس إن هذا كله موجود في ايران جنباً إلى جنب، لاحظوا ماذا صنعت هذه الوحدة في حدودها الضيقه مع القوى الكبرى وليس من باب الصدف أن وسائل الاعلام في الدول جميعها وخاصة في الدول الكبرى وبعض الدول الأخري تصب اهتمامها لتشويه صورة ايران عند المسلمين ولتشويه الجمهوريه الإسلامية. لقد عمت العالم الدعايات المضادةلإيران ماهو السبب في تعرض إيران للهجوم الإعلامي والهجمات الأخري. ليس ذلك إلّا لأن معني الأخوة قد تحقق في إيران إلى حد كبير. وقد رأي هؤلاء بأن الوحدة التي ظهرت في ايران والانسجام الذي تحقق فيها وبدأ إشراقه ينتقل إلى سائر البلاد الإسلاميةيشكل خطراً كبيراً على مصالح القوى الكبرى وتقضي عليها. فلولا خشيتهم من انتقال هذه الأخوة إلى سائر البلاد وكانت البلاد منفصلة عن بعضها البعض وكانت إيران منفصلة عن الدول الأخري ولم تكن الأخوة قد تحققت بينها وبين الآخرين ربما كانوا لايها جموننا إلى هذا الحد. إن هذه الحملة الواسعة الاعلاميهو غير الإعلامية تأتي من أنهم رأوا هذا الانسجام المحدود الذي قطع أيديهم من هنا. فلوظهر هذا الانسجام وهو سيظهر إن شاء الله فإن أيدي القوى الكبرى ستنقطع عن جميع ثروات المسلمين بل تنقطع أيدي القوى الكبرى عن جميع المستضعفين في العالم.
إن وحدة الكلمه التي ظهرت في إيران وبدأ الآخرون من البلدان الأخري يلتحقون بناو تظهر الأخوة بينهم وبين الإيرانيين فإنني أرجو أن تنتبه الحكومات وأن تستيقظ وتحلّل الأمور لتعرف هل إن المسلمين جنباً إلى جنب الآخرين وكل واحد منهم في بلاده ...؟
هل إن الأفضل أن يكون المسلمون مع بعضهم في القضايا الإسلاميةلكونهم مسلمين أم الأفضل أن تخالف كل دولة الدول الأخري. وهل إن ما يستطيع حل مشاكل جميع البلاد ومشاكل المسلمين هو أخوة المسلمين التي أكدها الله تعالي أم التفرقة بين المسلمين؟ هل إن الحكومات إذا كانت متحدةفيما بينها ومتآخية تستطيع طرد الناهبين من الساحه أم إذا كانت مختلفة مثل اليوم وتوسع دائرةالخلافات؟
اتباع القرآن الكريم والإسلام العزيز
نحن الشعب الإيراني والحكومة الإيرانية وجميع الايرانيين يمدون أيديهم نحو المسلمين جميعاً ويطلبون منهم الانضمام إلى هذا الشعب لتعزيز الأخوة حتى يكون المسلمون جميعاً متآخين فيما بينهم كما مندّ أيدينا نحو حكومات الدول الإسلاميةو نطلب منهم الانضمام الينا لنكون إخوة وأن نكون أصدقاء وإخوة كما أمرنا الإسلام حتى نستطيع حل مشاكلنا، على هذه الحكومات ألا تتصور بأنها تخسر شيئاً بالوحدة مع إيران إن إيران بلد مسلم وتريد مصلحة المسلمين وصلاحهم وتعتبر إيران أن الأخوة تربطها بجميع المسلمين ونحن نطلب من جميع المسلمين والحكومات والشعوب جميعاً أن تتحد معنا في سبيل هدفنا الذي هو الإسلام ليس لدينا هدف خاص لانريد الحكومة بالمعني الذي تريدها القوى الكبرى ولانريد القدرة بذلك المعني ولانبغي السيطرة بل إننا نريد جميعاً أن نكون أتباعاًللقرآن الكريم والإسلام العزيز وإن القرآن الكريم والإسلام العزيز يديران جميع شؤوننا. فليتعظوا بوحدة الكلمة الموجودة في ايران وبهذه الوحدة التي ظهرت فيها فقد استطاعوا حل كل تلك المشاكل التي أقبلت علينا من العالم كله انظروا كيف أن هذه الوحدة بين عدد قليل من الناس وفي مكان صغير لفتت انتباه العالم إليها كيف سببت الخوف للقوى الكبرى عنها. فإذا ما التحمت هذه القوةالمكونه من ثلاثين مليوناً ونيفاً بقدرات سائر البلاد الإسلامية التي تبلغ حوالي مليار شخص تقريباً- فإن هذا السيل الهادر الذي يشكله مليار شخص في حالة الانسجام لايستطيع أحد مواجهته.
اعلان الأخوة مع مسلمي العالم
إننا نعلن أخوتنا مع جميع مسلمي العالم حسب حكم الله تبارك وتعالي ومع جميع حكومات الدول الإسلاميةو مع الشعوب المسلمة من أي مذهب كانت وفي أي بلد كانت ونعلن أننا لانريد الاعتداء على أيةدولة مسلمه أو غير مسلمة. إننا نريد للدول الإسلامية في منطقتها التي هي فيها أن تكون متآخية كما أن الحكومة الايرانية والشعب الإيراني قد توحّدا على خلاف النظام السابق الذي كانت الحكومة تعادي الشعب والشعب كان يعادي الحكومة لذلك لم تتمكن القوى الكبرى من حفظ عميلها المطلق بمجرد أن ظهر انسجام بين الشعب.
إن هذا الانسجام الذي لدينا هنا نريده لجيمع البلاد. وأن يكون المسلمون يداً واحدة على من سواهم. إن أي شخص يكون مستقلًا في المكان الذي هو فيه ومع الحكومةالتي لديه ومع أي مذهب يعتنقه. ولكن إذا كان مسلماً يجب أن يتآخي مع سائر المسلمين ويصادقهم ويلتحم معهم وأن تكون جيوش الدول الإسلامية كلها يدعم بعضها بعضاً. فلولا هذه الفرقة بين المسلمين هل كان بإمكان إسرائيل بهذا العدد القليل من السكان أن تتجرأ وتدوس سمعة المسلمين تحت أقدامها؟ ولولا هذه الخلافات بين المسلمين هل كان بإمكان أمريكا أن تحكم الدول كلها وتنهب خيرات البلاد؟ إننا عاقدون العزم على أن نصون بلادنا وأن نعيش مستقلين أحراراً وأن نكون مع جميع مسلمي البلاد بل مع جميع سكان البلاد من أصحاب المذاهب الرسمية جنباً إلى جنب ونصون بلادنا ولاتستطيع أية قوة أن توجه ضربة إلينا إذا بقي هذا الانسجام في هذا المكان الصغير وهذا العدد القليل من الناس.
دعوة الضيوف إلى مشاهدة إيران
إن هؤلاء السادة الذين قدموا من البلاد المختلفه واجتمعوا الآن في إيران بمناسبة اسبوع الوحدةعليهم أن يطالعوا أوضاع ايران وأن يستمعوا إلى وسائل الإعلام التابعة للدول القوية وأتباعها وأن يلاحظوا أوضاع إيران أيضاً ولينظروا هل إن ما يطرحه هؤلاء موجود في إيران أم لا هل إن الحكومة الإيرانية تقتل الأطفال أيضاً؟ وتقوم بقتل أطفال المسلمين، هل إن الحكومة الايرانية متزعزعة الآن ومفلسة اقتصادياً وقد خسرت كل شي؟ وهل إن الشعب الإيراني قد أعرض عن الجمهورية الإسلامية؟ وهل هناك خلاف بين الشعب الإيراني؟ ليطالعوا هذا الأمر وليذهبوا من ناحيةأخري صوب المشاهد التي خلقها صدام في بلدنا طبعاً لايمكن للجميع الذهاب ولكن ليذهب عدة أشخاص نيابة عن كل مجموعةو لينظروا الدمار الذي سببه هذا الفاسد بأمر الدول الكبرى وينظروا إلى جرائمه ماهي؟ ليذهبوا إلى المعسكرات التي يسكنها مشردونا. وليذهبوا من ناحية أخري إلى مقاتلينا وإلى جيشنا وقوات حرس الثورة وجميع أبناء شعبنا الذين هم حراس الثورة وليلاحظوا الأمور ويعكسوها عند عودتهم. أنتم قد أتيتم غير مجبرين إلى هنا وأشرقت البلاد بنور قدومكم إذهبوا ولاحظوا هذه الأمور. انظروا إلى مدن ايران هل هي مضطربة، وأنها في حالة البلبلة؟ وهل إن إيران تزعزعت ولاتستطيع الوقوف على قدميها؟ أم أن ذلك دعايات تمارس لصرف أنظار المسلمين في العالم عن هذا الانسجام الذي ظهر في إيران؟ أنتم الذين قدمتم إلى هنا عودوا إلى بلادكم واطرحوا مالديكم من القضايا إذا استمعت اليكم وسائل الإعلام. نشرت الجرائد كلامكم إذهبوا واطرحوا قضايا ايران واطرحوا هذه المعجزة التي حصلت في ايران وهذا التطور العظيم الذي ظهر فيها حيث أن الإخوة يجلسون إلى جانب البعض وهم متحدون بحمد الله فالجيش والقوات المسلحة الايرانية قوية والشعب الإيراني كذلك صابر وقوى. ليس ذلك كله إلّا لأنهم عملوا بآية واحدة من آيات القرآن وهي إنما المومنون إخوة. لاحظوا جميعاً هذه الآيةو اعتصموا بحبل الله جميعا «3» كونوا إخوة حتى تكونوا في الجنة إخواناً على سرر متقابلين- كونوا إخوة. إذا لم تكن الأخوّةهنا فلايعلم هل توجد هنالك جنةلكم أم لا إنني أسأل الله تبارك وتعالي أن يعرّف جميع ملسمي العالم بوظائفهم وأن يجعل جميع الحكومات الإسلامية صديقة شعوبها وأن يجعل جميع الشعوب الإسلاميةمتآخية مع الحكومات الإسلامية. ويجعل جميع الجامعيين إخوة مع رجال الدين في جميع انحاء البلاد. إنني أشكر جميع الفئات المختلفه التي شرّفت هذا المكان حيث لا أستطيع ذكر أسمائها كل على حدة فقط أخص بالذكر هنا عناصر مؤسسةالإسكان الذين تحملوا صعاباً جمة وقدموا خدمات مهمة وقد أخبرني السيد رسولي «4» اليوم- لانه مطلع على الأمور كما أشكر جميع الأخوةالقادمين من أنحاء البلاد المختلفه والذين شاركوا في مراسم أسبوع الوحدة وأشكر الجميع وأسأل الله تبارك وتعالي للجميع الصحة والسعادة.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته