بسم الله الرحمن الرحيم
إنني أعيش العزاء والحزن بمناسبة الحادث المؤسف الذي أسفر عن وفاة عدد كبير من إخواننا وأخواتنا، فهذا الزلزال يعصر قلب كلِّ إنسان. على المسلمين الغيارى أن يساعدوا اخوانهم بشكل مباشر، ولا يدعوا مجالًا لعملاء الحكومة، حتى لا يتم فتح الطريق للناهبين.
والشيء الذي أودّ تذكير الشعب الايراني الشريف به في هذا الوقت الحسّاس هو أن الحكومة وأبواقها الاعلامية قد استغلت هذه الفرصة لخداع الشعب، فهؤلاء الذين قَتَلُوا بالأمس القريب الآلاف من خيرة أبنائنا بكل وحشية وقسوة، وسببوا الحزن والألم لشعب بأسره بدأوا اليوم بذرف الدموع وإعلان التعازي والحداد العام لصرف أنظار الشعب عن جرائمهم.
وأولئك الذين حصدوا المسلمين الأعزاء وأتباع القرآن الكريم برشاشاتهم، واستخدموا الجنود الإسرائيليين لقتل الشعب الشجاع الأعزل كما يبدو من القرائن وأوصلوا عدد القتلى- حسب ما نقل الينا إلى أربعة آلاف قتيل- ثم اتهموهم بالشيوعية والماركسية يحاولون اليوم الظهور بمظهر المحبّين للشعب والمشفقين عليه.
لقد أعلنوا بالأمس القريب أن عدداً من المشاغبين دخلوا البلاد بجوازات مزيفة، وقاموا بأعمال تخريبية، وبذلك اعتبروا الشعب الايراني أجانب، واتهموهم اليوم بالشيوعيين والماركسيين وهم يهتفون بشعارات المناوأة للاستبداد، ويعلنون كرههم للشاه المجرم في جميع أرجاء البلاد.
وفي منظورهم إنّ الشعب الايراني سواء في ذلك رجال الدين منهم والسياسيون والتجار ورجال السوق لكونهم يهتفون بشعار (الموت للشاه) فإنّهم شيوعيون. والايراني والمسلم الوحيد هو الشاه وأتباعه المرتزقة الذين أجرموا على هذا الشعب المسلم جرائم لم يرتكبها جنكيز اطلاقاً.
أيّها الشعب الايراني المسلم، انتبهوا ولا يحرفنكم عن طريقكم الزلزال والسيل والعوامل الأخرى، ولا تهتموا بالدعايات المخادعة لوسائل الشاه الإعلامية، واصلوا النهضة الإسلامية، ولا تكفُّوا عن ثورتكم قبل استئصال جذور المتغطرس والمستبد.
على رجال الدين أن يقوموا بواجبهم الإلهيّ في هذا الوقت الذي استغلّ الشاه حادث الزلزال، وأن يحذروا الشعب. وعلى رجال السياسة والمثقفين والجامعيين أن يؤدّوا واجبهم الإسلامي والقومي، وألّا يسمحوا بتحريف النهضة عن طريقها بالإعلام الصاخب.
إنّ الحكومة المدعومة من قبل الشاه برغم اعترافها الصريح بمسؤوليتها عن المجازر الأخيرة في أنحاء ايران بدأت تقوم بدعايات مشبوهة، ولكن الشعب الايراني لن ينخدع بها، بل سينتقم منها. أرى لزاماً على الشعب الايراني ألّا يسمح بالخوف والضعف أن ينالا من عزيمته لما يسمعه من دعم المستعمرين المعلن لنظام الشاه وأنا واثق أنّ ذلك لن يحدث، وأن يثقوا بعد التوكّل على الله وتأكد أحقيتهم أن النصر سيكون حليفهم.
على الإخوة في الإيمان أن يسرعوا إلى نجدة المنكوبين وتوفير وسائل الحياة لهم، إذ أفقدهم الزلزال بيوتهم وذويهم كما هو الحال بالنسبة لمن قتلوا في المجازر العامَّة في جميع أرجاء البلاد.
لقد دمّرت مدينة طبس المبنية من الطين على رؤوس أهاليها كما أنَّ الجرحى الذين أصيبوا في المظاهرات العامَّة في ايران يعانون من قلّة الدواء والغذاء. وعليهم ألّا يكتفوا بدعايات الحكومة الصاخبة، وألا يقدموا تبرعاتهم للجهات الحكومية، لأنها ستصرف لكنز الأموال لهؤلاء، ولن تفيد أحداً، وأن يبلّغوا المنكوبين تعازيّ الحارة بهذه المناسبة.
أرجو من الله- تعالى- حرية البلاد واستقلالها وإصلاح أمور المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
النجف الأشرف
الهزّة الأرضية في مدينة طبس
محاولة الحكومة وإعلامها خداع الشعب
الشعب الايراني
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۰۲ تا صفحه ۴۰۳
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378