مطلب مرتبط

پیام به ملت ایران در سالگرد پیروزی انقلاب (جنگ- دانشگاه- رسانه‌های گروهی)أن تعرفوا قدر شبّان حزب اللّهأن تعرفوا قدر شبّان حزب اللّهسدّ المنیع في قبال هجوم الأجانب و نفوذ الفسادسدّ المنیع في قبال هجوم الأجانب و نفوذ الفساد
شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [نداء بمناسبة 22 بهمن وذكرى انتصار الثورة الإسلامية، وحول الحرب والجامعات، وواجبات السلطات الثلاث، وسائل الاعلام، وشكر الشعب‏

طهران، جماران‏
نداء بمناسبة 22 بهمن وذكرى انتصار الثورة الإسلامية، وحول الحرب والجامعات، وواجبات السلطات الثلاث، وسائل الاعلام، وشكر الشعب‏
الشعب الإيراني‏
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۹ ص ۱۳۴ الى ۱۴۵

بسم االله الرحمن الرحيم
(ولاحول ولاقوّة إلّا بالله العليّ العظيم)
بحول الله تعالى وعناياته ورحمته الخاصة التي شملت- منذ قيام الثورة- هذه الأمّة الثورية الشجاع والمظلوم- في الوقت نفسه- على طول التاريخ، ونأمل بالأدعية الخاصة لولي الله الأعظم- أرواحنا له الفداء- أن يديم علينا هذه النعمةالكبري.
سنةأخرى مرّت على الثورة المعتمدة على الله، برفعة الرأس وامتداد القامة، وحلول ذكرى الثاني والعشرين من بهمن 1363- يوم الله- بكل تقلباتها ومتغيّراتها، وبلوغ مؤامرات مستغلّي العالم- والطفيليين الذين يعيشون على فتات موائدهم- دورتها، وكل منها يكفي لتحطيم دولة وعزلها عن العالم، وقد أحبطت كل هذه المؤامرات بيد الله المقتدرة القوّية الواحدة تلو الأخرى، وهذا المولود الإبراهيمي- المحمدي (صلى الله عليهما وآلهما) والذي وقف لتوّه على قدميه، يواصل النضج والقدرة ويتقدّم إلى الأمام وإشعاعاته إلى العالم قد أعادت الشعوب الأسيرة إلى أنفسها، وأثارت المظلومين على الظالمين، ونأمل في أن تشرق شمس الإسلام اللامعة بأشعتها على العالمين وتتهيّأ مقدمات ظهور منجي البشرية،» وما ذلك على الله بعزيز « «1».
في هذه المدة إتسعت نشاطات القوى الشيطانية في أبعادها المختلفة لتحطيم مقاومة الشعب والقوات المسلحة وتقوية معنويات النظام العفلقي المتردّي، بشكل مباشر أو بواسطة عملائها الفاسدين المطيعين لها، أو الجهلة العديمي الإرادة الذين كانوا وما يزالون يمارسون هذه النشاطات بكامل قواهم بل يزدادون قوّة يوماً بعد يوم. ولا يمتنع هؤلاء من استخدام أيّة وسيلة لتحقيق أهدافهم حتى لو كانت مفضوحة وواضحة الفساد، من اغتيال الأبرياء بشكل عشوائي في الازمة والاسواق، إلى التفجيرات التي تؤدي بأرواح الأطفال والشيوخ، ومن سرقة المنازل والمحلات التجارية إلي اختطاف الطائرات وقتل ركابها المدنيين الأبرياء، أو تعذيبهم وإلحاق الأذى بهم مع أنهم قد جرّبوا لسنوات عديدة أنَّ أياً من هذه الأعمال لم يؤثر في إرادة شعب إيران العظيم الذي نهض لإحياء أحكام الإسلام العزيز وأحكام الله تعالى، وأنَّ قوّة الإرادة والقدرة العسكرية وانسجام الفئات المختلفة تزداد- بحمد الله- في كل عام، كما يزداد أعداؤنا والصداميون خاصة ضعفاً في المعنويات وسوء الطالع وانعدام الضمير، ولم يتورّعوا في وسائل إعلامهم- في طول الدنيا وعرضها- عن الافتراء وتوجيه التهم وإختلاق الأكاذيب. فهؤلاء بفكرهم الساذج قد وقعوا في هوى القادسية وصاروا آلة في أيدي القوى الشيطانية ووضعوا أنفسهم في منحدر الهلكة والتعاسة، قد سلب اليوم الخوف والهلعُ من قدرة الإسلام والقوّات المسلحة المعتمدة على الله تبارك وتعالى-، النوم من عيونهم والاطمئنان من أرواحهم فراحوا يطرقون كل باب من أجل مواصلة الإجرام والخيانة لعدة أيام ويتشبّثون بكل قشّة. أما غزاة العالم فبرسائلهم البّراقة الخادعة والشعارات المنادية بحقوق الإنسان والصلح والصداقة والسلام العالمي والدفاع عن العمال والفلاحين قد أنهالوا على مظلومي العالم وأشاعوا فيهم الفساد والاغتيال والقتل والنهب وصاروا يذكون نيرانها يوماً بعد يوم، ويعتبرون يقظة المظلومين والمستضعفين على مدى التاريخ خطراً يقترب منهم فباشروا بإغفالهم، وماالجولات المكوكية من أجل إزالة أسلحة الدمار التي تهدد العالم سوى شعارات فارغة ليس إلّا. وإلّا فأيّ عاقل يصدق أنهم قد صرفوا النظر عن تحقيق أغراضهم واتجهوا نحوالرحمة بالإنسان، وليس ببعيد أنَّ أمريكا بترددها بين الدول ولقاءاتها ومداولاتها تهدف إلى أمرين: أحدهما خداع شعوب العالم ولفت أنظارهم إلى اخماد النيران، التي في قلوب المظلومين من أبناء العالم ضد المصالح غير المشروعة للقوى العظمى للاعتداء وهي في ازدياد. والآخر خداع الاتحاد السوفيتي وحلفائه وأتباعه ليحتفظوا بتفوّقهم الذري. يجب على مظلومي العالم أن يستيقظوا ويعوا ولا ينخدعوا بهذه المؤامرات والحيل، ويواصلوا نشاطاتهم في سبيل نيل الحرية والخروج من القيود الاستعمارية والاستثمارية. وليعلموا أنَّ هؤلاء بشعاراتهم المدافعة عن حقوق الإنسان في الظاهر هم ساحقون لحقوق الإنسان، ولا يتورّعون في أي وقتٍ عن ارتكاب أيّة جريمة للوصول إلى أهدافهم الظالمة.
و اليوم حيث يهب نسيم اليقظة في أنحاء العالم كافة وتفتضح دسائس الظالمين الماكرة إلى فعلى أهل الشفقة الحقيقيين على المظلومين من كل قوم وقبيلة وفي أيّة مدينة ودولة أن يزيحوا الستار بالقلم والبيان والفكر عن جرائم المستكبرين على طول تاريخهم الأسود ويعرضوا صحفهم السوداء المليئة بالاعتداءات على سكان هذه المعمورة. وعلى العلماء والمفكرين في سائر أنحاءالعالم وبالأخص علماء الإسلام العظيم ومفكريه أن يهبّوا يداً واحدة وقلباً واحداً ويوحّدوا جهودهم من أجل إنقاذ البشرية من ظلم هذه الأقليّة الماكرة المحتالة التي تنشر سلطتها الظالمة بالدسيسة والمكر على العالم أجمع، ويزيلوا بأقلامهم وخطبهم‏ وعملهم، الخوف والاضطراب الوهميين اللذين نشرا ظلالهما على المظلومين ويتلفوا الكتب التي ألفها الاستعمار بأيدي عبيد الشيطان القذرين. هذه الكتب التي تبث الفرقة والخلاف بين طوائف المسلمين. ويقتلعوا جذور الخلاف التي هي المنشأ لمصائب المظلومين. والمسلمين، ويخاصموا بقلب واحد وسائل الإعلام الجماعية التي تقضي ساعات عمرها ليل ونهار في بث الإشاعات الكاذبة والنفاق والإفتراء وإثارة الفتن، ويثوروا على منبع الإرهاب الذي يغلي من البيت الأبيض. وبتعقيب جذور القضية يتّضح أنَّ سبب قتل الجنود الأمريكان في الإنفجارات التي وقعت في بيروت والأماكن الأخرى هو قصور الظلم وخصوصاً البيت الأبيض. فهؤلاء يتوقعون أنَّ أيدي ظلمهم تحطم مصير البشرية من مواقع القوّة، وعلى المظلومين أن يشدّوا على أيديهم ويستقبلوهم بالرقص والدبكات.
إنَّ هذه التفجيرات وأمثالها من الحوادث التي تمارسها الجماهير المظلومة إنَّما هي ردَّ فعل تجاه ظلمكم وتعدّياتكم التي لم تعد تحتمل، وهذه أمور لا يمكن تجنّبها ما لم تعيدوا النظر في ممارساتكم الظالمة. وليس لإيران أيّ دخل في هذه التفجيرات وقد أكّد المسؤولون الإيرانيون ذلك مراراً. وأعيد الآن بعض التذكيرات «فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين«2»».
1- الحرب اليوم هي القضية الأساس للبلد. وعلى الشعب العزيز أن يتنبّه إلى أنَّه يعيش في بلد يخوض حرباً منذ أربع سنوات وقدّم شهداء عظاماً للإسلام وللثورة وأكثر النواقص الموجودة ناشئة عن الحرب المفروضة من قبل القوى العظمى علينا. والإسلام يقف اليوم في مواجهة الكفر كله، وأيّ تقاعس في هذا الأمر الحيوي سيوجه للإسلام ضربة لا يمكن تلافيها. فيجب أن يبقي هيجان الدفاع عن الإسلام والوطن الإسلامي حيّاً في القلوب، فالقوّات المسلحة الحافظة لحدود البلد اليوم وثغوره وكذلك ضبط النظام في الداخل إبتداءً من المدن والقرى إلى طرق المواصلات بينها، ومن الدفاع عن البلاد في جبهات القتال إلى الدفاع عن المظلومين، وبأختصار فإن كل القوى النظامية والانتظامية والشعبية التي يعجز القلم القاصر عن شكرها، تتحمّل وظائف وواجبات جسيمة. وبحمد الله تعالى وبالتحوّل الذي حصل لدى الشعب وخاصة الشبّان منهم بعناية الله تعالى الخاصة وبدعاء الصلحاء والأخص العبد الصالح- روحي فداه- فالأمل وثيق بحفظهم البلد الإسلامي وحراسته من أذى المعتدين المقتدرين والمنحرفين من أتباعهم المؤتمرين بأوامرهم. وأعزاؤنا في الجبهات الذين لايبالون بشئ في سبيل الدفاع عن الإسلام والبلد الإسلامي، ولايستطيع تثمين الجهات العرفانية والمعنوية لديهم إلّا الله تبارك وتعالى ولا سبيل لأمثال كاتب هذه السطور للوصول إليها. عليهم أن يعتمدوا ما أمكنهم على نصرة الله تعالى التي لا تضاهيها أيّة قدرة أخرى.
أعزائي: أنتم منصورون ومؤيدون سواء حققتم النصر الظاهري في سبيل الحق تعالى أم استشهدتم أم أسرتم، فالحق تعالى معكم، ويد بقية الله التي هي يد الله آخذة بأيديكم فالذي ينهض لله ولعزة الإسلام ونجاة المحرومين لا يخشى أحداث الدهر، أنتم أتباع رسول الله الذي تحمّل في سبيل الدين الآلام والمتاعب التي لا تطاق، سواء كان في مكة حيث الضغوط والتهم والإهانات أو في المدينة حيث الحروب والمدافعات الطاحنة ولكن الرسول (ص) وأصحابه الأوفياء ثبتوا كالجبل الصلد وخدموا الإسلام والمسلمين، وأنتم شيعة أمير المؤمنين علي (ع) وأبناءُ ذلك العظيم تستقبلون في سبيل الله كل المصاعب والمشاقّ برحابة صدر.
إخوتي الأعزاء: لا تخافوا الأقاويل الباطلة وتهم وإفتراءات أعداء الله والإسلام والوطن الإسلامي حيث كلما إزداد حجم الأكاذيب الناشئة من عقد القلوب وآلام الهزائم السياسية والعسكرية الدالة على عجزهم، مما يجب أن يزيد في طمأنينة قلوبكم وإزدياد نشاطاتكم، أمّا هؤلاء الذين يظنون أنهم يشفقون على إيران ويتظاهرون بأنَّهم مغتموّن لشعب إيران، إنما يقصدون إيران التي يديرها المستشارون الأمريكان، إيران المرتبطة بالأجنبي والمشغوفة به إنَّهم يريدون إيران التي كانت في العهد البهلوي غارقة في الفساد الأخلاقي والتي أذهبت شرفها الإنساني أدراج الرياح يريدون إيران التي يغر مسؤولوها المظلومين ويملأون جيوبهم هم ويضعون رؤوس أموالهم في خدمة الفئات المرفهة التي تسكن المناطق الراقية، ويبقون المعوزين وسكان الأكواخ يحترقون في الفقر المدقِع والحرمان ولا أحد يفكّر فيهم، يريدون إيران التي يقف الشخص الأول فيها ذليلًا خانعاً أمام الرئيس الأمريكي ليسحق المظلومين. وحينذاك يرون إيران مستقلة وحيّة. أمّا إيران اليوم وحيث ببركة الإسلام ترى الشبّان والأطفال الفتيان والشيوخ من كل فئة قد تنبّهوا واستيقظوا وتغيرّت أحوالهم وحطموا قيود الإستعمار والإستثمار وطردوا بقبضاتهم القوّيةأمريكا وأذنابها فإنَّ هؤلاء الأذناب يعتبرونها ميتة ومرتبطة بالأجنبي، وعليكم أنتم أيها الشعب العظيم أن تقفوا كالطود الأشم في مواجهة المشكلات كلها والله معكم.
و هنا أحذر كل المتصدّين للأمور ومسؤولي البلاد بأنَّ عليكم أن تعرفوا قدر شبّان حزب الله وتشكروهم وتكرّموهم وتحفظوهم في أحضان محبتكم، فهم الذين أنقذوا إيران، وهم الذين سيحرسون الثورة من الآن فصاعداً، وهؤلاء الذين قاموا في أقصر مدة زمنية وبأقل تكلفة وبرؤاهم النيّرة، بأعمال تثير الإعجاب ولم يكن في الأماكن تصوّر إنجازها في إيران. هذه العقول النيّرة يجب أن تسدد لتتفتح، وعلى المسؤولين ألا يركنوا أصحاب الثورة الأصليين بأعذار واهية ليحلوا محلّهم ورثةالنظام السابق والمرتبطين به فكرياً. علماً بأنَّه‏ يجب الإستفادة من ذوي الاختصاص الملتزمين فإن اضطررتم فمن ذوي الاختصاص من غير المعاندين لكن ليس بقيمة عزل أصحاب الثورة الأصليين. افتحوا أعينكم وآذانكم إذ إنَّ الأعداء ماكرون ومتمرسون فمن الممكن أن يستغلّوا بساطتكم ويتسلّموا المناصب الحسّاسة تدريجيّاً ويدحرجوا الثورة صوب الغرب أو الشرق. يا رب! إحفظ المسلمين جميعاً من شرّ أعداء الإسلام وغزاة الدول الإسلامية.
ثانياً- لنبدأ بعد الحرب بالحوزات العلمية والجامعات التي هي في الحقيقة قلب الشعب النابض. نحن نعلم أنَّ هذين المركزين هما في الحقيقة غصنان من شجرة طيّبة واحدة وذراعان لإنسان روحاني فلو اتّجها نحو الصلاح وحفظا تعهدّهما الروحاني وتعاضدا في صف واحد ونهضا في خدمة الحق والخلق لأوصلا الأمّة إلى كمالها المادي والمعنوي ولحفظا حرية البلد واستقلاله ولوقفا كالسدّ المنيع والصف والبنيان المرصوص في قبال هجوم الأجانب ونفوذ الفساد، ولقادوا الشعب والبلد بقامة منتصبة وعلم مرفرف نحو الرقيّ والعلوّ، وإذا إنحرف أيُّ منهما- لا سمح الله- عن واجباته الإلهية والوطنية لعانى الشعب مثلما كان يعاني من الجامعات المرتبطة بالنظام السابق. والذي لم يتخلص البلد والأمّة الإسلامية من تبعاته لحد الآن، ومما لا شك فيه أنَّ مشكلاتنا اليوم في البعد الإقتصادي والثقافي والإجتماعي بل في الحرب المفروضة وشرور أذناب طلّاب السلطة، هي من الآثار المشؤومة للجامعات المبتلاة بذوي الأهواء الشرقية والغربية المضادة للإسلام وللأمّة.
إنَّ الهجوم المغوليّ لرضا خان على الحوزات الإسلامية والشعائر المذهبية. والذين أدركوا يومه الأسود وشاهدوه بأعينهم يعلمون حقيقته ولا يمكن تعريفه بالوصف والبيان، والأسوأ منه هجوم ذوي الأفكار الشرقية والغربية الذي شنوه على الجامعات ومراكز تعليم الأطفال والشبّان وعلى مصالح الشعب والبلاد وجرهما إلى حافّة السقوط، ولم يكن ذلك من غير هدف. فالسعي الحثيث للمتربّين في مدارس الشرق والغرب- وكذلك ادعاء الوطنية- في إلقاء العداوة بين الفئتين المؤثرتين الحوزوية والجامعية لم يكن عبثاً. ورضا خان كان مأموراً بمحو آثار الشريعة في طول البلاد وعرضها بالضغط والإكراه والغطرسة، وقد إتّبع خلفه الأخطر منه في محو هذه الآثار شكلًا جديداً، ولكن بتأييد الله تعالى وأدعية حضرة وليّ الله الأعظم- أرواحنا لمقدمه الفداء-، والسعي الجادّ للرجال والنساء والصغار والكبار فقد تخلّص الشعب الشعب- إلى حدّ ما- من شرّ حكومةالطاغوت المرتبطةبأمريكا، ومن شرّ المشغوفين بالشرق والغرب وبإقرار الحكومة الإسلامية التي أعرض المشغوفون بالشرق والغرب عنها واتجهوا نحو قبلتهم في الشرق والغرب، وانطلقوا بإثارة الضجيج بالقلم والقدم ضد الحكومة الإسلامية بأشكال مختلفة وجادّة، إنَّ هؤلاء المستلهمين أفكارهم من الشرق والغرب هم في الغالب مخالفون للإسلام، ولا يريدون الحريّة والاستقلال اللذين يأتي بهما الإسلام وبعضهم مخالف‏ للحدّ من سلطة أمريكا. والقصد من هذا الكلام الطويل أنَّ الشعب العزيز عموماً والمتعهدين وذوي الاختصاص خصوصاً والمسؤولين بشكل أخص عليهم أن يولوا هذه الأجهزة الصانعة للإنسان والسند القويم أهميّة خاصة ويسعون في تقويتها وتهذيبها بكل ما أوتوا من قوة. وأن توجه الحوزات العلمية المعظمة والأساتذة المحترمون عنايات خاصة لتهذيب الأخلاق والمعارف الإنسانية إلى جانب تعليم القرآن والفقه ومقدماته حيث « إذا صَلحَ العالِمُ صَلحَ العالَمُ وإذا فسَدَ فسَدَ».
ثالثاً- إن السلطات الثلاث التي تمثل الحكومة الإسلامية والنظام الجمهوري الإسلامي يجب أن تكون محل عناية الجميع، ولكلِّ منها وظائف إلهية:
أ- أعضاء مجلس الشوري الإسلامي في الدورة الثانية ولله الحمد هم أشخاص محترمون، إذ يستطيعون بتعهّدهم وجدّيتهم تعيين مسير الحكومة في أحسن وجه، ومما لا شك فيه أن عدداً من السادة الذين لا يُشَكُّ في خدمتهم للإسلام العزيز والبلاد لم تكن لديهم الخبرة الكافية في معالجة القضايا الصعبة جدّاً التي تواجهها دولة فتية في حال ثورة والبلد يتعرّض لهجوم القوى الكبرى والصغرى، ويواجه إخلال المغرضين والمفسدين من يمينيّين ويساريين، اذ أن مثل هذه القضايا تحتاج إلى الخبراء المتخصصين في الفروع المختلفة، فهم يعلمون أنَّهم لا يستطيعون إبداء وجهة نظر سطحية ومن دون التوجه لكل القضايا السياسية والاجتماعية وانعكاساتها الداخلية والخارجية ولا يستطيعون إبداء الرأي حسب أذواقهم الشخصية، فضلًا عن أن مثل هذه الآراء- حتى لو كانت من أفراد معدودين- ستؤثر تأثيراً سلبياً في مصير الشعب. فمن هذا المنطق يجب أن يدعى إلى اللجان- خاصة اللجان المهمة-، عدد من المتخصصين المتعهدين ممن لهم إطّلاع كافٍ على مشكلات النظام الصعبة وبالتشاور معهم تتمُّ متابعة القضايا. وبما أنَّ قضية الإسلام والحكومة الإلهية هي موضع البحث فإنَّ التسامح فيها سيلحق ضرراً قد يصعب تلافيه! إن لم يتعذر. ومسؤوليته عند الله تعالى عظيمة. إنَّ مسألة حفظ النظام الجمهوري الإسلامي في هذا العصر وبهذا الوضع الذي يشاهد في الدنيا، وبهذه الإستهدافات التي تُوجَّهُ من اليمين واليسار والقريب والبعيد نحو هذا المولود الشريف، هي أهمّ الواجبات العقلية والشرعية التي لا يوازيها شئ ومن الأمور التي يحتمل ورود الخلل عليها عقلًا.
إنَّ السادة النواب المحترمين متعهدون بحمد لله، فعليهم أن يكونوا دقيقين غاية الدقة في الكلمات والعبارات التي يطلقونها وفي كيفية أدائها كي لا توجه- لا سمح الله- إهانة إلى مسلم أو إنسان أو تسقط شخصيته أو تظلمه، وإنَّ الانتقاد السالم والبناء من غير أغراض شخصية أو طلبٍ للانتقام- لا سمح الله- لازم ومفيد وموجب للتطوّر والتعالى. وكل شخص يحكّم وجدانه في تحديد تصرفه وحديثه وكتابته ويرى كل شئ واقعاً في المحضر المقدس‏ للحق تعالى، عليه أن يجسّد الحجم العظيم للسلطة القضائية، والأعظم منه للسلطة التنفيذية، ويضع نفسه مكان المسؤولين في أية محكمة قضائية أو أمور تنفيذية ليتضح له أنَّ الأمر والنهي والاعتراض والانتقاد أمر سهل لكن العمل والحلّ الكامل مئة في المئة مع كل هذه المشكلات التي تتعرض لها الثورة لا يتأتّي من أي أحد. ليأخذ أعضاء المجلس المحترمون بنظر الاعتبار الثورات علي مدى التاريخ ويقارنونها بالثورة الإسلامية ليتنبهوا أكثر إلى عظمة هذه الثورة الإعجازية وحجم النشاطات المرموقة للسلطات الثلاث، فالاتحاد السوفيتي بثورته التي يصفها بالشعبية لم يتمكن في المجال الزراعي من الاكتفاء الذاتي ولو أغلقت أمريكا طريق الدعم الغذائي في وجهه لاحتُمل أنَّه سيركع أمامها. خذوا بنظر الاعتبار الانفجارات والاغتيالات والاضطراب والسرقات والشرور في الساحة العالمية وحتى في الدول المتطوّرة ظاهراً كبريطانيا وفرنسا وحتي أمريكا ثم أحكموا بالعدل والإنصاف. إنَّ الذين يشاهدون بعض الشكاوي من أفراد معدودين فيتصورون أنَّ الناس كلهم غير راضين فهم واهمون لأنَّ امتداد الإضرابات والتظاهرات العظيمة في العالم كله كالإضراب الذي استمر أشهراً عديدة في بريطانيا التي تدعي مهد الحضارة والسياسة والقوة قد شلت الأعمال كلها فيها، والتظاهرات والمعارضات الكثيرة التي تحدث في فرنسا وسائر الدول المدعية للحضارة، أو معارضة الأحزاب لدول الهند والباكستان تشاهد بشكل واسع. أمّا إيران المبتلاة بمعارضة دول صغرى وكبرى، فلله الحمد إن عمّالنا الأعزاء المتعهدون يواصلون السعي والبناء ويقضون على أية مؤامرة قبل وقوعها وهي في مهدها، ولا يسمحون لأيدي الاستكبار أن تمتد إلى المعامل والمصانع وتجرها إلى الإضراب. أيها السادة المسؤولون في أيّ منصب أو شغل أنتم تقدّموا بقدرة معنوية وإيمان قوي واستناد إلى الله تعالى- جلَّتْ قدرته- واعتماد على أدعية حضرة بقية الله- روحي له الفداء- للحفاظ على النظام الإلهي الجمهوري الإسلامي، ولا تقلقوا من دعايات وضجيج وسائل الإعلام الجماعية التي تصنع أحياناً من القشة جبلًا، فالله تبارك وتعالى معكم وكفى به وكيلًا «3».
و أمّا اعضاء مجلس صيانة الدستور المحترمون الحافظون لأحكام الإسلام المقدسة والقانون الأساسي فإنَّهم يحظون بتأييدي، وواجباتهم مقدّسة ومهمة جدّاً وعليهم العمل بها بجدّ وقاطعية ويعلمون بالتأكيد أهمية المحافظة على النظام الجمهوري الذي لا يتعارض مع أيّ حكم أو أمر، وعليهم أن لا ينزعجوا من أيّ سعي للمحافظة عليه، وواضح أنَّ السادة بتعهدهم سوف لا يقعون تحت تأثير أيّ جوّ أو إشاعة للإضرار به وهم مؤيدون إن شاء الله.
ب- وأمّا السلطة القضائية المحترمة فمن حيث إنَّ لها الاتصال المباشر بأعراض الناس وأموالهم فإنَّها تحظى بأهمية فائقة، والجمهورية الإسلامية قد ورثت محاكم وقضاءً عارياً عن الأحكام الإسلامية ومستنداً إلى القضاء الأجنبي، ففي حين أنَّ الشرع الإسلامي قد وضع شروطاً صعبة ومهمة للقضاة والقضاء، فقد كان التغيير والتبديل للوضع القضائي ولو بشكل أوّليّ من المشاكل العظيمة لنا، وبما أنَّ الحوزات العلمية هي المسؤولة عن إعداد قضاة جامعين للشرائط، فقد كانت معزولة عن كل الأمور- وخصوصاً القضاء- بشكل يبعث على اليأس، إذ كانت همم العلماء الأعلام والفقهاء العظام منصرفة نحو الشؤون العبادية والفقهية وبعض كتب المعاملات وكانت عاجزة عن إعداد مئات القضاة المؤهّلين، ممّا اضطرّنا إلى خلع أيدي القضاة الذين لا يعتنون بأحكام الإسلام أو يحكمون خلافاً لها وحجبها عن أعراض الشعب وامواله، ولغرض عدم تعطيل القضاء الموجب للفوضى والهجوم على أعراض الناس وأموالهم فقد أجيز عدد من الفضلاء المتدينين- ممّن لهم إلمام بأمور القضاء ولو تقليداً- بممارسة القضاء وطلب إلى الحوزات العلمية بذل العناية الفائقة في إعداد قضاة يليقون لهذا الأمر المهم والحيوي حتى لو استغرق ذلك وقتاً طويلًا، وقد تحققت لحد الآن تطوّرات ملحوظة بسبب جدّية المجلس الاعلى للقضاء ولكنها ليست كافية. ولهذا يطلب إلى الحوزات العلمية أن تبذل إهتماماً أكثر بهذا الأمر المهم جداً ليصل هذا الواجب الكفائي المهم إلى حد الكفاية، كما يطلب إلى المجلس الاعلى للقضاء أن تمارس الحدّ الأعلى من الدقة في إنتخاب القضاة سواءٌ منهم من وصلوا إلى الحدّ المطلوب من الصلاحية، أو المجازون بممارسته، كما يلزم الإشراف علي كيفية أعمال القضاة المحترمين إلي الحدّ الممكن وتلافي ما يحصل من مخالفات غير مقصودة، ولو شوهدت أحياناً مخالفات متعمدة ومقصودة- لا سمح الله- فيجب التعامل معها بشدة وبشكل حازم وقاطع ولا يسمح للأشخاص غير المتعهدين المندسين في هذا الجهاز الإسلامي المقدّس أن يلوثوه. كما يجب بذل العناية الفائقة بشؤون السجناء كي لا يعفى المستحقون للحدود والتعزيرات الشرعية من العقوبات من غير مجوّز شرعي ويشمل الظلم- لا سمح الله- شخصاً بريئاً، فلا يفكروا سطحياً فيطلقوا سراح المنحرفين والمفسدين ليواصلوا مفاسدهم، ولا يبقوا من ليسوا كذلك من الأبرياء حتى يوماً واحداً في السجن. ويجب على القاضي بعد تمتعه بالشروط الشرعية المعتبرة أن يكون صعباً شديداً وصُلباً لا يتأثر بالعواطف والأجواء المثارة اعتباطاً ويمتنع عن تنفيذ أحكام الله ولا يجب الرّحمة خلافاً للموازين الإلهية نتيجة لإثارة الأجواء من قبل المنحرفين والانتقاميين حيث الإفراط والتفريط خلافاً للعدل الإلهي، وليعلم السادة في شورى القضاة وكذلك القضاة المحترمون في أنحاء البلاد كافة أنَّهم ليسوا في مأمن من التهم‏ والافتراءات، وأنَّ الاهتمام بهذه الأمور والخروج- لا سمح الله- عن الاعتدال والعدالةالإلهية والصراط المستقيم، يعتبر إنحرافاً وأنَّ إهمال العدالة إهمال لواجب إلهي.
ج- السلطة التنفيذية التي تتعهد مسؤوليات جسيمة جداً وحجم عملها عظيم وفي حال الصحة والأهلية للعمل وخلوص النيّة والشعور بالحميّة تجاه الوطن والشعب في ظل العذاب والظلم على مدى التاريخ وتقديم الخدمة لطبقات الشعب كافة والطبقة المحرومة والمستضعفة بشكل خاص وتحملها في الحقيقة عباً الثورة الباهظ منذ العهد الشاهنشاهي الظالم وحتى انتصار الثورة الإسلامية وكلنا مدينون لها، فعملها هذا عمل قيّم وثمين ولا يستطيع تقديره وتثمينه غير الباري تبارك وتعالى، ولكنَّ عند ما تتصدى لتحقيق الأهداف الشيطانية وإطاعة النفس الأمّارة بالسوء، والعمل لمصلحتها حتى لو كان على حساب البلد الإسلامي والشعب المظلوم، فعندئذ لا يستطيع أحد غير الله تعالى تقدير عواقبها الدنيوية والأخروية.
و الآن أيّها المسؤولون ويا رجال الدولة من أعلى المراتب وحتى أدناها. كونوا واعين إلى أنكم على مفترق طريقين طريق السعادة وطريق الشقاء، الطريق الشيطاني المعوجّ وطريق الله- تبارك وتعالى- المستقيم. فانتبهوا والتفتوا جيداً إلى أنَّ الجميع في محضر الذات الإلهية المقدسة وأنَّ الأعمال القلبية والقالبية الخطرات الروحية والإنزلاقات العملية معلومة لديه فإن لحق الإسلام والمسلمين ضرر أو إخلال بسبب سوء الإمارة والضعف في العلم والعمل وكان ذلك بعلم منكم وواصلتم تحمّلكم المسؤولية، فقد ارتكبتم ذنباً عظيماً يعد من الذنوب الكبيرة المهلكة التي تعرّضكم لعذاب الله، فأيّ واحد منكم وفي أيّ منصب كان يحس بضعف في نفسه سواء كان ضعفاً في الإدارة أو الإرادة أو في مقاومة الأهواءالنفسية فليقدّم استقالته بكل شجاعة ورفعة رأس دونما إثارة لضجيج إذ إنَّ هذا عمل صالح وعبادة. وكل من يحس في نفسه القدرة على الإدارة والتدبير وتقديم الخدمات ويعتزل ذلك فقد أعرض عن الخلق وخالق الخلق إلّا إذا قدّم من هو أولى منه بهذا الأمر وأحق أو مثيلًا له.
فالدولة من غير اختيار أشخاص متعهدين وذوي اختصاص في المجالات المختلفة لن تكون موفقة، وليعتمد رجال الدولة في اختيار الأعوان على المعرفةبالأمور والالتزام والخدمة الأفضل والأحسن والعمل لصالح الشعب لتكونوا بيض الوجوه عند الله وعند الشعب وموفقين في أعمالكم وغير مهتمين بعلاقات القرابة والصداقة واستماع الأقوال دونما تفكر وتدبّر وتأمّل إذ سيكون هذا موجباً للإخفاق في خدمة الوطن، فالصديق الصدوق للمسؤولين هو من يكون مؤثراً في تطوير الأعمال المناطة به في مصلحة الشعب لا في مصلحتهم أنفسهم أيّاً كان ومهما كان. على المسؤولين أن يستعينوا بالمفكرين والمتخصصين الملتزمين لينالوا رمز الموفقيّة. فليسر رجال الدولة إلى الأمام بتأنٍ ورويّة وفكر واحد للوصول إلى ما فيه صلاح‏ الإسلام والبلاد، وهذه هي السياسة الإسلامية الصحيحة، ولا تدخلوا- لاسامح الله- في ألاعيب الفئات السياسية كي لا تواجَهُوا بالإحباط. وكما ذكّرت الحكومة مراراً بأنَّكم ستفشلون إن لم تشركوا الشعب في الأمور، ولم توسعوا القطاع الخاص النابع من الطبقات المحرومة، ولم تتعاونوا مع فئات الشعب المختلفة. إنَّ جذب الأعمال نحو ملكية الدولة وعزل الشعب وتركه جانباً مرض قتّال يجب الحذر منه. وتصل في هذا المجال تقارير مختلفة وأعضاء الحكومة ملزمون كلهم بتقديم تقارير جماعية يعرضون فيها أعمالهم على أبناء الشعب عامة وأن يتلقوا هذا الأمر بجدّيّة. والتذكير بهذه النقطة مهم وهي ضرورة إشراك من له إطلاع بالأمور التجارية بدءاً بأبناء السوق الذين عانوا من الحرمان وذاقوا آلام الإسلام والثورة وإنتهاءً بالملتزمين من المسلمين وذوي الاختصاص بالأمور التجارية، فالحكومة وهؤلاء الأصدقاء يجب أن يتنبّهوا بدقة إلى أنَّ تحرير القطّاع الخاص يجب أن يعمل بشكل أكثر نفعاً للشعب المحروم والمستضعف لا أنَّ يسمحوا- كما كان في العهد السابق- لأشخاص لا يعرفون‏الله بالتسلط على أمور الناس التجارية والمالية بشكل كامل.
و هناك أمر مهمٌ آخر أذكّر به وهو خدمة المحرومين وسكان المناطق النائية من البلاد، مع أني أعلم أنَّ البلاد والحكومة الخدومة ورغم المشاكل الكبيرة والكثيرة التي تعاني منها، قد قدّمت للقرويين خدمات جليلة ومثيرة للإعجاب وكانت الحكومة- والحق يقال- موفقةجدّاً في هذا الأمر بالقياس إلى ما أنجز على مدى العهود السابقة، ومع هذا فليس هذا كافياً ولم يُؤدِّ حق المحرومين بالنحو المطلوب، وهذا- حتماً- ليس من باب القصور والتقصير بل بسبب الحجم الكبير للمتطلّبات وسعتها التي تفوق الحجم المعتاد. أمّا المعرقلون للأعمال فإن كانوا من المعاندين فلا كلام لنا معهم وإن كانوا ملتزمين وأصحاب حميّة فيجب القول إنَّ يداً تمتدّ لهم من بعيد لتشعل النار. أرجو من الحكومة أن تتابع الخدمات بكل قواها وأسأل الله تعالى لها توفيق الخدمة وكل هذه الأمور مرهونة بإتحاد أعضاءالدولة ونبذ الخلافات الداخلية، وتصرف أوقاتها- بتعهّد- في الأمور الأساسية التي هي مفتاح حل كل المشاكل، وتهتم بالأمر الأهم وتقدّمه على المهم، وينظر الوزراء المحترمون بعضهم بعضاً بعين الأخوّةالإيمانية ويساند بعضهم بعضاً في حلّ المشكلات، وأن تستند الشعب العزيز والحكومة وسائر مؤسساتها إذ لا يمكن توقّع التطوير من قبل الحكومة دون الإسناد الشامل وبالإتكال على الله الذي تفضّل بعناياته الغيبية بحلّ المشكلات الكبيرة، وليعلموا بأنَّه مادام الشعب والحكومة ملتزمة بتعهداتها في نصرة دين الله وعباده فنصر الله لهم مستمر:» إنْ تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم « «4».
رابعاً- وسائل الإعلام الجماعي وخصوصاً الإذاعة والتلفزيون، هذه المراكز التعليمية والتربوية العامة تتمكن من تقديم الخدمات القيّمة للثقافة الإسلامية ولإيران. فالمراكز الإعلامية المسموعة والمرئية والتي هي على إتصال دائم بالأمّة ليل ونهار في سائر أنحاءالبلاد سواءالمطبوعات في مقالاتها وكتاباتها، أو الإذاعة والتلفزيون في برامجها وتمثيلياتها وعرض الفنون وإختيار الأفلام والفنون البناءة، عليها كلها أن تعقد العزم وتعمل أكثر ما تستطيع وتطلب إلى الفنانين الملتزمين أن يأخذوا بنظر الإعتبار أوضاع فئات المجتمع كافة في سبيل تربية المجتمع وتهذيبه بشكل صحيح، وتعليمه سبيل الحياة الشريفة والمتحررة بالفنون والمسرحيات والتمثيليات والمسلسلات، ومنع الفنون المبتذلة والسيئة التعليم، فالشعب العزيز وعلى مدى خمسين عاماً أسودَ، قد ابتلى بمجلات وجرائد مخرّبة ومفسدة لجيل الشباب، كانت السينما والإذاعة والتلفزيون، أسوأ منها إذ دحرجت ببرامجها الشعب إلى حدّ كبيرالى أحضان الغرب والمتغرّبين. ووسائل الأعلام الجماعية أشد ضرراً وأسوأ من المدافع والدبابات والأسلحة المدمرةإذ إنَّ أضرار الإسلحة أضرار عابرة والأضرار الثقافية باقية وتسري إلى الأجيال القادمة كما شاهدتم وتشاهدون، ولو لم يكن اللطف الخاص من الله المنّان والتغيير السريع لابناءالشعب على مستوى البلاد كلها فلا ندري إلى أين سيُجرفُ مصير الإسلام والبلاد. واليوم أيضاً، وحيث بقى عدد من حثالات النظام السابق فإنَّ الخطر سيظل يهدد البلاد ولو على المدى البعيد إن لم يتمّ التعامل معهم بشكل جدّي وقاطع، والتسامح في هذه الأمور سذاجة، وعلى الملتزمين أن يزيدوا في مساعيهم ويمنعوا الإنحراف حتى لو كان جزئياً، وأنبّه إلى أنَّ أخبار الإذاعة والتلفزيون ناقصة وتحتاج إلى عناية أكثر.
خامساً- وبتقديم الشكر الجزيل للشعب العزيز جدّاً الذي في طول فترة ما قبل الثورة وأثناءاحتدامها وبعد إنتصارها وإلى اليوم ومع كل التضحيات والصعوبات والضغوط التي تحمّلوها فقد كانوا يقفون في الداخل يدافعون عن الإسلام العظيم والوطن العزيز، كما يقفون في جبهات القتال وخلفها كالسدّ المنيع، أطلب إليهم أن يكونوا واعين جدّاً ويقظين وأن يراقبوا الأوضاع جيداً كي لا يندسّ الشياطين بين هذه الصفوف الإلهية المتراصّة لينشروا بذور النفاق والإختلاف لأنَّ هؤلاء المتربّين بأيدي الشرق والغرب والوارثين للنظام الملكي الظالم الذي نهب حصيلة أتعاب الشعب وسلب ذخائر البلاد، قد كمنوا لبث الاختلاف ولا يتورّعون عن توجيه أيّة تهمة أو إفتراء بأقلامهم وألسنتهم في سبيل دحر الجمهورية الإسلامية والوصول إلى مطامعهم القذرة ببث الاشاعات والمكر والخديعة ونشر الأكاذيب للإخلال بوحدتكم، الوحدة الإلهية، ويستغلون براءة قلوب بعض البسطاء. فيا أيها الشعب العزيز الذين جعلتم راية الإسلام الخفاقة يرفرف بفخر واعتزاز وكسرتم صمت المظلومين في مقابل الظالمين والمتجبّرين وحولتموه إلى صراخ ومشاكسة وأوصلتم نداء (الله أكبر) إلى أقصى نقاط العالم عبر أمواج المرسلات الغيبية، كونوا واعين وتثبتوا بعهدكم في المحضر المبارك لله تعالى، إذ أن هزيمة الإسلام- لاسامح الله- في ايران هودفن للمعنويات ولأحكام الاسلام المقدسة كونوا واعين، فحشرة الأرضة المؤذية، أعني عملاء الاستكبار العالمي يحاولون النفوذ في صفوفكم فوحّدوا أيديكم وتعاضدوا وكونوا قلباً واحداً وهدفاً واحداً واعرفوا قدر هذه الهدية الإلهية التي أعطاكموها بعد قرون متمادية وحافظوا عليها ولا تهنوا ولا تضعفوا أمام النواقص التي هي لازمة كل ثورة والتي هي في ثورتكم- ببركة كونها إسلامية وشعبية- أقلّ من غيرها، حيث بإرادة الله المنّان سيصلح كل شئ انتصاركم.
إلهي. نشكرك على ألطافك اللّامتناهية وإن كان شكرنا وشكر الموجودات كلها لايساوي شيئاً في مقابل نعمك اللّامتناهية، إذ لولا عناياتك لما تمكّنا من التقدّم خطوة واحدة نحو النصر. وكل موجود هو منك، وكل القوى هي أسودُ العَلَمِ، «5» واحفظنا نحن عمي القلوب من الأنانية وحبّ الذات، وامنح الإسلام العزيز منك قوة وعظمة وتفضّل على المسلمين وخصوصاً العلماء والمفكرين ورجال الدولة بوعيهم لواجباتهم، ووحّد المسلمين بيدك القوّية وامنح الشعب الإيراني الشجاع الملتزم القدرة والاستقامة أكثر فأكثر، وتفضّل على قوّات الإسلام المسلحة في الجبهات وخلفها بالنصر الكامل، وعلى شهداء الإسلام وخصوصاً شهداء الحرب المفروضة بالرحمة، وعلى المصابين الأعزّاء بالصحة والعافية وأجر الشهداء وعلى الأسرى والمفقودين بالصبر والخلاص، ومنّ على ذوي الشهداء وأقارب المصابين والمفقودين بالصبر والأجر.
والصلاة والسلام على الأنبياء العظام- سيّما أفضلهم وخاتمهم- والسلام والتحية على الأئمة المعصومين خصوصاً مولانا بقيّة الله- أرواحنا فداه- والسلام على عبادة الله الصالحين.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-سورةإبراهيم، الآية ۲۰. «۲»-سورة الذاريات، الاية ۵۵. «۳»-إشارة الى الآية ۱۳۲ من سورة النساء، «۴»-من سورة محمد، الآية ۲. «۵»-إشارة الى بيت شعر معروف لمولانا: ماهمه شيريم، شيران علم حمله مان از باد باشد، دم به دم. أي: كلنا اسود، كالأسود المرسومة على الأعلام وهجومنا وحركتنا بسبب الرياح لحظة بلحظة.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: