بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة حجة الاسلام والمسلمين الفقيه الجليل الشيخ المنتظري- دامت أيام بركاته
بعد التحية والسلام، أعتقد أنّ ارتباطي بكم ومحبتي لكم أوضح من أن تخفى، وأنت أعرف بها من غيرك. إنَّ الدافع لهذا الحب الكبير هو المعرفة القديمة والصداقة الحميمة والعشرة الكريمة، والمنزلة العلمية والعملية الرفيعة، وجهاد الظالمين والمتغطرسين، والعناء والجهد الذي بذلته طيلة سنوات من أجل الأهداف الاسلامية، والقداسة والوجاهة والنزاهة المنقطعة النظير لشخصك الكريم، والأهم من كل ذلك المكانة المرموقة والشرف الرفيع الذي نلته بإرادة الله تعالى تبعاً لتلكم الأمور، واحتياج الجمهورية الاسلامية والاسلام المبرم لأمثالك. لذا يجب أن تصان هذه السمعة الطيبة من جميع النواحي. فيجب عليك وعلينا جميعاً المحافظة عليها لما لذلك من أهمية قصوى لئلا تتعرض للتشويه والتشهير.
بعد هذه المقدمة أود أن أخبرك بأنّ هذه المكانة والسمعة مهددة بخطر التشويه جزماً، لاسيما مع وجود معارضين ذوي نفوذ قوي في الحوزة العلمية في قم، فمن المحتمل أنّهم يبحثون عن ذريعة مناسبة. ينبع هذا الخطر الكبير من ارتباط السيد مهدي الهاشمي «1» بكم. أنا لا أرغب أن أقول أنّه ارتكب شيئاً بالفعل، بل أريد القول بأنّه متهم بارتكاب جرائم كثيرة، من قبيل القتل بالمباشرة أو التسبيب وما شابه ذلك. وعلاقتك بهذا الشخص- حتى لو كان بريئاً- تبعث على هتك حرمتك وتشويه سمعتك التى يجب حفظها.
ما أصر عليه الآن هو معالجة موقفه والتحرى عن اتهاماته، والتحقيق حول البيت التابع لمجموعته وتكديس الأسلحة بأموال الشعب تحت عنوان المعونة لما يسمى بالمنظمات التحريرة. يعد القيام بهكذا أعمال بدون علم الدولة جريمة. ويجب عليه أن يجيب عن هذه الأسئلة لكونه لايمتلك الأهلية لذلك، حتى لو كانت أعماله لتلك المنظمات.
هذا أمر قطعى. وما أطلبه منك في الوهلة الأولى هو اقتراحك المباشر لتدخل وزارة الأمن والتحقيق في هذا الأمر. وإن كان هناك محذوراً يمنعك من التكلم بحيث يسقط عنك التكليف الشرعي فعليك بالصمت. لأنّ الدفاع عن هكذا شخص حتى في الأوساط الخاصة يجلب الخطر لمكانتك وسمعتك ويحتمل أن يؤدي الى إراقة دماء الأبرياء ويعتبر سماً زعافاً. يجب إيقاف كافة الأنشطة المتعلقة بتقديم المعونة لما يسمى بالمنظمات التحررية، ويحاكم جميع المشتركين في هذه القضايا. وما يبعث على الأسف حسن ظنك بالأفعال والأقوال والكتابات، فما أن تصلك ترتب الأثر عليها وتتحدث في المجالس والأوساط العامة وتصدر توصياتك للقوة القضائية. وإنّني أطلب من صديقى الحميم ومن يحبه الشعب ويحترمه أن يستشير الصلحاء والمطلعون على شؤون الدولة قبل اتخاذ أي إجراء، كي لاتمس مكانتك وسمعتك- لا قدر الله- التى تعتبر جزءاً من مكانة الجمهورية الاسلامية. إطلاق السراح العشوائى لعدة مئات من المنافقين الذي جرى نتيجة حسن ظن وإشفاق اللجنة المشرفة أدى الى تصاعد وتيرة الانفجارات والاغتيالات والسرقات.
أشدد على تبرئك من السيد مهدي وفك ارتباطك به لأنّ هذا هو الطريق الأمثل، وإلا لا تبد أي رد فعل تجاه التحقيق في أمره، لأنّ التحقيق في جرائمه أمر حتمي. أتمنيالسلامة والتوفيق لشخصك الكريم.
29 محرم الحرام 1407 ه- ق
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
التعبير عن المحبة والتأكيد على عدم مساندة السيد مهدي الهاشمي والتحذير من دسائس المنافقين
حسين علي المنتظري
جلد ۲۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۱۴ تا صفحه ۱۱۵
«۱»-ألقى القبض على السيد مهدي الهاشمي قبل انتصار الثورة الاسلامية على خلفية اتهامه بقتل السيد شمس آبادي إمام جماعة مسجد «السيد» بالتواطؤ مع عدد من أنصاره في ناحية «قهد ريجان» في محافظة إصفهان، وحوكم في محكمة إصفهان الجنائية بتاريخ اسفند ۱۳۵۵ ه-. ش. وتم الافراج عنه بعد انتصار الثورة، ونال بعض المراكز عقب تعاونه مع منظمات تحررية. ثم تعرض للملاحقة القانونية بعد اتهامه بارتكاب عدة فقرات قتل وقيامه بأعمال أخرى، وبعد اعتقاله اعترف بجرائم قتل مروعة، وبثت اعترافاته من إذاعة وتلفزيون الجمهورية الاسلامية، وعلى أثر ذلك صدر بحقه حكم الاعدام ونفذ. جدير بالذكر أنّ دعم الشيخ المنتظري له برغم التذكير المتكرر للامام الخميني والمشفقين على الثورة نتيجة تغلغل المشاطرين له في العقيدة الى بيت الشيخ المنتظري وخاصة السيد هادي الهاشمي صهر الشيخ المنتظري وشقيق مهدي الهاشمي كان أحد الاسباب المتعددة والمؤدية الى عزل الشيخ المنتظري عن نيابة القائد في نهاية المطاف.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378