بسم الله الرحمن الرحيم
تطالعنا اليوم وجوه كبار العلماء المحترمين وأساتذة الجامعة والحوزة العلمية. وان التربية والتعليم ركنان أساسيان في جميع المستويات العلمية سواء كان في الجامعات أو في المراحل الادنى حتى مستوى محو الامية الذي نأمل النجاح فيه والقضاء على الامية في البلاد، وقد أكد الإسلام على كلا الركنين ولكن كان تأكيده على التربية وعلماء الجامعة والحوزات العلمية أينما كانوا لانهم معنيون بهذين الركنين، ركن التعليم والتربية العلمية وركن التربية، التربية الأخلاقية وتهذيب النفس والشعب الذي يتلقى التربية والتعليم يصبح نموذجياً.
خصوصيات التعليم والتعلم في القرآن والحديث
والآن نتحدث عن الجانبين، التربية والتعليم. فقد وردت مسألة التعليم والتربية العلمية في شتى المواضع من القرآن الكريم وأحاديث الأولياء، من الرسول الأكرم (ص) إلى سائر أئمة الهدى (ع) وتم تكريم العالم بمعناه الواسع، وجرى الحثّ على وجوب طلب العلم ولو كان في» الصين « «1». أي يجب الاستفادة من علم البلاد النائية التي ليس لها اطلاع على الإسلام ايضاً، ومن المهد الى اللحد «2». وهو تأكيد ايضاً على ان التعليم لا يقتصر على سن معينة ولا يستغني عنه أحد. وان العلم حقيقة غير متناهية، واذا ما درس الانسان العلم فانه لا يستطيع استكماله لذلك ينبغي عليه السعي في جميع مراحل العلم أي اننا نحتاج الى ان نتعلم عن بعضنا البعض ونحتاج جميعا الى التربية والتعليم، ولا يستغني الإنسان عن العلم قط. وعلى كل من يريد طلب العلم الا يقول كفى، إذا وصل الى حدٍ ما، وكل من يظن هذا، لم يدرك ماهية العلم فالعلم في كل فرع حقيقة لا نهاية لها وغير متناهية، ولذلك ينبغي طلب العلم طوال حياتنا، وأن نربي الآخرين علمياً، ونرفع المستوى المعلوماتي لدى الناس. والان ينبغي علينا حيث نتصدى لهذه المسالة تطوير حركة مكافحة الأمية في البلد الذي لم يوفق في ذلك حتى الآن، وينبغي العمل على رفع مستوى الدراسة من الروضة الى الثانوية فصاعداً وفي الجامعة. والا يكون الهدف نيل شهادة التخرجوانما طلب العلم، حتى ان اساتذة الجامعة بحاجة الى التعليم والتعلم وكذا الامر في الحوزات العلمية ولا ينبغي الاكتفاء بحد معين من التعلم بل ينبغي العمل حتى النهاية والفائدة هي متبادلة فالمعلم يتعلم من تلميذه كثيرا من الامور لان اجواء التعليم مفتوحة للجميع لطرح آرائهم بحرية ورفض رأي الاستاذ اذا لم يقتنع به التلميذ وهذا يعني التربية العلمية. والعلم هو كالموجود الشريف الذي يتمنى الجميع لو انهم يمتلكونه. ففطرة الانسان لا تتوقف عند حد. ولو فرضت انك تعلم جميع العلوم المادية والمعنوية ثم تسمع ان في مكان ما علماً آخر، فان فطرتك تطلبه ايضاً، فالفطرة غير متناهية في كل الأمور، وان أهمية العلم أمر يعرفه الجميع.
نتيجة التعليم بدون التربية الروحية
لكن علينا أن نعرف كيف تكون التربية والتعليم، الأخلاقي والمعنوي وكيف يكون تهذيب النفس، فلو فرضنا أن جامعتنا أو المدرسة الفيضية تعرف العلوم بشكل واسع، أو تدرس ايضاً، ولكنها اذا كانت تخلو من التربية الروحية وتهذيب النفس والأخلاق، فما الفائدة من هذه التربية العلمية الخالية من تربية روحية ومعنوية تخدم البلاد والشعب والإسلام العزيز؟ وما الذي يستفيده الشعب من ذلك؟ فالعلم ينبغي ان يكون مقرونا بالتربية الروحية وتهذيب النفس والاخلاق. فإذا لم يكن العلم مقرونا بالتربية المعنوية، فكم يكون هذا العلم سبباً للفساد؟ والعالم وأستاذ الجامعة اللذان لا يتحليان بتهذيب النفس لا يمنحان سوى الفساد. وقد تعرض شعبنا على مدى التاريخ للكوارث لان العلم لم يقترن بالتربية الاخلاقية والدينية والمعنوية، فاذا وجد ركنا العلم والتربية المعنوية في الجامعة، تمخضت عن هذه الجامعة عن نتائج سليمة وراقية وبناءة ايضاً ولم يكن بلدنا يعاني مما يعاني منه الآن. وقد كانت جميع المشاكل ناجمة من الانحرافات الاخلاقية وانعدام تهذيب النفس، كما أن كل ما يصيب البلاد من مصائب وكل هذه الأفكار التي تُبتدع إنما تصنع ما يهلك الناس كالمدفع والدبابة والصاروخ وأمثالها. كل ذلك لأنهم لا يملكون التربية الروحية وليس لأن هؤلاء مسيحيون لان المسيحي يلتزم بتعاليم السيد المسيح (سلام الله عليه) التربوية وليس لانهم يهودا فاليهود تربوا على تعاليم موسى (عليه السلام) وهكذا المسلمون الذين تربوا على تعاليم الاسلام الروحية. وهناك الكثير ممن يدعون انهم يريدون السلام للعالم، والدول العظمى اكثر ادعاءاً من الجميع بأنهم يريدون السلام للعالم، والانبياء كانوا يدعون الى هذا ويريدون السلام للعالم. ولكن ايهما كان صادقاً؟ ففي إذاعه اسرائيل برنامج يدعي ان جميع الصهاينة والمجرمين يعملون من اجل الله والحقيقة والسلام وانهم جميعا حماة المظلومين!! فهذا ادعاؤهم، وذلك عملهم! وامريكا هي الاخرى تدعي ذلك ويؤدون في كنائسهم الطقوس الكنسية ويرددون كلام الكنائس، ولكن ما الذي يقومون به عملياً؟ وأنتم ترون، وأنا أتعجب، فالمسيح كان مع تهذيب النفس والدعوة الى التربية الروحية ولكن اتباعه أسوأ من اليهود ايضاً، مع انه لا يمكن القول ان هناك أسوأ من اليهود (أقصد اسرائيل)، فماذا حدث حتى أصبح اتباعه رؤساء البلاد ويحرقون البشر؟ الجواب هم انهم غير مهذبي النفوس وان علمهم هو علم السياسة والصناعة وهم يملكون كل شيء إلّا ما يجب ان يتحلوا به من تهذيب النفس الذي يفيد البشر ولا توجد فيهم لا أخلاقية المسيح ولا أخلاقية موسى الكليم ولا أخلاقية الاسلام.
وان جميع اعمال التخريب التي تتعرض لها البلدان يأتي من علماء الجامعات الذين يصنعون الصواريخ والطائرات وهي مصدر كل هذه الخرائب وكل ما يصيب البشر لأن علمهم لا يقترن بالتهذيب.
افتراض تهذيب العالم من دون التعليم
ولو فرضنا أن البشر كانوا مهذبين، ولم يكونوا علماء، لعاشت الدنيا في أهدأ حال، ولكن البشر سيكونون متخلفين جداً بدون علم وسيصابون بنقص كبير. ولكن اذا كان العلم بدون تهذيب لهلك البشر فان من مصلحة البشر ان يكون العلم الى جانب التربية ولكن تبقى التربية هي الاهم- ونحن هنا نستثني الأنبياء من البشر-. وحينما نرى البشر الآن في خير، إنما ببركة تربية رسل الله الروحية هذه، وتكرار هذه التربية- رغم أن الجميع لم يتقبلوها- سيلقي على الدنيا أنواراً باهرة حيث تعيش جماهير الضعفاء من الناس بخير، وقلّما يكون الفساد بينهم. فإن عملتم على تعليم صغارنا، وكان هدفكم توفير العلم لهم، ولا تعملون لتهذيب أنفسهم وتربيتها، فلن تنجحوا في عملكم، أي أنكم لم تقوموا بعمل ايجابي لبلدكم، واذا كان همّ أساتذة الجامعةاعطاء الدروس فقط ولم يكن الى جانبها التربيةوالتعليم فإن الذين يتخرجون من الجامعة سيفسدون، وكذلك الحوزات العملية. فلو كان في الحوزات العلمية القديمة تعليم العلوم فقط ولم يكن التهذيب والاخلاق والتعليم المعنوي، فسيتخرج منها أفراد يخربون الدنيا ويدمرونها، اذن فان ركني التربية والتعليم مقترنان، واذا اجتمعا معا يمكن عند ذاك الاستفادة من الجامعة ومن الحوزات العلمية ومن جميع مستويات التدريس والتعليم.
التعليم والتربية جناحان للطيران
بناء على ذلك يكون الامر المهم هو تربية روح الاطفال الصغار الى جانب التربية العلمية فاذا دخل العلم الى قلب وعقل فاسدين فان ضرره يكون أشد من الجهل، والجهل هو فقدان لشيء عظيم، ولكنه غير ضار. على عكس العلم، فانه اذا افتقر الى الرؤية الأخلاقية والروحية والإلهية، أوصل البشر الى الهلاك. وقد اكد الانبياء كثيرا على التربية وارادوا ان يهذبوا الناس اكثر مما ارادوا تعليمهم لان فائدة التربية اكثر وقد كان العلم موضع اهتمام الانبياء جميعا لكنهما يجب ان يكونا معاً فالتهذيب والتعليم جناحان، فإذا أراد شعب أن يطير نحو السعادة، عليه أن يطير بكلا الجناحين. ويحدوني الامل ان يحافظ اساتذة الجامعة وعلماء الحوزات العلمية على هذه العلاقة.
ان من الخيانات التي حدثت في هذا البلد، فصل الحوزة العلمية عن الجامعة. فالأساتذة يخافون من العلماء، وحوزاتنا تخشى الجامعات، وحينما يدخل العلماء الى الجامعة، ويدخل أساتذة الجامعة الى الحوزات، يدركون عندئذ أي جريمة اقترفت بحق هذا البلد!! فحينما كان يذهب كل منهما إلى حيث الآخر، يرى نفسه غريباً، وفي بيئةٍ سيئة. وكان السبب في ايصال الامر الى هذا الحد هو انهم كانوا يخشون ان يكون هناك تقارب بين هاتين الفئتين وقد بذلوا جهودا اعلامية كبيرة من اجل زرع الخوف بينهما لانهم يرون في التقارب بين الحوزة والجامعة والتفاهم بينهما انعكاسا لماهية الاسلام، وعملوا من اجل زرع العداوة بين هاتين الجبهتين اللتين تستطيعان حفظ البلد وانقاذه من المشاكل، ليصلوا من ذلك إلى هدفهم. وقد رأينا كيف أنهم حققوا ذلك. ان كل تلك الدعايات السيئة انما كانت لأنهم كانوا يخافون، لكن اذ التقى أساتذة الجامعة علماء الحوزات العلمية وأساتذتها، ورأوا ما هو الإسلام، عندها لن يصابوا بالخوف، وسيدركون حجم المصيبة التي عانيناها في هذه الفترات ولاسيما في السنوات الخمسين الاخيرة لأننا كنا أعداءاً لأخوتنا ويعمل كل منا لاضعاف الآخر. فلا تغفلوا عن ضرورة إقامة العلاقة بين الجامعة والفيضية لتتمكنوا من حفظ بلدكم. واذا ما سعى الاساتذة الجامعيون ومعلمو الثانويات والمدارس، لتعريف الطلاب والتلاميذ بالحوزات العلمية، وسعى العلماء وطلاب الحوزة للتقريب بين الحوزة والجامعة، وإذا غدت هاتان الفئتان من العلماء صالحتين ومنسجمتين، فلا يمكن لبلدنا ان يعاني أي نقص «إذا فسد العالِم، فسد العالَم» فالعالِم يفسد العالم وليس جماهير الناس.
بيان قمة فاس
إننا الآن نعاني من علماء هاتين القوتين العظيميين بالإضافة الى ما نعانيه من علماء بلادنا الاسلامية الفاسدين فانتم تعلمون ما جرى في «فاس» «3» ثم ما فعلت اسرائيل من انتهاكات واعتداءات بعد ذلك فهل صحيح ان المجتمعين لم يعترفوا بها؟ وهل يكفي الادعاء بعدم الاعتراف حتى يقال انهم لم يعترفوا؟ أم انهم اعترفوا بها وتجاوزوا ذلك؟
حينما تطلب البلاد الاسلامية من مجلس الأمن ان يتدخل ويوفر الأمن لجميع بلدان المنطقة، أيعني هؤلاء ان اسرائيل من بلدان المنطقة؟ فإن كانت كذلك فهل استثنيت في قمة فاس؟ لم يحدث اي إستثناء، وهي من بلدان المنطقة ايضاً حسب المجتمعين وحينما قالوا جميعاً يجب توفيرالامن لاسرائيل شأنها شأن الحجاز ولبنان والبلدان الاخرى وان تكون آمنة، بحيث يتدخل مجلس الامن اذا ارادت احدى هذه الدول الاعتداء على الاخرى، فهذا معناه أنه اذا أرادت إحداها الاعتداء على اسرائيل ان يحول مجلس الأمن دون ذلك تبعاً لقرار جميع هؤلاء السادة الذين اجتمعوا في فاس. وهذا ضمان لإمن اسرائيل بالإضافة الى الاعتراف بها، والآن ما فعلت اسرائيل بعد ذلك البيان؟ وماذا جرى في الكنيست الاسرائيلي؟ لقد قامت إسرائيل بعد ذلك بتلك الجريمة، ولاتزال مستمرة فيها حتى الآن. لقد قال بعض هؤلاء ان امريكا اعترفت بارتكاب اسرائيل مذبحة في لبنان فاذا كان زعيم الجزارين يقول ان اسرائيل ارتكبت مذبحة، فكم هي مروعة هذه المذبحة التي وقعت هناك؟ وما الذي جناه شعب لبنان وسكان بيروت المظلومين وغيرهم؟ فكيف يضمن هؤلاء أمن من لا يعبأ حتى بمشروعهم.
إنني أريد ان اقول كلمة وهي اذا كانت اسرائيل قد قالت كلمة صحيحة طوال عمرها فهي قولها انه لا قيمة للنظر في هذا البيان، فلو كان له قيمة هل كانت إسرائيل تقول ذلك؟ ان اسرائيل تفهم جيداً معنى البيان المذكور وتدرك انهم اعترفوا بها وضمنوا امنها أو ان قولها بأن البيان لا قيمة له يعني ان الموقعين عليها لا قيمة لهم. فهؤلاء السادة ناصروا من أهانهم وحطّ من قدرهم بهذا الشكل ثم أشعل النار ببيروت وجنوب لبنان. والآن لا تسمح السلطات في الحجاز برفع شعار: الموت لإسرائيل، ولا تسمح للجماعات التي تريد أن تشتكي من أجل الإسلام وعند نبي الإسلام وأمام الله تبارك وتعالى، أن تشتكي، بل يطلبون من اللبنانيين، ان يتلقوا الضربات، ويقدموا القتلى، دون ان ينبسوا ببنت شفة!! ت. ولكن هل يعلم الذين يقولون أنهم لم يعترفوا باسرائيل، أنهم فعلوا ما هو أكثر من الاعتراف؟ فاذا كانوا لا يعلمون فما يمكن ان يقال لهم؟ وان كانوا يعلمون فكيف يقبلون مثل هذه الإهانة؟ والآن يقوم رجال الشرطة في الحجاز باعتقال الشباب والشيوخ والنساء وألاطفال مناصرة منهم لأمريكا واسرائيل. أليس هؤلاء مسلمين؟ فماذا كانوا يهتفون به سوى الموت لامريكا والموت للسوفيات والموت لاسرائيل؟ اذن هولاء ليسوا مسلمين أصلًا ألم ياتوا لعبادة الله؟
الشعوب تعشق ايران
الهي ما نفعل لهذه الشعوب المظلومة التي تعيش تحت وطئة نير هذه الحكومات؟ بماذا نجيب هذه الشعوب؟ الهي ما نفعل بهذه الدول التي تحمل اسم الاسلام وتتحمل كل هذه الاهانات ولا تنبس ببنت شفة؟
على الشعوب ان تستيقظ وتدافع عن نفسها، فلا تجلس بانتظار حكوماتها للقيام بهذه الأعمال. ونحن لو كنا نجلس وننتظر آريامهر «4» ليفعل لنا، شيئاً لكنا اليوم أسوأ حالًا من ذلك الزمن. فشعبنا لم يجلس ليفتح له بوابة الحضارة. «5» بل أمسك بذنبه وطرده وتولى نفسه زمام الأمور. واليوم ونحن نجلس هنا نختلف كثيراً عما كنا عليه قبل سنة أو سنتين والشعب يسير نحو الرقي في كل شؤونه. فلو لم يتقدم هذا البلد إسلامياً- وطنيا، فلماذا تعارضه جميع القوى العظمى؟ ولقد حدثت ثورات كثيرة الا ان ثورتنا يعارضها الجميع مما يعني ان شيئا ما حدث في ايران وهو تطبيق نهج الاسلام الذي يرفضونه لان الاسلام يرفض اليمين واليسار وهم يخافون من هذا النهج ويخشون ان يسري ذلك الى الدول الاخرى وقد سرى ولله الحمد. فتابعوا العمل به لتدرك الدنيا ماذا فعلتم، ولتحبطوا الدعايات الاجنبية الواسعة. فالآن تطلق الدعايات ضدكم في جميع أرجاء الدنيا، غير ان الشعوب الضعيفة التي سمعت كلامكم. تتفق معكم، وأولئك الذين ذهبوا الى خارج البلاد، سيقولون حينما يعودون: ان جميع الشعوب تعشق ايران. وتعلق الآمال على ايران. فليصمد شعبنا. فبالصمود ستستمر هذه الثورة وستتنتقل الى كافة الأرجاء. عليكم ان تتخذوا نهجاً لتصمد هذه الجماهير في ثورتها فهذه الثورة أمر الهي، وقد قال تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ «6» وحول هذه الآية يقول الرسول الاكرم (شيبتني سورة هود) لان الآية ارادت الاستقامة من الشعوب. ولا يقصد النبي في حديثه انه كان يخاف على نفسه بل كان يخاف من ان نستقيم نحن. فاذا دبّ الضعف في النفوس فهذا يعني فقدان الاستقامة كذلك هي حال هذه النهضة الالهية.
كما ان الرسول الاكرم (ص) حقق النصر بيد خالية. وعمّ نوره كل مكان، وانتم ايها الشعب بدأتم بعد ذلك النظام الفاسد من لا شيء أي كل ما كان كان خراباً وأنتم بدأتم بإصلاحه، ولكن لا تتركوا رفاقكم في منتصف الطريق، فلا يحدث ونحن قد وصلنا الى هنا، ان ننصرف الى اعمالنا الاخرى، علينا أن نضع على رأس قائمة أعمالنا هذا الأمر الإلهي: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ. ولقد استقام شعبنا في ثورته وانتصر الى حد الآن. لقد اصبحتم معروفين في الدنيا، وحكومات الدنيا تعرفكم بشكل ما. وتخاف من أن تصبح شعوبهم يوماً مثلكم، فأنتم منتصرون حتى الآن، فاستقيموا لتنالوا النصر النهائي، هذبوا أنفسكم، وهذبوا أولادكم وشبانكم، بدءاً من أحضان الأمهات حتى الجامعات، وفي كل مكان. فاذا ما هذبتموهم وزدتم من إيمانهم، استقاموا. فلا ينحرفون ولا يقفون في منتصف الطريق.
وليعلم المعلمون انهم إن سلّموا هؤلاء الأطفال مؤمنين الى الجامعة، وسلمتهم الجامعة مؤمنين للشعب، فإن بلدكم سينجو من كل المصائب. والذين يخلون بهذا الامر، هم عملاء إحدى القوتين، ويخونون الشعب، وان وجدتم أنهم يريدون إحداث الفرقة بين المدرسة الفيضية والجامعة، فاعلموا ان للاجنبي يداً في ذلك. وقد كانت مصائبنا كلها من هذا النظام الذي تخلصنا منه فجاءتنا الحرب بمشكلاتها رغما عنا ولكننا انتصرنا فيها ولله الحمد.
حفظ الله هذا الشعب والحكومة والمجلس ورئيس الجمهورية وهؤلاء الوزراء، ليعملوا من أجل الشعب، وحفظكم الله أيها التلاميذ والعلماء الذين يعلمونهم ويربونهم، وحفظ أساتذة الحوزة العلمية الذين يربون الآخرين للشعب. وأرجو من الله ان يمنح الصحة والسعادة للشعب، ويرعاه في الدنيا والآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.