شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

رسالة [تكريم شهداء السابع من تير صمود الشعب الايراني‏]

طهران، جماران‏
الذكرى السنوية لفاجعة 7 تير
تكريم شهداء السابع من تير صمود الشعب الايراني‏
الشعب الايراني‏
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۷۴ تا صفحه ۲۷۶

بسم الله الرحمن الرحيم‏
إنا لله وإنا إليه راجعون‏
بحلول الذكرى السنوية للسابع من تير «1»، تجددت الذكرى قبل تلك الفاجعة وبعدها؛ قبلها متمثلة في الهجمات الوحشية للمرتزقة الأميركيين على الأبناء الحقيقيين للاسلام والثورة والمؤسسات التي كانوا يعملون فيها لتحقيق الأهداف الإلهية، من مجلس الشورى الإسلامي وحتى الشخصيات العزيزة التي كانت متواجدة في الساحة منذ ما قبل الثورة وحتى انتصارها، وكانت تواصل الخدمة والتضحية، وكل الشخصيات التي كانت أكثر فائدة وقيمة للثورة الإسلامية العزيزة، حيث كان ثقل المؤامرات لتحطيم شخصياتهم أكثر، وكان نطاق التهم والافتراءات أوسع. ان اولئك اصحاب القلوب المريضة والمبهورين بأميركا والضالين أقدموا على ارتكاب هذه الجريمة الكبرى في طريق تحقيق الأهداف الشيطانية، ظناً منهم أن مؤامرتهم سوف تتحقق، من خلال ازالة هؤلاء الأعزاء الملتزمين من طريقهم، ظانين أن الشعب المسلم والملتزم سوف يتجه اليهم، وتتحقق أهدافهم الطاغوتية، وبدافع أن كل شي‏ء سوف يتقوض بعد اولئك الشهداء، ويظفرون بالنصر لأنفسهم ولأربابهم الامبرياليين، وحرموا الشعب في لحظات اليمة من سبعين وبضعة مؤمنين ملتزمين من ابناء الإسلام البررة الذين كان كل واحد منهم بمثابة نخلة مثمرة بتضحياته، وإذا بهذه المأساة تتمخض عن مشاهد حماسية عظيمة وانفجارات كبيرة صانعة للانسان. بحيث تجلت في الليلة التي ظن فيها العملاء الأمريكيون أن كل شي‏ء قد تقوض واضطرب وأن الجمهورية الإسلامية قد تم القضاء عليها، تجلى الوجه الإسلامي المضي‏ء من وراء الوجه المشرق لحزب الله، فتقوضت دعائم جميع قصورهم الخيالية وآمالهم الشيطانية. لقد تسبب هؤلاء الأشقياء بانفجار [ظنوا أنه‏] يطفئ نور الله، في حين أن الله القادر ومن خلال اليد المباركة لحزب الله قام بانفجار كردّ فعل له، فبقيت الثورة الإسلامية وجميع مؤسساتها محفوظة كالسدّ الحديدي والصف المرصوص، من عاديات الدهر.
«يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلّا أن يتم نوره ولو كره الكافرون» «2». ترى ماذا كان شهداء السابع من تير العظماء يريدون من جهادهم المستميت وتضحياتهم السخية في سبيل الهدف، سوى انتصار الثورة وسقوط اللواء الشيطاني للكفر والنفاق، وسوى سقوط قناع الرياء والتزوير عن الوجوه الكريهة والوحشية المتظاهرة بالأخلاق والإسلام؟ وحتى لو لم تكن هذه الجرائم البشعة قد وقعت، لبقوا في ساحة اللعبة السياسية بنفس تلك الطبيعة الشيطانية، والظاهر الخدّاع، ولاستمروا دون هوادة في توجيه ضرباتهم إلى الثورة وأبنائها البررة، ولكانوا عقبة في طريق الإسلام والمسلمين المظلومين، ولهزموا الجمهورية بضربة نهائية من أميركا والقوى الأخرى، أو لأخروا الانتصار على الأقل وأطالوا الطريق، ولكن هذه المأساة المحزنة والاستشهادات المتتالية، سرّعت من انتصار الإسلام الثوري.
حمداً لله تعالى الذي أوصل بعناياته الخاصة بلد بقية الله هذا أرواحنا لمقدمه الفداء وشعب حزب الله هذا، في جميع المجالات والمراحل، إلى الانتصار او مشارف الانتصار، وزاد يوماً بعد آخر من قوة الجمهورية الإسلامية ومؤسساتها.
ان الشعب الايراني العزيز الذي كان الجهلة يظنون أنه سيخرج من الساحة بجرائمهم غير الانسانية وقتل شخصياته الكبيرة، والذي لم يكونوا يستطيعون ولا يستطيعون ادراك سر حضوره، ما يزال يمضي إلى الأمام بقدرته الإلهية. ونحن نأمل أن تفتح قواتنا الشجاعة الطريق للزحف نحو بيت المقدس عبر إفشال مؤامرة أميركا الأخيرة لابقاء صدام والحزب العفلقي، وعبر الهزيمة النهائية للحكومة العراقية؛ كما نأمل أن لا نشهد عدم مبالاة بلدان المنطقة، حيث تتعرض كل امكانياتهم لخطر الزوال من خلال هجوم إسرائيل ومذابحها وهجماتها الأخيرة على لبنان المسلم. ولتعلم الشعوب المسلمة أن لبنان العزيز تبتلعه اليوم هذه الدولة المجرمة وجلاوزتها، والبلدان العزيزة الأخرى في المستقبل القريب، وذلك بسبب هذا الصمت القاتل لبعض حكومات المنطقة وهذا الاستسلام المطلق لها أمام أميركا وإسرائيل. وإذا ما وقفت حكومات المنطقة اليوم أمام هؤلاء المجرمين بسلاح النفط وامكانياتها العسكرية، فإن قضية إسرائيل ومن بعدها أميركا وكل متغطرس ناهب آخر، سوف تحل. اننا نعبر عن‏ أسفنا الشديد لأن بعض الحكومات الإسلامية مدت يدها نحو أميركا التي هي المجرمة الأصيلة والمتآمرة الاولى، وإذا بها تطلب خلاصها من هذا الذئب المفترس، وندين ذلك بشدة. ولو لم تكن قضية حرب العراق، والتآمر لجعلنا نغفل عما نحن مبتلون به، وتدبير المخططات لهزيمتنا في كلا الجهتين، لتصرف شعبنا البطل وحكومة ايران الثورية بشكل آخر. ونحن نتوجه لعدة مرات إلى الحكومات الإسلامية، وخاصة حكومات المنطقة، ونطلب منها، ونذكّرها بشكل قاطع، أن تهبّ للمحافظة على شرف الشعوب الإسلامية وأرواحها وكرامتها وأموالها، وأن تتحالف معنا ومع الحكومة السورية والفلسطينيين، وتدافع صفاً واحداً عن عزة الإسلام والعرب وشرفهما، وتقطع بشكل دائمي أيدي هؤلاء المجرمين عن بلدانها الغنية، وأن لا تفوتها الفرصة لأن الأوان سيفوت غداً.
إني أسأل الله جل وعلا العظمة للاسلام والمسلمين واليقظة للحكومات الإسلامية والعزة والشرف للبلدان الإسلامية والرحمة لشهداء الإسلام على طول التاريخ وخاصة شهداء السابع من تير، والصبر والسلوان للشعب الايراني وذوي الشهداء. ورغم أنني أرى المن- زلة الرفيعة والقدر الجليل لجميع الشهداء وخاصة شهداء السابع من تير، إلّا أن معرفتي للشهيد المظلوم بهشتي وأبعاده المختلفة والشهيد محمد منتظري وجهاده المرير، أكثر، ولا أستطيع اخفاء أسفي الشديد على فقدانهما. إنا لله وإنا اليه راجعون. والسلام.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-في السابع من شهر تير سنة ۱۳۶۰، بعد عزل أبوالحسن بني صدر عن رئاسة الجمهورية وتحالفه هو ورفاقه مع منظمة المنافقين، وعلى إثر اعلان منظمة المنافقين لمواجهتها ولجوئها إلى الاشتباكات المسلحة في الشوارع والاغتيالات العديدة، استشهد على اثر انفجار قنبلة من قبل أحد العناصر المتسللة لهذه المنظمة في مقر المكتب المركزي للحزب الجمهوري الإسلامي«الواقع في منطقة سرجشمة بطهران»-۷۲ من المسؤولين الرفيعي المستوى في الحكومة الإسلامية ومنهم الشهيد المظلوم بهشتي«رئيس الديوان العالي للبلاد»-وعدد من ممثلي المجلس، والوزراء والمساعدين، ومسؤولي السلطة القضائية ومديري البلاد البارزين. «۲»-سورة التوبة، الآية ۳۲.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: