شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطبة [ضرورة المحافظة على رصيد الثورة وقيمها وانجازاتها]

طهران، جماران‏
ضرورة المحافظة على رصيد الثورة وقيمها وانجازاتها
السيد حسين موسوي تبريزي، (المدعي العام للثورة)، أئمة جمعة آذربيجان «1»
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۴۱ تا صفحه ۱۴۴

بسم الله الرحمن الرحيم‏

لا مثيل للحكومة الإيرانية في العالم‏

قبل كل شي‏ء، لابد ان أشكر السادة الذين تجشموا العناء وجاؤوا من مناطق بعيدة لأكون في خدمتهم، ولقد قلت مرارا ان إحدى بركات هذه الثورة، هي أننا كنا في السابق محرومين طول العمر من بركة زيارة السادة إلا أولئك الذين كانوا في قم مثلا- أما السادة الذين كانوا في مناطق بعيدة فقد حرمنا عن زيارتهم، ولكن الآن والحمد لله يتفضل علماء البلاد بين حين وآخر، ويزوروننا ويرفعون رؤوسنا، لذلك اشكر الجميع واشكر الله تعالى ان وفقني لذلك، ويحدوني الأمل ان يوفقنا الله جميعا ان نواصل هذا الطريق الذي زال عنه معظم العراقيل ولله الحمد.
وأستطيع الآن الادعاء بشكل سريع أنكم لا تجدون في عصرنا- وحتى العصور السابقة- وفي العالم كله حكومة وشعبا وعلماء مثل إيران، وأقول ذلك بكل ثقة واطمئنان، فلا توجد في جميع أرجاء العالم حكومة يسير خلفها الشعب ويدعمها مثل حكومتنا، والسبب في ذلك هو ان الحكومات التي لم تكن إسلامية أو كانت إسلامية كانت فارغة من المضمون الإسلامي، ولا تظنوا ان- الحكومات الإسلامية- الموجودة حاليا مدعومة من قبل شعوبها، فليست هذه الحكومات شعبية وليست منسجمة مع شعوبها.
ولقد لاحظتم كيف كانت الأوضاع السابقة في إيران وأوضاع الحكومات في الدول الأخرى، وأنا شخصيا عاصرت الحكومات التي قامت في عصر القاجار ثم الحكومات التي قامت في عصر هؤلاء، فتلك الحكومات كانت تملك أرواح وأموال الناس وكان ينبغي على الشعب ان لا يتفوه بشي‏ء. وشاهدت بنفسي حين كنت طفلا ان حكومة جاء رجالها من مدينة كلبايكان الى خمين وقبضوا على أحد التجار الكبار وكان إنسانا متدينا جدا وطيبا، ولا أدري بأي حجة أخذه الخبثاء واقتادوه الى حيث هم وقيدوا قدميه وربطوه على الشجر في باحة داره ثم اخذوا يضربون باطن قدميه بالعصي ثم أخذه ذلك الفراش الخبيث الذي كان معهم وقد شاهدته في الدهليز وهو يضرب عنقه بخشبه. ولكني لا أدري ما الذي أخذوه منه. هكذا كان حال الحكومات، وقد شاهدتم انتم أوضاع الحكومات المتعاقبة، وقد أدركتم عصر رضا شاه، لذلك لا تستطيعون ان تعثروا الآن على رئيس جمهورية في جميع أرجاء العالم مثل رئيس جمهوريتنا، يكون في نفس الوقت عالما دينيا ورجل دولة يؤيده الشعب.

دعوة من أئمة الجمعة التعاون مع الحكومة

تعرفون جيدا التضحيات التي يقدمها هذا الشعب في هذه الحرب من الشباب والآباء والأمهات، وهكذا أيضا العاملون خلف جبهات القتال ومن جميع الفئات؛ من العلماء وحتى الناس العاديين، ويعني هذا التحول تحولا إلهيا في هذا الشعب ولا يمكن اعتبار ما يجري غير هذا. وهو بارقة إلهية طلعت على هذا البلد واحيته بالشكل الذي ترون وما دامت هذه البارقة موجودة فلا خوف من الآفات، وعلينا ان لا نهيئ الأسباب حتى يسلبنا الله تعالى هذه النعمة ويرفع تأييده عنا، بل ينبغي ان نبذل كل مساعينا للمحافظة على هذه النعمة الإلهية .. وإنني هنا ارجو من جميع السادة ان يتعاونوا أينما كانوا مع الشعب ومع مسؤولي الحكومة وينسجموا فيما بينهم، ولا يكشفوا في صلاة الجمعة وأمام الناس خطأ قد يقع في مؤسسة حكومية، بل عليهم العمل على إصلاح ذلك بالنصيحة، وإذا لم تنفع النصيحة ينبغي إطلاع المسؤولين على ذلك، وأما ان يتحدثوا بذلك فان ذلك من شأنه إضعاف الحكومة ولا ينبغي القيام به.
على كل حال، إنني آمل منكم مساعدة هذه الجمهورية التي تعاديها الأقلام والحركات الأجنبية وهناك قلة قليلة من الحكومات لا تناصب هذه الجمهورية العداء، وغير هؤلاء يريد الجميع من الإسلام الذي ظهر هنا وهذا ما يقول به حاكم بلد اسلامي يدعي الإسلام كمصر الذي يقول إننا سنقضي على أي نوع يجري الحديث فيه عن الإسلام. ومن هنا فالذين يعادونكم إنما يعادونكم لأنكم تريدون حكومة إسلامية، وهؤلاء يرفضون ذلك لأن الحكومة الإسلامية لا تسمح لهم بنهب أموال وخيرات البلد من قبل القوى العظمى.
ومادام الإسلام قويا فالعلماء أقوياء، ومادام الإسلام قائما فلا يستطيع هؤلاء ان يفعلوا ما يشاؤون، ولذلك سعى رضا خان منذ البداية الى إضعاف الإسلام بأي شكل كان وإضعاف أحكامه واحدا بعد الآخر، وسعى أيضا الى إضعاف علماء الدين باعتبارهم يخدمون الإسلام، ولقد شاهدتم ماذا فعل رضا خان وابنه مع علماء الدين حيث أتبع كل واحد منهما اسلوبا خاصا لذلك، لأنهم في الحقيقة كانوا يريدون تدمير الإسلام في إيران ليطلق لهم العنان في ان يفعلوا ما يشاؤون، لكنهم يخافون الإسلام فقط ولا يخافون غيره، ولا شأن لهم بالذي لا شأن له بهم. ويقال ان الإنجليز عندما دخلوا العراق سمعوا مؤذنا يؤذن للصلاة، فسألوا عنه فقيل لهم انه يدعو الناس للصلاة، فقالوا هل يضر ذلك الإمبراطورية الإنجليزية؟ فقيل لهم لا، فقالوا عليه ان يؤذن ما شاء وما أراد، فالمعيار هو الضرر الذي يلحق بالإمبراطوريات، واقصد الإنجليزية في ذلك الوقت والاميركية حاليا. فينبغي على الإنسان ان ينتبه الى هذه النقطة.

وحدة الشعب تمنع تدخل الأجانب‏

لقد قلت مرارا ان لآذربيجان خصوصية خاصة في إيران، باعتبارها تجاور دولة ذات خصوصيات، وكانت آذربيجان سدا أمام سياسات هذه الدولة لذلك على علماء الدين في آذربيجان ان يحافظوا على جمهورية الشعب ليبقى في الساحة دائما، وما دام الأمر كذلك فان هؤلاء لن يستطيعوا ان يفعلوا شيئا حتى لو كان باستخدام القوة، ولكن إذا ظهر الخلاف بين الشعب والحكومة أو بين علماء الدين أنفسهم- لا سمح الله- فان ذلك قد يفتح الباب أمام التدخلات، ولكن طالما حافظ الشعب على تلاحمه وانسجامه ومعهم العلماء ويتواجدوا في الساحة، ومعهم الحكومة وهي شعبية وإسلامية فلا يستطيع هؤلاء ان يفعلوا شيئا، رغم ما عندهم من قوة ولكنهم يملكون العقل أيضا، فهؤلاء يستطيعون ان يفعلوا شيئا عندما يجعلوننا نتآكل من الداخل، فإذا ما استطاعوا ان يجعلوننا من الداخل متآكلين بإعلامهم وأفعالهم الانحرافية عند ذاك يقدرون على ذلك فينبغي ان نحافظ على وحدتنا.
نحن في الحقيقة إذا كنا نريد الإسلام حقا- وهو ما نريده وتريدونه بالفعل- فلا بد من المحافظة على هذه الجمهورية .. وأما ما يصدر من أفواه البعض بان الوضع الحالي أسوأ مما كان عليه في زمن الشاه، فهذا نفس ما يصدر من أفواه أميركا .. ولكن أميركا لا تقول ذلك صراحة ومباشرة بل يجعلونه يصدر من أفواه هؤلاء، فينبغي ان نحافظ على نعمة الجمهورية التي تفضل بها الله علينا، وتعلمون ان الإسلام اصبح في وادي النسيان في زمن هؤلاء الذين سعوا لإزاحة الإسلام عن الساحة وتدميره. ولو أتيح لهم ان يبقوا فترة أطول لكان الإسلام قد زال من الوجود ولكن الله أراد لهم ان يسقطوا، وأصبحت شريحة العلماء حرة في القيام بمسؤولياتها ووظائفها.

بركات صلوات الجمعة

انظروا الى بركات صلوات الجمعة التي تقام في كل مكان، وفي الحقيقة يمكن للإنسان القول انه لو لم تكن هناك إلا صلاة الجمعة، لكانت كافية تقريبا لتعبئة الشعب وتبث فيه الوعي واليقظة، فقد حققت لنا أمورا كثيرة واصبح كل شي‏ء يسير في الطريق الصحيح، طبعا لا ينبغي ان نتوقع من حكومة يعاديها الجميع وعم الفساد كل مكان من السوق والشارع فضلا عن أماكن اللهو والفساد .. ان نتوقع من هذه الحكومة ان تصحح جميع الأمور دفعة واحدة وتجعل هذا البلد جنة، وهذا ما لم يتحقق في أي وقت ولن يتحقق، بل ان الضرورة تقتضي التعاون مع هذه الحكومة والتضامن حتى نستطيع القيام بمسؤولياتها.
ونحن واثقون بان المجلس والحكومة والسلطة القضائية وسائر المؤسسات الثورية تريد ان تعمل من أجل الله ومن أجل الإسلام، ولكن حسب طاقتها، فهي لا تستطيع ان تعمل أكثر من طاقتها .. فنحن ليس لدينا قضاة بالعدد الكافي لجميع أرجاء البلاد لأننا لم نكن متهيئين للأمر، حيث ان الأمور لم تكن بأيدينا منذ البداية وعلى مدى سنوات طويلة، وعندما أصبحت بأيدينا لم نكن نملك العدد الكافي من القضاة، إما الموجودون فإنهم اشخاص طيبون وان وجودهم افضل من تعيين شارب الخمر قاضيا، كذلك لا تدرون أوضاع المحاكم ونحن كذلك لا ندري ماذا كان يجري في المحاكم، والآن حيث نريد ان نصنع ثورة في المحاكم ونجعلها محاكم إسلامية، فإننا نحتاج الى الأفراد والعمل التدريجي، ونحتاج الى مساعدة الشعب وتعاونه ولا سيما من طبقة العلماء في باب القضاء، ونحمد الله على ان العلماء يؤدون واجباتهم لإعداد القضاة، أدعو الله تعالى بالسلامة والسعادة لجميع السادة.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-السادة مسلم ملكوتي«إمام جمعة تبريز»-، باقري بنابي«إمام جمعة بناب»-، مروج«إمام جمعة اردبيل»-، يكتائي«إمام جمعة خلخال»-، آل محمد«إمام جمعة أهر»-، داري زاده«إمام جمعة جلفا»-، روحاني«إمام جمعة هشترود»-، قاسمي«إمام جمعة صائين دز»-، حججي«إمام جمعة ميانه»-، فيض بير سلطاني«إمام جمعة خسروشهر»-، فرخي«إمام جمعة جرمي»-، كريمي«إمام جمعة بارس آباد مغان»-، عشقي«إمام جمعة مشكين شهر»-، عظيمي«امام جمعة آذرشهر»-، انتظاري«امام جمعة زنوز»-، كمالي«إمام جمعة سراب»-، اسلامي«إمام جمعة جوجان»-، محمدي«إمام جمعة مرند»-، امينيان«إمام جمعة ملكان»-، مدرس«إمام جمعة بستان آباد»-، شفيعي«إمام جمعة بيله سوار»-، ارجمندي«إمام جمعة ماكو»-، حريصي«إمام جمعة ميان دو آب»-، حسيني«إمام جمعة هريس»-، فصيحي«إمام جمعة عجبشير»-، نجمي«إمام جمعة سلماس»-، شرقي«إمام جمعة مراغه»-، عالمي«إمام جمعة شبستر»-.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: