شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [ضرورة العلاقة مع الدول‏]

طهران، جماران‏
ضرورة العلاقة مع الدول‏
علي أكبر ولايتي (وزير الخارجية) ومعاونوه، السفراء والقائمون بالأعمال في قارتي أوروبا وأمريكا
جلد ۱۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۸۶ تا صفحه ۸۹

بسم الله الرّحمن الرّحيم‏

لزوم اليقظة تجاه مؤامرات الشياطين وإيحاءاتهم‏

أشكر جميع السادة الذين تجشموا العناء وتفضلوا بالحضور هنا وفقهم الله- إن شاء الله- لخدمة الإسلام والشعب الذي يثبت ازاء ضغوط الأجانب والدول الطاغوتية. يجب علينا التنبّه لتآمر الدول العظمى والمرتبطين بها وأن لا نقع تحت تأثيرها، وعلى شعبنا أن يكون يقظاً لأنَّ مثل هذه الأمور كانت موجودة منذ القدم بالنسبة لبلد صَمَّمَ منذ البداية على الاستقلال وعدم الخضوع لسلطة الآخرين وأن لا يجلب المستشارين من الخارج وأن يحكم نفسه بنفسه. عند ما كنت في باريس جاء شخص من أمريكا بصفة تاجر لكنه تبين فيما بعد أنه ليس تاجراً بل فاجر، وقال لي: ليس من المصلحة أن تذهب إلى إيران، وجاءت مجموعة أخرى بعضهم أناس صالحون وبعضهم فضوليون فقالوا: حافظوا على الملكية والقانون الأساسي وليبق الشاه ملكاً لا حاكماً، وتفوّهوا بكلمات من هذا القبيل، وهؤلاء أيضاً واهمون. وعند ما ذهب الشاه طرحوا علينا بالنسبة لبختيار العرض نفسه وقالوا: دعوا بختيار وشورى السلطنة يبقيان، ثم وجدوا فيما بعد أنَّ هذا لم يحصل. أمّا بالنسبة لتأخير عودتنا فقد قاموا بمحاولات عديدة كالقول بأنه ليس من المصلحة الآن ومن الممكن أن يحصل ما لايحمد عقباه. ثم جئنا إلى إيران وتفاقمت الأمور فإحدى مؤامرات هؤلاء مثلًا أن هذا الجيش طاغوتي فيجب أن نحلّه ونشكل جيشاً جديداً غيره، وكان واضحاً أنهم يريدون التآمر لكن خطتهم قد فشلت. وترون الآن أنَّ الجيش قد تغيّر ما عدا أشخاص كانوا فاسدين وفرّوا من البلاد أو اختفوا، أمّا الآخرون فيواصلون الخدمة، أمّا لو كان الأمر قد تحقق- لا سمح الله- لكنا قد اندحرنا.

لزوم الارتباط بالدول والشعوب‏

لقد سمعت الآن أنهم يخططون لمؤامرة أخرى، وهي أنهم يقولون: لماذا نقيم علاقات مع الدول؟ علينا أن نتَّجه نحو الشعوب ولا حاجة لنا بالحكومات على الإطلاق! وهذه دسيسة أخرى قد أتبعت أخيراً. إنَّ القوى العظمى وأمريكا تتصور أنَّ إيران بالثورة التي قامت بها وبطلبها الاستقلال والحرية، الذي هو شئ جديد بالنسبة لها والتي قد حصلت عليه خلافاً لرؤية الدول كلها، ستضطر إلى الانزواء والعزلة وعند ما تنزوي فسوف لن نتمكن من الحياة والبقاء، وقد رأوا أنَّ هذا لم يحدث، وأن علاقات إيران بالعالم الخارجي قد ازدادت. ولما رأوا ذلك صاروا يرددون نغمة أنه ما لنا والحكومات والدول. هؤلاء كلهم ظلمة؟ وأمثال هذه الأقوال وأنه علينا أن نقيم علاقتنا مع الشعوب. وهذه خطة جديدة وخطرة جداً ومؤامرة دقيقة. إنَّ علينا أن نفعل كما فعل النبيّ (ص) في صدر الإسلام حيث كان يرسل السفراء إلى كل مكان ليقيم علاقات مع الدول. لذلك لانستطيع أن نقعد ونقول: ما لنا والدول؟ هذا خلا ف العقل والشرع، وعلينا جميعاً أن نكوّن علاقات وروابط مع الجميع، غاية الأمر أنَّ هناك إستثناءات لبعض الدول ونحن لا نقيم معها علاقات الآن. أمّا أن لا تكون لنا علاقات مع الجميع فهذا ما لا يقبله عقل ولا إنسان إذ معنى هذا أن نفشل ونندحر ونفنى وندفن إلى الأبد. يجب علينا أن نوجد لنا روابط وعلاقات مع الدول والشعوب لنتمكن من إرشادهم. بهذه الروابط نرشدهم، ونحذر صفعات من لا نتمكن من إرشادهم، على هذا أوصيكم بتقوية علاقاتكم وإحكامها اينما كنتم فتبادلوا الزيارات مع مسؤولي الدول. حيث إنَّ رئيس الجمهورية عند ما يزور عدة دول، ويذهب رئيس الوزراء والسيد الدكتور ولايتي كذلك- وهذا هو الحق- سيفهم هؤلاء أن لإيران علاقات وروابط مع العالم.

علاقاتنا مع الدول تقوم علي أساس حفظ الاستقلال‏

إننا بالطبع مع المظلومين أينما كنّا، ونود أن يتغلب المظلومون على الظالمين جميعاً. وليتنبّه السادة إلى أن لا تكون العلاقات كسابق عهدها إذ كانت ذات اتجاه واحد، علاقة السيد بالمسود سواء كانت في عهد القاجار أو عهد رضا خان وهلم جرا. وقد رأيتم منذ البداية أنَّ الأمر هكذا كان، فعند ما كان يأتي سفير من بريطانيا أو أمريكا لم يجرؤ أي أحد بالتفوه حتى بكلمة واحدة تتعارض ومصالحهم. لكنَّ إيران اليوم ليست هكذا، ولا نعلم أنَّ بلداً يكون هكذا مثل إيران بحيث إنَّ الدنيا بشرقها وغربها تعلقت أنظارها به وكان مستقلًا ويقول: لا حاجة لنا بأمريكا ولا بالاتحاد السوفيتي. الا يوجد هكذا بلد مثل إيران يقول كل ذلك. نحن مستقلّون، وكون أنَّ لنا علاقات مع الدول كلها يعني أنها علاقة صداقة لا رابطة الراعي بالرعية. نحن لا نريد هذه العلاقات إن كانت هكذا. نحن نريد أن نحافظ على استقلالنا ونعيش في هذا العالم ونسير بالإسلام نحو الأمام. هذه العلاقات يجب أن تستحكم يوماً بعد يوم. وعليكم أنتم منذ البداية أن تفهموا هؤلاء بأنّنا لا نريد أن تكون علاقاتنا كما كانت على عهد الشاه، بل نريدها إسلامية خاصة بحيث لا نظلِمُ ولا نخضع للظالم. فلم يكن الإسلام ظالماً ولم يخضع للظلم.

العلاقة مع أمريكا يجب أن تكون مشروطة

و لتعلموا أنَّ القدرة التي أوصلتكم إلى الاستقلال والحرية إنَّما كانت قدرة الله تعالى، وما دامت هذه العناية الإلهية محفوظة لن تستطيع أية قوة القيام بأيّ عمل. كماأنَّ هذه الحرب التي شُنّت علينا والمساعدات التي انهالت على عدوّنا من كل حدب وصوب، لم تمنع شعبنا وشبّاننا وكل بلدنا من الوقوف في وجهها.
نحن سنقاوم وسنقف للدفاع حتى آخر لحظة، وأن سعة الدعايات المضادّة لنا لاتعرف الحدود وحين أرسلت فرنسا تلك الطائرات إلي العراق كم أعلنوا أن الأمر قد انتهى وأن صداماً سيسوي جزيرة خرج «1» بالتراب. وقد انتهت هذه المسألة، والآن طرحوا مسألة أخرى وهي أنَّ مروحيات وطائرات جديدة قد وصلت وستضرب كل مكان وأن المسافة بين العراق وجزيرة خرج تبلغ ثلاثمائة كيلو متر، وأن مدى هذه الطائرات يصل إلى خمسمائة كيلو متر. لو تمكّن صدام يوماً من ضرب منافع إيران لضربها وإنَّ عدم ضربه إياها لحد الآن يعني أنه لا يتمكن من ذلك. وفي الوقت نفسه نرى الإذاعات تذيع باستمرار أنه قادر على ضرب كل مكان. هؤلاء يريدون إثارة ضجة مفتعلة لنقيم علاقات مع أمريكا ونرفع أيدينا عن صدام. أما نحن فسنقف حتى النهاية ولن نقيم علاقة مع أمريكا إلّا أن ترتدع وتكف عن الظلم وتمتنع عن المجئ من ذلك الطرف من العالم إلى لبنان، وأن لا تمد يدها نحو الخليج الفارسي. فما دامت أمريكا هكذا، وأفريقيا الجنوبية تعمل هكذا «2»، وإسرائيل موجودة فإننا لا نستطيع أن نعيش معهم فإسرائيل لا يمكن ان تتأنسن، مع ذلك ترون الشياطين يقولون: إنَّ لنا علاقات مع إسرائيل وأمريكا في حين أننا وقبل عشرين عاماً وفي زمان وجود الشاه كنّا نصرخ وندعو المسلمين إلي إدراك خطر إسرائيل. يجب أن نفكّر في أننا بلد نريد أن نعيش حياتنا بأنفسنا ولا نريد أن يتدخل الآخرون في شؤوننا، وما دامت روابطنا مع (الله تعالى) قويّة ومحكمة فلن يستطيع أي أحد إلحاق الضرر بنا. وأنتم عليكم الاحتفاظ بهذا الموضوع، ولتظهر السفارات بمظهر إسلامي بحيث يراها الناس سفارة ممتازة وليست كما كانت‏ عليه في السابق. لتنصرف قلوبكم إلى الله تعالى والله ينصركم (إنْ تنصروا الله ينصركم ويثبّتْ أقدامكم «3»)، وفّقكم الله تعالى لخدمة الإسلام والثورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-خرج: جزيرة تقع في الخليج الفارسي. «۲»-إشارة إلى نظام والتمييز العنصري الحاكم في أفريقيا الجنوبية. «۳»-سورة محمد«ص»-، الآية ۷.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: