بسم الله الرحمن الرحيم
غير المهذبين أكثر الناس ضرراً للاسلام
على أن أشكر السادة سلفاً حيث أتوامن الطرق البعيدة في هذا الجوالبارد خاصه وأن بعض السادة متوعكون وشرفوا المكان. وأرجو أن تستمر إن شاء الله هذه البركات التي تحققت بواسطةهذه النهضة ومنها هذه الصلة الموجودة بين السادة. إنني أذكر هذه المسأله التي يعلمها السادة من باب التذكير وهي أننا يجب أن ننظر أن اكبر الضربات التي تلقاها الإسلام من أي شي كانت وما هو الأمر الذي اهتم به الإسلام أكثر من غيره حتى يُفتح الطريق لجهودنا في هذا الأمر الذي يهتم به الإسلام وأن نجتهد إن شاءالله في منع الأشياء التي وجهت ضربات للإسلام وإنني أظن أن ما وجه اكبر ضربة للإسلام هو عدم التربية الصحيحة وعدم تحقق التهذيب والأخلاق الإسلامية إذا ما نظرتم إلى تاريخ الإسلام بل إلى جميع الأنبياء و طبعاً تعلمون ذلك- لوجدتم أن الضربه التي تلقاها الإسلام من المنحرفين وغير المهذبين وكذلك جميع الأديان لم تتلقها من أي شيءٍ آخر. والأساس الذي ألحق الأضرار بالمدارس التوحيدية ومنعها من النمو هو عدم التهذيب. فقد يكون ذلك من العلماء غير المهذبين وأحياناً من الجاهلين غير المهذبين. ولا يعرف هل إن الضربات التي تلقاها الإسلام من العلماء غير المهذبين تلقاها من الجهال غير المهذبين رغم كثرة عددهم أم لا. إن العلماء ورجال الدين هم الذين أنشأوا المدارس المنحرفة سواء في ذلك صناعة المذاهب المنحرفة أو المدارس السياسية حيث أنها وضعت جميعها على أيدي العلماء. بقدر ما تضررت المدارس التوحيدية من هذا الصنف من العلماء الذين كانوا مطلعين على جميع العلوم أحياناً لم تتضرر من أي صنف آخر.
القرآن كتاب بناء الإنسان
من جهة أخري بقدرما اهتم القرآن وهو الكتاب الالهي الحي بتهذيب الناس لم يهتم بأي شي آخر بل يمكن القول بأن القرآن نزل بهذا الهدف لأن البشر كانوا محتاجين إلى هذا الأمر أكثر من غيره. إن القرآن كتاب لبناء الانسان في جميع المراحل التي يعيشها ففي القرآن دعوة لجميع المراحل وطريق لها. فجميع القصص الواردة في القرآن التي تكررت أحياناً- كانت لأهمية المسأله. فهي كانت دليل الناس للتهذيب ليس القرآن كتاب الأحكام الفقهيه فقد ذكر كليات اصول الأحكام وحتي تلك ليست كاملة فالقرآن كتاب الدعوة وكتاب إصلاح المجتمع حيث أنه بعد إصلاح المجتمع يجب العمل بسنة النبي والأخبار الواردة عن الرسول الأكرم وأئمة الهدي ورواتهم. لذلك فإن هذين الموضوعين يؤديان إلى أن نهتم بأمر تهذيب نفوسنا لأنه من اهم الأمور في الإسلام إذ أن ضرر العلم من دون تهذيب اكبر من الجهل. علينا أن نهذب نفوسنا كما أن علينا أن نلتفت إلى الحق تعالي وأحكامه وأن ندعو المجتمع إلى هذا النهج فإن جميع القضايا التهذيبية والأخلاقية يمكن طرحها اليوم والحمدلله. ولايوجد أمامها مانع. فلوكنتم تريدون الدعوة إلى بعض الأحكام الالهيةفي السابق أو أن تذكروا بعض الأخلاق الفاسدة فإن ذلك لم يكن ممكناً حتى في مكان محدود لأن مخالفيكم كانوا فاسدين بحيث أن ذكر أي صفة قبيحة كان يمسهم فكانوا يمنعونكم ولكن الفرصة اليوم سانحة لكم السادة علماء الإسلام في ايران والطريق مفتوح لتهذيب الناس ودعوتهم إلى الصلاح. بناء على ما قيل فإن أهم شي لنا جميعاً هو تهذيب النفس وتهذيب الناس من خلاله. لأنه إذا لم يكن الإنسان مهذباً لايمكنه أن يهذّب الآخرين فلا يؤثر كلامه عليهم. فعندما يهذب السادة نفوسهم. عليهم أن يدعو الناس إلى هذا الأمر خاصة أئمة الجمع الذين يتعاملون مع الشرائح الشعبية الكبيرة وكذلك أئمة الجماعات إلّا أن الاهتمام اليوم أكثر بأئمة الجمع. إن جميع المسائل الواردة في الإسلام وحتي قضاياه السياسية فانها جميعاً تهدف إلى التهذيب ولبناء الانسان يجب ألا نسيس اليوم جميع الأمور بل يجب أن نضع الأمور كلها بعد المسائل الإسلاميةو بخاصةالتهذيب. إنكم تلاحظون بأن القرآن يوكد ذلك أكثر من غيره من المواضيع هناك عدة آيات فيها القسم يأتي بعدها «قد أفلح من زكيّها وقد خاب من دسيّها» «2» وهذا يجعلنا ندرك أن أساس المسائل التي تصلح الأموربها هو التهذيب وأن أساس جميع الانحرافات من عدم التهذيب وإن تعبير دسّي هو في نفس الإنسان وهو الشيطان. لذلك يجب أن نضع هذا الأمر على رأس أولوياتنا.
شعور القوى الكبرى بالخطر من الثورة الإيرانيه
لاشك في أن مصائبنا ومصائب الشعب كبيرة بمعني أن أية ثورةربما لم تتعرض لمثل هذه الهجمات لأن الثورات الأخري إما أنها كانت يسارية أم كانت يمينية. فإذا كانت يسارية فإن اليساريين كانوا يدعمونها وكان اليمينيون يخالفونها وإذا كان العكس فانهم كانوا يدعمونها ولكن الفريق الآخر كان يخالفها. ولكن الثورةالإسلامية لكونها إسلامية فانها لم تكن كذلك ولم يكن فيها شخص شرقي أو غربي مثلًا- وقام بالثورة ودعا الناس إلى الثورة أو قام بانقلاب عسكري فالأمر لم يكن انقلاباً عسكرياً بل كان الأمر عبارةعن ثورة شعب ضاق ذرعاً بالظلم الداخلي والخارجي. إنها ثورة شعب أمام جميع القوى. وعليه أن يستعد متوقعاً هجوم جميع القوى عليه ونحن لا نتوقع يوماً أن تتصالح أمريكا أو الاتحاد السوفيتي معنا.
إنهم جميعاً يدركون أن هذه الثورةلو تحققت في ايران كما يريدها الإسلام فإنها ستصدر إلى الخارج لا محالة ولا يتطلب الأمر متابعةشخص له وإن كانت الدعوةإليها في كل مكان واجباً.
إلّا أن هذه الثورة إذا بلغت أهدافها السامية إن شاء الله وحكم الاسلام هنا ولم يكن غير الاسلام فيه فإن ذلك يشكل خطراً على القوى الكبرى وأتباعها وهو بصيص أمل لمستضعفي العالم وهو ما كان يريده الأنبياء من خلق الكون وحتي اليوم وإن جميع شعوب العالم انتبهت إلى هذه الثورةو إن جميع الأقوياء ينتبهون إليها ويشعرون بالخطر منها وإن جميع المظلومين منشدّون اليها علّها تكون طريقاً لنجاتهم.
استئصال جذور الاستكبار هدف الأنبياء
لقد أتي جميع الأنبياء وكان نزاعهم مع المستكبرين. طبعاً إن من لايقبلون بالأنبياء ويُدينون أتباع الأنبياء يقولون بأن الدين جاء لتخدير الشعوب وإنهم يخدرون لتنهب القوى الكبرى ولكن من ينظر في سيرةالأنبياءمنذ بدء الكون وحتي اليوم سيري بأن من التفّوا حولالأنبياء كانوا من المظلومين وإن من كانوا يقفون في وجههم هم المستكبرون ليس هناك نبيُّ تصالح مع مستكبر ضد أمته كما ليس هناك وصي لأحد الأنبياء تصالح مع مستكبر ضد أمته. لقد كانت سيرة الأنبياء منذ بدء الكون وحتي عهد الخاتم مبنية على الوقوف في وجهالقوى الظالمة إلّا أن كل واحد منهم كان في بيئة- فقد بدأوا منها لقد كان موسي في بيئة فبدأ منها ولكن هدفه كان استئصال جذور الاستكبار من العالم وإنقاذ البشر من الظلم الذي يعانون منه. لذلك فإن هناك طائفتين تهتمان بكم فإحداهما المستكبرون والمصلحيون والمجموعات التابعة لهم فلا تتوقعوا منهم أن يتصالحوامعكم وهم لن يتصالحوا معكم فلديهم خطط الفراعنه حيث لايتصالحون أبداً. والثانية جماعة المستضعفين في المجتمع الذين يشكلون غالبية المجتمع ولكنها غالبية محرومة إن هذه الجماعة معكم. لا بأس، فإن برنامجكم لو تحقق في الخارج لالتف حولكم جميع مظلومي العالم! إذ ليس هذا الزمن مثل عهدالانبياء فهم كانوا يتحملون المشاق الكبيرة لنقل أفكار هم من مدينة إلى أخري، لأنه لم تكن لديهم امكانيات. لقد بقي الرسول الأكرم في مكه ثلاث عشرة سنة إلّا أنه لم يتمكن من نقل أفكاره في جميع أرجاء الحجاز فكيف كان الأمر إذا كان يريد ايصال أفكاره إلى سائر الأماكن كم كان يستغرق من الزمن. كان يجب أن يذهب رسول إلى هناك وكان يستغرق ذلك عدة أشهر. ولكن كل كلام يقال الآن هنا فإنه ينتشربعد عده ساعات في جميع أرجاء العالم وتنقله الإذاعات. لذلك ليس لدينا عذر الآن لأنّ تبليغكم وتهذيبكم للناس لاينحصر فيالمسجد الذي تهذبون الناس فيه كلّا إن ذلك ينتشرو تبثه الاذاعة وينتقل إلى الخارج.
شفقة كارتر وبيغين على الإسلام
بناء على ذلك فإننا نواجه اليوم جميع القوى التي تخالفنا ونحن مظلومون. فالإعلام الموجود فيالعالم إما صامت وإمّا أنه يتحدث ضدالإسلام وضدالجمهورية الاسلامية أما من كان يتمتع بقليل من العقل بينهم فهو يقول بأنهم ليسوا إسلاميين إن كارتر وبيغين «3» يشفقان على الإسلام إذا أننا لسنا إسلاميين وهما حزينان لأجل ذلك «آه لماذا لايتحقق الإسلام في ايران» والذين هم ايرانيون وكانوا يحاربون الإسلام أيام سيطرتهم على الحكم يشفقون الآن عليالإسلام ويقولون إن البلاد ليست إسلامية. إن من خرجوا من البلاد يدعون بأننا خرجنا من البلاد لأنها لم تكن إسلامية فلذلك خرجنا منها. ولكن من لايتمتعون بالعقل لايطرحون هذه الأمور بل يخالفون الدعوة إلى الإسلم والتبليغ له. بناء على ذلك إنكم تواجهون اليوم الإعلام المعادي كله فقد لا تجدون محطة إذا اعية إلاوهي تهاجم إيران ثورة وحكومة إلا ما شذوندر وجميعاً تردد ما معناه أن الشعب يخالف هؤلاء وكأن عدة أشخاص معممين أتوا دون أن يكون هناك شعب. كما يقولون بأن أفراد الجيش يخالفونهم وكأن الشعب غيرموجود والجيش غير موجود وجاء البعض وأمسكوا بزمام الأمور. إن هذا الشعب الذي يعرفه الجميع نحن لا ندري ذلك فحسب بل إن هذه الاذاعات ووكالات الأنباء الأجنبية تعلم الأمور أحسن منا إنها تعلم القضايا وتعرف دور الشعب وماذا يعمل ومع من يكون. إن الجميع يعلمون هذهالامور ولكن لكون الاعلام مسأله مهمة فإنهم يخلقون فيالخارج بعض الأجواء إنهم جميعاً يهدفون إلى هزيمة هذه الثورة الإسلامية لكي لا تتحقق بشكل جيد في ايران مما يؤدي إلى قطع أيديهم وألا تنتقل إلى الأماكن الأخري أوالمناطق الاحزي حتى لا تنقطعأيديالقوى الكبرى عن العالم.
لذلك فإن هؤلاء يخالفونكم من هذه الناحية لكن ما يجعلنا مفعمين بالأمل هو تأئيدالله تبارك وتعالي لنا. نحن لا نملك ولم نملك ولن نملك قوة فكل ما لدينا منالله. وكل قدرة منه. ولكن الشعوب والحكومات إذا كانت معالله فإنالله تبارك وتعالي سيؤيدها وإذا كانت ضدالله فإنه يتركها على حالها. لذلك فإن علينا أن لا نعطي ذريعة بأيدي القوى الكبرى التي تقف في وجهنا خاصة مع هذه الدعايات التي تمارس ضدنا. فإذا ما ارتكب أحد أئمة الجمع خطاءً- لا سمح الله- في مكان ما فهذا سيطلع عليه المنافقون وأمثالهم من المجموعات اليسارية فهي ستناور على ذلك كثيراً وتتحدث عنه في كل مكان. إن الأعمال التي لم نقم بها أصلًا ولم نرتكبها في ايران أبداً كقتلالأطفال غير البالغين وماشا به ذلك فإن هؤلاء يتحدثون عنها ويقولون بأن الحكومة الإسلامية تعمل ما تعمل بالأطفال والبنات الصغيرات في ايران فهي تقوم بالتفتيش وتقتلهم دون محاكمه هكذا بشكل عشوائي. ويعلم الجميع بأنه لم يحدث بتاتاً ولكنهم ينسبونه إلينا فإذا ما ارتكبنا خطاء ما- لا سمح الله- فهي تبث عبر الأبواق ... إن للثورةالاسلامية الايرانيه ميزات منها اسلاميتها وبأنها لا تريد الا الإسلام فإذا جبتم جميع أنحاء البلاد فإن الناس ينادون بأعلى صوتهم إننا نريد الجمهورية الاسلامية ونريد الإسلام وهو كذلك. ومن الميزات الأخري الانسجام الذي حصل بين افراد الشعب إي إن جميع أفراد الشعب متلاحمون وهناك عدد قليل من مخالفي الإسلام وهذا القليل موجود في كل مكان غير أن الشرائح الكبيرة منالناس معكم وهذه من ميزات الثورة.
شعبية المسوولين في جميع أرجاء البلاد
و من الميزات الأخري حصول هذا التحول في كل مكان، ربما يتذكر بعض السادة أواخر العهد القاجاري فعلى الرغم من ضعف القاجاريين إلّا أنّ حكوماتهم في كل مكان كانت تشبه مملكة كاملة فكان كل حاكم مثل الملك وكان يفعل ما يشاء وكانوا يؤجّرون كثيراً منالأماكن فعلى سبيل المثال- عند ما كان يتجه الوالي إلى ولاية خراسان مثلًا. كانت خراسان إقطاعه فكان الوزيرالفلاني والأميرالفلاني يدفع مبلغاً ويشتري خراسان وكان الأساس للوالي أن اذهب واعمل ما تشاء فنحن لا نستمع إلى كلام الناس فكان يذهب الوالي إلى هناك ويعمل ما يشاء ويعذب الناس كما يشاء فكان يجب أن يحصل عليالمال الذي دفعه مع اضافات فكان يحصّل هذا المال.
انظروا اليوم في جميع أرجاءالبلاد إلى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وحتي المسؤولين الصغار فإنكم تجدونهم أناساً من داخل الشعب. كان رئيس الجمهورية طالباً للعلوم الدينية ثم أصبح ريئساً للجمهورية فليس وراءه أجهزة أو أفكار وكذلك الوزراء، فقد يأتي جمع منالناس إلى هنا مختلطين فلا يعرف الانسان الوزير من الحرس لقد رأيت الحكومات الصغيرة في المناطق الصغيرة وأعرف كيف كان وضع مسؤوليها فعندما كانوا يخرجون كان الناس يصطفون في طريقهم وينحنون أمامهم. كانوا يخرجون باء مكانيات كثيرة وهذا شأن حكومة صغيرة في منطقةصغيرة. ولكن رئيس الوزراء يخرج اليوم مع الناس ولا فرق بينه وبينهم وهذه إحدى القضايا التي تحققت في ايران اليوم لا توجد هذه القضايا في الأماكن الأخرى بحيث أن كل شيءٍ شعبي والناس مع بعضهم ولذلك فإن الناس يدعمون الحكومة ويدعمون الجيش ويدعم الجيش والحكومة الناس وهذه إحدى الرموز الكبيره لانتصار هذه الثورة.
الغلاء والشح من التبعات الضرورية للحرب والثورة
ولكن يجب ألا تتصوروا عدم وجود الأخطاء والمشاكل بشكل كامل كيف يتأتي ذلك افرضواالآن بأن هناك الغلاء مثلًا، طيب اننا جميعاً نعلم بوجود الغلاء ولكن هناك محاولات للحل ولكن لم يتمكنوا منه. لقد حدثت ثورة وهناك وفرةو هذا منالنعم الكبيرة التي لدينا ربما يتذكر الكثير منكم الحرب العالمية الثانية التي لم يكن لنا فيها ناقة ولاجمل ولكن الخبز كان غير موجود في ايران وأتذكر أنني كنت أذهب في قم إلى المنزل وأعود إلى المخبز فكان مغلقاً فأرغفة سنككي «4» كانت معدومة نهائياً في طهران كانوا يعرضون أنواعاً من الخبز كان لونه قاتماً مثل لون عباءاتكم وكان الناس يأكلون هذه الأنواع من الخبز وأنتم تلاحظون أن الناس اليوم ليسوا قلقين من ناحية الحاجيات الضرورية وقد شملنا الله بلطفه والحمدلله من هذه الناحية. طبعاً هناك الغلاء ولا يمكن ألا تحدث أيةمشكله في ثورة من ضروريات أية ثورة وجود الخلافات ووجود قطاع الطرق. ففي كل مرة كان يموت الملك في ايران كانت ايران تتزعزع بشكل كامل كان يظهر الاقطاعيون والحراميون وكانت تحدث فوضي وكانت تهدئة الأمور وإيجاد الهدوء النسبي تتطلب جهداً كبيراً والحمدلله أن هذه المسائل قليلة فهي موجودة ولكنها قليلة. فالذين يتذكرون الحرب العالمية الثانية التي لم تكن ترتبط بنا أصلا لقد كنا فوق الجسر في الطريق فبمجرد أن احتلوا المنطقة حصل شحٌ في كل شيءٍ فكان لا يوجد شيءٌ اليوم كل شيءٍ متوفر بحمدالله. ففي بعض الأحيان عندما لا نجد شيئاً بوفرة يجب ألا نعترض فالناس الذين رأوا هذه المسائل وسمعوا مشاكل المناطق الأخري لماذا يشتكون؟ هناك وفرة بحمدالله. أي لا توجد مجاعة فالناس يجدون الخبر وليس الأمر بحيث أن الناس لايجدون الحاجيات الضرورية فقد يكون هناك شح غير أن الحاجيات الضرورية متوفرة عادة. هل يتوقعالذين يشتكون دائماً أن يخرجوا من حالة الثورة فجأة إلى حالة الهدوء التي لا يسبب فيها أحد مشكلة لنا إننا نواجه جميع القوى العالمية فهي تمارس الضغوط علينا من كل جهة وتظلمنا من كل ناحية ولكن الحكومة الإيرانية صامدة والشعب الإيراني صامد رغم وجود الحرب التي استمرت سنة ونصف سنة. فعند ما تحصل الحرب في مكان تختل الأمور فيه هناك حرب ولكن الهدوء مستتب في كل مكان. وفي مناطق القتال هناك تقدم ملحوظ بكل قوة. يجب ألا يتوقع الناس أشياء غيره معقولة. على السادة أن ينصحوا الناس بألا يتوقعوا زوال المشاكل بين ليلة وضحيها. أمعنوا النظر منذ صدرالإسلام وحتياليوم في حكومة رسولالله وأميرالمومنين- سلام الله عليه- وحكومات الآخرين فلم يكن الذين يتجهون إلى المناطق المختلفه في عهد أمير المؤمنين من الناس الذين يملكون كل شيء لقد كان البعض يرتكب أخطاء وكان البعض يسبّب ازعاجاً فكان أميرالمؤمنين يقوم بعمل وكان يكتب رسالة إليهم في حين كان الهدوء مستتباً ذلك الوقت في جميع الأماكن إلّا أن أوضاع عصر اميرالمومنين كانت مضطربة داخلياً. على كل حال أظن أننا إذا كنا غير شاكرين لله لأجل هذه المصائب الصغيرة التي هي من تبعات أية ثورة فإن العناية الالهية بنا قد تدبر عنا وإن كان لابد من حل تلك المصائب الصغيرة ودائماً يتم التأكيد على ذلك. المهم هو أن تلك المصائب الكبيرة قد زالت بحمدلله وثم انجاز أعمال كبيرة للناس علينا أن نشكر النعم الالهية. إنكم لاتجدون في جميع أرجاء ايران حانة واحدة طيب ماذا يجب أن يحدث؟ لا تجدون بيتاً واحداً من تلك البيوت. فلما كنا في همدان كان يقال بأن عددالحانات فيها أكبر منالمخابز وهي أكبر من المكتبات وكانت طهران أسوأ منها. إذا جبتم الآن جميع أرجاء إيران لن تجدوا مكاناً واحداً كهذه الأماكن. إن الأعمال التي كان يقول بها السادة وكانت تضر بالإسلام فالطريق الذي كانوا يسلكونه يخجل الانسان من ذكره فماذا كانوا يريدون أن يعملوا لقد قطعت أيديهم ولدينا الآن بلاد شبه إسلامية.
أسلمة البلاد حلم الجميع
طبعاً هناك مصائب فهي لا تنحل بين ليلة وضحيها عليكم بهداية الناس وسيرافقكم المسؤولون في ذلك إن شاءالله وعليكم أن تنسجموا مع المسؤولين في بناء البلاد وبناء الناس وعليالناس أن ينتبهوا إلى أن الحكومةتحاول البناء فحسب التقارير فإن ما أنجز خلالالعامين بواسطة جهاد البناء وسائر الانجازات التي تحققت فإنها تفوق ماتم انجازه خلال الخمسين عاماً الماضي رغم المشاكل التي تعاني منها الحكومة فلما تقدم الاحصائيات حول بناء المدرسة مثلًا فقد يكون ماتم تأسيسه من المدارس في هذه الفترة تبلغ نصف ماتم تشيده في السابق. فهناك الحمامات العامة والمساجدو الطرق لقد أنجز الكثير. طيب هناك أعمال أنجزت. يجب ألا ننظر إلى مالم ينجز يجب أن نشكر قليلًا لما أنجز ويجب توعية الناس بأن هناك بعض الغلاء ولكن هناك وفرة في النعم. إن الغلاء بلغ حداً كبيراً جداً ولكن وجود النعم بين الناس يعدّ من النعم الإلهية التي لاتوجد في الثورات الأخري ففي بعض الأماكن التي حدثت فيها ثورات الآن فإنهم يشتكون من عدم وجود الحاجيات الأولية. لذلك يجب ألا نتوقع إصلاح جميع الأمور وأن يكون جميع العاملين في الحكومة أناساً مهذبين. ليس ذلك موجوداً ولا يمكن حصوله. ليس لدينا الآن من يذهبون للدعوة إن الحوزات العلمية غير مستعدة لذلك، لم تكن الحوزات لهذه الأمور لأن الأمور لم تكن بأيديهم. حتى إن أمر الدعوة كان يتم بشكل ناقص لذلك لم يكونوا قادرين على تحقيق ذلك. لدينا الآن نقص في رجال الدين ولدينا نقص في الدعاة فلدينا نقص في هذه الأمور ويجب إصلاحها بشكل تدريجي. لاتيأسوا فنحن إن شاء الله معالله والله معنا. إننا نريد أسلمة البلاد بشكل متكامل وهذا حلمكم جميعاً بأن تصبح البلاد اسلامية وأن تطبق فيها أحكام الاسلام وإن هذا حلمنا فإن الله سيؤيدنا إنشاءالله. أيدكم الله إن شاءالله ووفقكم وأيدكم لهداية الناس وأن تتعاملوا مع المشاكل حتى لا يتصور الناس بأن لدينا مشاكل لا يمكن حلها. كلا هناك مشاكل وهناك متابعة لحلها وستنحل بالكامل إن شاءالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته