بسم الله الرّحمن الرّحيم
عدم ارتباط منتسبي الأمن بالأحزاب والفئات
من مفاخر الجمهورية الإسلامية وجود أشخاص متدينين وملتزمين وشخصيات روحانية من رجال الدين في وزارة مثل هذه. الكُلَّ يعرف السيد (ري شهري) ويعرف أنَّ عمله شئٌ آخر، لكنَّ الخدمة للإسلام التي هي من أهمّ الأمور وألزمها فرضت عليه ترك عمله الأصلي والاشتغال بهذا العمل الحسّاس، وأنا أشكركم أيها السادة الملتزمون إن شاء الله.
إنَّ قضية الأمن من القضايا المهمّة والحسّاسة التي لها دخلٌ في أمور الناس كلها فعليكم أن تعلموا بأنَّ الله حاضر وناظر، فقد يخفي الإنسان شيئاً عن أعين الجميع ولكنَّ كل أعمالنا تحفظ لدى الباري عزّوجّل وتعاد إلينا، فعليكم بالدقة المتناهية وهذا بالطبع هو واجب الجميع. وبما أنَّ عملكم عمل حسّاس فإنَّ عليكم التدقيق أكثر من غيركم، يجب أن تبلغوا قلوبكم أنكم في محضر الله تعالى في كل ما تعملون.
و الأمر المهم الآخر هو أن لا يرتبط أيٌّ من منتسبي هذه الوزارة بأية فئة أو حزب، فالارتباط بالفئات يستتبع الارتباط الفكري والعملي وهذا ما يتعارض مع عملكم، يجب أن تكونوا جميعاً محايدين بمعنى الكلمة ولا يُؤثر في عملكم القريب والغريب والصديق والعدو فهذا الأمر خطير جدّاً، وبما أنه من جهة أخرى عمل إسلامي فثوابه عظيم، يجب أن تفكّروا في أنكم لو أخفيتم الآن شيئاً فماذا تفعلون غداً؟! فالدنيا تنقضي سواء لمن يأكل العالم أم للدرويش المنعزل فيجب التفكير في غد، والحذر من أن يوجد شخص يعمل تبعاً لأغراض أو اتجاهات فهذا أمر فيه خطر عليه بالذات وعلى الناس كذلك ولكنَّ الإنسان غافل عنه، فالدخول في هذه الفئات بالطبع يوجد نوعاً من الاتجاه نحو تلك الفئات وهذا يتنافي مع الأعمال التي تريدون القيام بها.
استقلالية منتسبي الأمن ونزاهتهم وتقواهم
يجب على منتسبي الأمن أن يكونوا مستقلين، منزّهين ومتّقين وأملي فيكم أن تكونوا هكذا وتعظوا أصدقاءكم أن لا يكونوا عنيفين في تعاملهم كي لا يتعرض من لا حيلة له للمشاكل عبثاً. وأمّا ما يتعلق بالسجناء الذين سنعطي أسماءهم للسيد ري شهري فيجب الإسراع بالتحقيق في شأنهم كي لا يبقى في السجن شخص من غير ذنب، ولكنَّ الدقة في الأمور لازمة لكم حيث إنكم تواجهون أمثال المنافقين والفئات الأخرى، والشعب اليوم بحاجة إلي المعلومات والأفضل أن يشارك الجميع في هذا الأمر، والإسلام يحتم علينا التدخل في هذه الأمور إذ لا فائدة من الاعتزال والجلوس في عقر الدار والانشغال بالدعاء، بل يجب علينا الاقتداء بالأنبياء (ع)، إذ لم يكن عزم الأنبياء (ع) وأهل البيت- عليهم السلام- اعتزال الناس، لقد كانوا مع الناس ومتى سنحت لهم الفرصة تسلّموا الحكم فلا تتردَّدوا الآن التردد من عمل الشيطان، وعلى الإنسان أن يعمل وفق الموازين الشرعية في كل مجال وينجز عمله بشكل صحيح ارجو من الله تعالى لكم السعادة والتوفيق والسلامة وأرجو تأييد حضرة وليّ العصر (عج) لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله