شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

رسالة [إلی رئيس الجماهيرية الليبية]

طهران، جماران‏
اتحاد الدول الإسلامية وضرورة التحلي بالحذر والثبات في مواجهة المؤامرات الأميركية
معمر القذافي (رئيس الجماهيرية الليبية)
جلد ۱۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۱۰ تا صفحه ۲۱۱

بسم الله الرحمن الرحيم‏
العقيد معمر القذافي، رئيس الجماهيرية الليبية المحترم- وفقه الله لمرضاته.
السلام عليكم ورحمة الله.
بعد التحية والاحترام. تلقيت رسالتكم الكريمة. لقد سعى الشعب والحكومة الإيرانية منذ انطلاقة الثورة الإسلامية الإيرانية على الأيدي المقتدرة للشعب العظيم بالاتكال على الله تبارك وتعالى، وبعد إزالة النظام الشاهنشاهي الفاسد الذي ارسى دعائم ظلمه واستبداده طوال التاريخ على اكتاف المحرومين والمستضعفين، وقطعِ دابر الناهبين الدوليين والمجرمين عن وطننا الإسلامي وإقامة الجمهورية الإسلامية بوحي من قوانين الإسلام السماوية؛ لقد سعى الشعب والحكومة، واتباعاً لأحكام الإسلام، إلى مدّ يد الأخوة إلى جميع الدول الإسلامية بحكم الأخوة المنصوص عليها في القرآن المجيد، والعمل على إنقاذ البلدان الإسلامية عبر توحيد الكلمة واتحاد صفوف المسلمين، من شرّ القوى الكبرى المتغطرسة ومؤامرات الناهبين والمجرمين. وقد رأى الجميع أية معجزة تحققت بفضل اتحاد شريحة صغيرة لا تتجاوز ال- 35 مليوناً وتمسكها بالقرآن المجيد والإسلام العزيز، حيث استطاعت أن تهزم كل القوى الكبرى والصغرى التي كانت تدعم محمد رضا المخلوع ونظامه الشاهنشاهي القوي.
ومما يؤسف له أن معظم الدول الإسلامية لم تستجب لنداء هذا الشعب المسلم الثوري الذي يتطلع إلى احياء مجد الإسلام والحياة الحرة الكريمة المزدانة بالقيم المعنوية الإنسانية. بل عملت وتعمل على اضعاف الجمهورية الإسلامية عبر أعلامها وأكاذيبها المسمومة.
إننا غير قلقين من الإعلام الذي تشنه أميركا وإسرائيل ضدنا، فقد تلقى هؤلاء صفعة من الجمهورية الإسلامية وفقدوا مصالحهم غير المشروعة وهم حاقدون على الإسلام والمسلمين. إننا نأسف لمعارضة وعداء بعض دول المنطقة للإسلام وللجمهورية الإسلامية التي قامت باسم الإسلام، وأن تكيل لها كل يوم كل هذه الاتهامات والافتراءات. انه لمن المؤسف أن يكون موقف بعض الدول التي تدعي الإسلام، متضامناً مع أميركا وإسرائيل وتحاول بث الفرقة والتناحر بين المسلمين في الوقت الذي يدعو فيه الإسلام والقرآن الكريم المسلمين إلى الوحدة وينهاهم عن‏ الفرقة والتنازع «1».
إن ما يدعو للعجب حقاً هو أن أميركا التي تدعم إسرائيل الغاصبة وتكن عداءً وكراهية للشعوب العربية وحكوماتها ولا تكف عن تهديدها، وفي ذات الوقت الذي اوقفت فيه الحكومة والشعب الإيراني النبيل تزويد إسرائيل بالنفط، واعلنا عن دعمهما للشعوب العربية وحثها على معارضة أميركا والصهيونية، وبدلًا من أن تتضامن الدول العربية مع إخوتها في الإسلام بنص القرآن الكريم وتمد لهم يد الأخوة والاتحاد وتتكاتف مع أقوى دول المنطقة وأكثرها تمسكاً بالإسلام وكسبها لصالحهم ضد أعداء الإسلام؛ نرى هذه الدول تتضامن مع أميركا وإسرائيل وتحرص على صداقتهما، ولا تتوانى عن كيل التهم وترويج الاشاعات ضد الجمهورية الإسلامية وجعلها تتألم منها.
إنني اشكر فخامتكم إذ لمستم هذه الحقيقة وعاديتم أميركا وإسرائيل، وحرصتم على علاقاتكم مع الدول الإسلامية المتمسكة بأحكام الإسلام. وان الشعب والحكومة الإيرانية يقفان إلى جنب حكومتكم وشعبكم وجميع المسلمين المتمسكين بالإسلام، فهما صديق (لأصدقاء الإسلام)، وعدو (لأعداء الإسلام). واننا نؤمن بأن نفوذ الدول الكبرى لا سيما أميركا في الدول الإسلامية مادام باقياً، فليس بوسع المسلمين تجسيد قيمهم الإسلامية والإنسانية. وأنا اطلب منكم ومن أصدقائكم أن تنصحوا الحكومات الإسلامية خاصة الدول العربية بالاستجابة لنداء الله تعالى والتمسك بالأخوة الإسلامية.
وأخيراً أود التذكير بأن اصرارنا على هذا الأمر الإسلامي نابع من طاعتنا لأمر القرآن المجيد، وإلا فان إيران العظيمة وبفضل هذا الانسجام الذي تتمتع به الحكومة والشعب، وثقتها بالله سبحانه وتعالى، ستتمكن من تأديب صدام المعتدي وتجعله يندم على اعتدائه على البلد الجار المسلم ليتشبث بالعدو والصديق بكل ذلّة. وعلى الرغم من أن الكثير من الدول الكبرى ودول المنطقة اللاهية، قدّمت له بكل سخاء المساعدات المالية والتسليحية وكافة التجهيزات ولكنها لم تستطع أن تنقذه من هذا الفخ الذي صنعه بنفسه. والتاريخ ملي‏ء بالدروس والعبر لأولي الألباب.
وفي الختام، نعلن عن دعمنا لبلدكم وسائر البلدان المتمسكة بالإسلام، وندين الاعتداءات الإسرائيلية المناهضة للإنسانية لا سيما ضمّ مرتفعات الجولان إلى الأراضي المغتصبة، والاعتداء على المظلومين في جنوب لبنان. واشكركم على النصيحة الأخوية بشان الموضوع المذكور، ولكن ربما هناك أمور خافية على فخامتكم بهذا الشأن وسيقوم المسؤولون الإيرانيون بتوضيح ذلك للتعرف على حقيقة ما يجري في بلدنا. على أمل وحدة كلمة المسلمين في مواجهة الظالمين. والسلام عليكم ورحمة الله.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۰۳:" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: