بسم الله الرحمن الرحيم
اهمية الصناعات النفطية ودور العاملين فيها
انتم ايها الاعزاء الذين شرفتمونا بحضوركم تمثلون اشخاصا مستهدفين اولا واكثر من الجميع من قبل المجرمين، وانتم ثانيا اكثر المؤسسات تاثيرا لخدمة الاسلام والوطن الاسلامي العزيز. انني ابارك لكم لانكم تمثلون الشباب الذين انتصرت الثورة بجهودهم وانتم الرجال الابطال الذين شل بسبب اضراباتهم النظام السابق واربابه. فمبروك عليكم هذا النصر وهذه القوة، وعليّ هنا ان اذكركم ببعض الملاحظات:
ان ما ترونه في هذا الانتصار الكبير الذي اصبح من نصيب ايران والذي يخطو والحمد لله الخطوات الاخيرة، وان اعداء الاسلام ووطنكم يلفظون انفاسهم الاخيرة، ترون ان القوى الكبرى اصابها الرعب وتهددنا احيانا، تهددكم وقد تعبئ احيانا المنطقة ضدنا وضد شعبنا وضدكم. ان السبب في كل ذلك هو انها تخشئ هذه القوة الاسلامية وهذه الوحدة التي ظهرت في ايران والتلاحم الذي ظهر بين جميع شرائح هذا الشعب. والمؤسسة الاكبر التي يستهدفها المجرمون هي قضيه النفط وقضية موظفي النفط وارباب العمل فيه. ان عليكم ان تلتفتوا إلى ان المحافظة على هذا البلد والمحافظة على الاسلام في هذا المجال يعتمد على التزامكم بالاسلام ووطنكم. والخدعة الاولى التي يتبعها المجرمون والمنافقون والمنحرفون النفوذ بينكم وحرفكم وهذه الخدعة هي على رأس برامجكم. وانا آمل ان لا تغفلوا عن هذه الخدع كما صمدتم حتى الان وما يواصل الموظفون وارباب العمل وجميع الاشخاص اعمالهم في هذا المجال الذي يمثل شريان حياة الامة. اعلموا انه كلما جاء المحتالون والسحرة بينكم وارادوا ان يثيروا فتنة ما او خلافا ما، فاعلموا انه اليوم الذي يريدون فيه ان يجعلوكم تحت سيطرة اعداء الاسلام ويحولوكم إلى عبيد لهم.
النفط، شريان حياة القوى الكبرى في المنطقة
ان ما تقوله اميركا في هذه الفترة من الزمن من ان لها اصدقاء في المنطقة ومصالح، علينا ان نرى ما تقول، ومن هم اصدقاؤها ومن كانوا وما هي مصالحها في المنطقة وماذا كان وماذا سيكون. ان لهم اصدقاء كثيرين، لهم من الاصدقاء هم عملاء يعطون الاجور فضلا عن انهم لا يستلمون الاجور. ان اولئك الذين يهبون بسخاء مصالح بلادهم وثروات المستضعفين إلى الاقوياء ويؤمنون مصالحهم، والمراد من المصالح مثل هذه المصالح، المصالح التي تقطع شريان حياتهم اذا ما انقطعت. اصدقاؤهم هم اولئك الذين ان ذهبوا فانهم سيسلبونهم حياتهم ايضا.
ونحن نذكّر جميع البلدان الجارة لنا، البلدان المسلمة، ومسؤوليها الذين يزعمون انهم اسلاميون، ان قصد اميركا من ان لها اصدقاء ومصالح وترى على اثر ذلك اصدقاءها ومصالحها مهددة من قبل الاسلام وايران، ان تلك المصالح ما هي الا الثروات الغزيرة للبلدان الاسلامية وهي نفسها الموارد المعدنية والنفطية في البلدان الاسلامية والمناطق المهمة لهم واولئك الاصدقاء هم انتم فالبعض منكم يقدم الخدمة لهم وتقدمون ازاء هذه الخدمة مواردكم.
ان الشعب الايراني والحكومة الايرانية وجميع المؤسسات الايرانية تريد ان تحرركم من عبء هذه المذلة التي سببوها لكم، فهم يريدون ان ينهبوا مصالحكم والموارد التي يجب ان تنفق لشعوبكم ولاعمار بلادكم انهم يستغفلونكم وتصور لهم اخيلتهم المريضة ان يوقعوكم في المهلكة التي وقع فيها صدام علّهم يستطيعون ان يتخلصوا من هذه الورطة التي ظهرت لهم ببركة الاسلام. ان الشعوب تعلم ان الاسلام هو الاعز والاكثر فائدة لهم، لكل من دينها ودنياها.
ضرورة احتذاء الحكومات بنظام الجمهورية الاسلامية
ان على الحكومات ان تتذكر ان الشعوب تعلم؛ الشعوب التي رزحت لسنين طويلة للتعذيب، التعذيب الروحي، التعذيب الجسدي. ان الشعوب الرازحة في الفقر والمسكنة والتي ينهب الاخرون ذهبها وذهبها الاسود، تدرك ان التوافق مع الجمهورية الاسلامية، يعني اخراج القوى الاجنبية وتسلط الكفار والاطاحة بهم. ان على الحكومات ان تتذكر وتنتبه إلى النظام الحالي في ايران، وليروا هل هو افضل لهم في هذا الوضع الذي يمرون به ام ان هناك نظاما مثل ايران سيظهر ان تغير هذا الوضع؟ لينتبهوا إلى ان ايران اليوم، والحكومة والشعب والمجلس وجميع افراد الجيش وحرس الثورة، يمثلون كلهم وحدة واحدة متضامنة. فان نشبت على حدودنا حرب مفروضة فان شعبنا هذا والعاملين في النفط وسائر المؤسسات هم الذين يدعمون البلد. فكما انهم اغلقوا انابيب النفط في السابق وانتصروا، فانهم سيفتحونها اليوم وقد فتحوها بالفعل وسينتصرون. واذا حدثت مشكلة للحكومة فان هؤلاء الشباب انفسهم وهذا الشعب نفسه من نساء ورجال وصغار وكبار هم الذين يسعون من اجل ازالة الاشكالات.
انكم ترون الحكومات خارج ايران حيث خلقت لنا القوى الكبرى كل هذه المشاكل وحاصرتنا اقتصاديا ودعم هذا الشعب هو الذي افشل تلك المؤامرات. واذا ما كان لكم مثل هذا الوضع، ومان شعبكم معكم مثل الشعب الايراني مع الحكومة الايرانية واجتمعت جميع قواكم وتركزت ووقفت امام القوى الكبرى وكنتم اسياداً لا عبيداً، فكونوا خداما للشعب والاسلام كي تسودوا جميع الحكومات القوية، اليس ذلك افضل من ان تقطعوا علاقاتكم مع شعوبكم وتهجروا الاسلام وتعارضوا مع جمهورية اسلامية تريد ان تكون حرة ومستقلة؟ أو ليس افضل من ان تعارضون شعوبكم وكونوا اذلاء تحت هيمنة الاقوياء الذين يعلنون عندما يحدث ما يتنافى مع مصالحه من ان لهم اصدقاء ومصالح؟ ترى ما هي المصالح التي يمكن ان تكون لامريكا هنا سوى الثروات المربحة؟ ومن هم الاصدقاء الذين يمكن ان يكونوا لها سوى الذين يخدمونها تحت عنوان الصداقة؟ ان امريكا لا تريد اصدقاء بل خداماً. ان امريكا تريد خداما يقدمون لها مصالح شعوبهم ويتسببوا في الذل لانفسهم في نفس الوقت ويتحملوه. اننا وشعبنا وحكومتنا صامدون وثابتون امام كل نزعة سلطوية وسنعارضها ما استطعنا. وانا آمل ان تستمر هذه العنايات التي يتفضل بها الله تبارك وتعالى على هذا الشعب الخادم للاسلام وهذه الخدمة التي يقدمها كل الشعب للاسلام والوطن الاسلامي. واذا كان ذلك متواصلا فان بلدنا سوف لا يصيبه مكروه. وسوف يفضح القوى الكبرى بجميع كيدها الشيطاني.
العنايات الغيبية في الثورة الاسلامية في ايران
ان كل ما رأيناه منذ بداية الثورة وبعد الانتصار وحتى الان كان معجزات. لاحظوا هذه النهضة التي اوجدتها ايران حيث استطاعت ان تخرج من هذا البلد وتهزم مثل هذا النظام الذي يمتد تاريخه إلى الفين وخمسمائة سنة رغم جميع تجهيزاته العسكرية ومعدّاته واسلحته الحديثة ورغم كل تلك التهويلات والاشخاص الاقوياء الذين كانوا يدعمونه؟ واي قوة تستطيع اليوم ان تحقق النصر في جبهات القتال في مقابل كل هذه التجهيزات؟ واي قوة كبيرة بامكانها ان تقذف كل ذلك الرعب والخوف في قلوبهم بحيث نراهم يسلمون انفسهم فوجاً بعد آخر؟ في حين كانوا يعيشون في ملاجئ مجهزة بكل انواع التجهيزات الحديثة وفي المقابل فان اخوتكم كانوا يهاجمونهم في الصحراء بالبنادق البسيطة. ومع ذلك فانهم ارعبوهم إلى درجة بحيث انهم كانوا يلقون باسلحتهم ارضاً ويسلمونها فمن استطاع منهم القى بنفسه في الانهار او هلكوا او خرجوا سباحة ومن لم يستطع وقع في الاسر وسلم نفسه.
هزيمة البلد واسر الشعب عبر بث الاختلافات
اخوتي، انتبهوا إلى ماقمتم به والى المهمة الالهية الملقاة على عاتقكم. لنتبهوا إلى انكم تمسكون بايديكم بشرايين القوى الكبرى والغرب والشرق وان هدف الاعداء الرئيس هو انتم فقد دحرتهم ايديكم القوية وانتبهوا إلى كيدهم ومؤامراتهم التي تجري كل يوم. ليعلم موظفو النفط وجميع العاملين في مجال هذا الذهب الاسود ان الهدف هم ومن مخططات اولئك الذين يريدون ان يهزموا هذا البلد ان يبثوا الاختلافات هنا. كونوا يقظين فالعبودية سوف تعود اليكم ان ظهر اختلاف- لاسمح الله-. لقد كنا نحن وانتم وجميع شعبنا نرزح في ذلك اليوم تحت هيمنة القوى الكبرى عبر هذا النظام الفاسد، فقد كانوا هم ارباب العمل في جميع المواضع وكانوا يعتبروننا مجرد عمال. ان ايديكم القوية وقوتكم الايمانية هي التي اوقفتهم عند حدهم وبعثتهم إلى جهنم. واليوم فان امركم بيدكم والحمد لله وانتم الذين تمسكون بزمام الامور في جميع المجالات وانتم الذين تفشلون جميع الموامرات التي حاكوها. ولقد كانت تلك المقاطعة الاقتصادية نفسها هدية سماوية لكم فقد شغّلت افكار مفكرينا وهم يتجهون الان نحو الكتفاء الذاتي والحمد لله. فلاختصر الحديث ولادع لكم بان يحفظ الله تبارك وتعالى هذه القوة الاسلامية. وان يحفظ الله تعالى يقظتكم ويقضي على اعداء شعبنا ويفشل كيدهم وان تكون السعادة والسلامة والعزة والعظمة من نصيبكم انتم الاصدقاء والشعوب الاسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته