بسم الله الرحمن الرحيم
نتيجة لضغط الحكومة الايرانية طلبت الحكومة العراقية منا أن نهدأ هدوءاً ما، لا ننشط على الحكومة الايرانية، فقلنا: لا، أبلغتنا تلك الرسالة مديريَّة تحرّيات النجف، فأخذتها ووضعتها جانباً ولم أجب أولئك، واستدمت عملي سنة ازدادت فيها أعمالنا ونشاطاتنا، فعلاوةً على صدور البيانات والفعاليات الأخرى ظهرت لنا مقابلات لصحف اجنبية كلوموند وغيرها، فازداد تضييقهم، فجاءني مدير الأمن العام نفسه عينه، وكان طلبه أن مارسوا كلَّ فعالية تريدون، لكن لا تقابلوا الصحف.
ولم نجبه مع أنّنا كنّا قد اعتدنا المقابلات أصلًا، لكن جرت مقابلة أُخرى، فقد جاء صحفيّون من فرنسة وحادثونا، وجاؤا من فرنسة ايضاً وحُودثوا، لكنّ أولئك اعتقلوهم بعد خروجهم من المنزل. وبعد ذلك شدّدوا في منع المقابلات بدعوة أنكم هنا- حسب تعبيرهم- في منزلكم كونوا كيفما تريدون، لكن لا تقوموا بنشاط سياسي. العالِمُ الجيّد- كان هذا مؤدَّى كلامهم- هو الذي يدرس ويخوض في المسائل الشرعية.
قلت: الإسلام غير مفصول عن السياسة. الإسلام ليس مثل العقائد الأخرى ليس مثل الأديان الأخرى، ليكون ذكراً ودعاءً. الإسلام سياسته ممتزجة مع سائر احكامه؛ وأنا أمارس السياسة، وأُصدر البيانات، وأُسجِّل أحاديثي، وإذا اقتضى الأمر أرتقي المنبر. وهذا تكليف شرعي لي.
قالوا: نحن لدينا التزامات للحكومة الايرانية، وهذه الأعمال لا تُوافق تلك الالتزامات. قلت: حسناً، انا ايضاً- بهذا المعنى تقريباً- لدي التزامات للإسلام والشعب الايراني لا أستطيع أن أتخلَّى عنها. انتهى الأمر بتوكيدهم ألّا يكون هذا وتوكيدي أن يكون.
فحاصرونا في المنزل. طبعاً لم يقولوا: لا تخرجوا، وإنما منعوا الدخول علينا. كانوا يمنعون الايرانيين الذين يأتون من الخارج. وفي أحد الأيام منعوا الطلبة ايضاً، الا واحداً أو اثنين او ثلاثة. لم أخرج من المنزل، وإذ لم أخرج، حصلت أمور في ايران، واللازم أن نبقى في المنزل ولا نعمل، ونقول: نحن ايضاً ندرس و ... وهذا يخالف طبعنا.
نحن الآن أعطينا قتلى في إيران، قتلوا أطفالنا، كبارنا في ايران، وهذه الحالة قائمة كلَّ يوم، وقد سرت الى الجامعة على ما ذكرت الصحف إذ قيل- أمس أو أول من أمس-: إن أكثر من ثمانين نسمة، أو خمسة وسبعين جرحوا في الجامعة، وقتل عدة أيضاً، وهذا ما قالته الحكومة الإيرانية. لقد هاجم هؤلاء الشعب الذي أخذوا كل ما لديه، وهاهم الآن يأخذون روح هذا الشعب. فكيف نستطيع- وهذا وضعهم- أن نقعد وننظر؟
هل يسمح لنا وجداننا، هل تسمح لنا ديانتنا أن نرى هؤلاء وهم يحصدون أبناء الإسلام ويقتلونهم؟ علينا أن نرفع صوتنا الى أقصى ما نستطيع وبالقدر الذي تسمح به الحكومات، جيداً أي وضع تعيشه ايران.
عقم الحكم العسكري
لا أظن الآن أن هناك بلداً يعاني كما تعاني ايران، فكلها حكم عسكريّ، كلُّ المدن زهاء اثنتي عشرة مدينة ايرانية كبيرة تمثل أهم المدن الايرانية تعيش الأحكام العرفية والحكم العسكري والباقي ايضاً طبقت فيها الأحكام العرفية ولكن دون ضجيج. أي إنّ إيران يديرها الآن الحكم العسكري وحسب ما قيل تقرر أن يكون رئيس الوزراء عسكريّاً. يقولون: إنّ فريدون جم يريد أن يكون رئيس الوزراء، وهذا عسكري أيضاً.
هؤلاء لا يستطيعون ان يواصلوا الحياة، الشاه لا يستطيع ان يواصل حياته، إلّا تحت راية العسكر وحراب العسكريين الذين تدعمهم حراب الأمريكان. ولعلّ الجيش الايراني لا يكون منقاداً هكذا لولا الحراب الأمريكية. فالعسكري استيقظ أيضاً، فهو إنسان ايضاً، وهو ايراني ايضاً؛ وهو يرى ما يجري في إيران. فما من يوم يخلو من ارتفاع صوت في إحدى المدن. وما يعلو صوت حتّى يضربوا ويقتلوا، ماذا يفعلون؟
الادّعاء بحقوق الإنسان ذريعة لنهب الشعوب الضعيفة
ومع هذا الوضع في إيران، وما فيها من اضطراب، فإن كل ما تقوله الدول الكبرى من حب للانسان، ومن مناداة بحقوق الإنسان هو شعر!! كل هذا الكلام الذي تقوله هذه الدول الكبرى والجمعيات التي أقاموها لحقوق الإنسان وللأمن، وللأمور الأخرى لا ترمي إلى مصلحة الإنسان فلا منظمات أمنهم تقود الى أمن الإنسان ولا منظمات حقوق إنساهم تقود الى حفظ حقوق الإنسان. كل ذلك من أجل أن ينهبوا هذه الشعوب الضعيفة، كل هذه المساعي التي ترونها في كلّ من هذه القوى الكبرى هي صوت واحد، ونظام واحد، نظام يبتلعون به بلدان الشرق الضعيفة.
أنشدت عيون الأجانب الى الشرق لما فيه من الثروات النفطية، فهناك احتياطي هائل من النفط في الشرق، كما هو الحال في الكويت والحجاز، وايران، وها هم أولا ينهبون ثرواتنا هذه نهباً، هكذا. أتحسبون أميركا تُعطي إيران نقوداً؟
أميركا تبني لنفسها قاعدةً في إيران، وهذه الاسلحة التي يقولون: إنّهم باعوها لايران، إنّما أعطوها بدل النفط، وهي الأسلحة التي يريد أولئك أن تكون في ايران، لكي تكون قاعدة لهم في مواجهة الاتحاد السوفيتي احياناً. لا أنّهم أعطونا شيئاً. هؤلاء يتلاعبون بنا.
هذه هي القوى الكبرى إحداها شيوعية، والأخرى شيوعية صينية، وواحدة اشتراكية كلها لا أدري كلهم سمّ زعاف، والجميع أعدّ لنؤكل به. فهذه الصين التي يقال: إنها شيوعية وكذا، وإنها مع الجماهير ومع الشعب رأيتم جميعاً كيف جاء قائدها إلى طهران في مجزرة طهران الكبيرة والتي قيل: إن عشرين الفاً قد قتلوا فيها- ولكنّ هذه مبالغة، فهم أربعة آلاف، حوالي اربعة الاف- إذ قيل: إنّه دفن في مقبرة طهران حوالي هذا العدد.
فهذه القيادة التي تُخطئ طائفة من شبّاننا، ويتخيلون أنّها مفيدة لمجتمعنا جاءت إلى ايران في الوقت الذي وقعت فيه تلك المجزرة، وصافح هذا القائد الشيوعي هذا الشاه الغاصب، ولم يقل كلمة اعتراض واحدة، بل انه دعم الشاه، ولم يقل له حتى لماذا تقتل هؤلاء؟ ماذا فعل هؤلاء حتى يعاملوا هكذا؟
فهؤلاء يقولون: نحن نريد الحرية، هؤلاء يقولون: نحن نريد أن نكون احراراً، فكل ما نادوا به هو الحرية والاستقلال. لم يقل هذا الإنسان كلمة واحدة من قبيل هؤلاء بشر، هؤلاء ناس، فلماذا يعاملون هكذا؟
ما ذنب الطفل الصغير من طلاب الابتدائية- يبدو انهم عجزوا عن السيطرة على الكبار- فراحوا، يقتلون الاطفال من تلاميذ الابتدائية وكل يوم تأتينا الأخبار، بأنّهم قتلوا طفلًا في الابتدائية فتىً أو فتاةً في هذين اليومين أو الثلاثة اثنتي عشرة. لم يقل هذا الإنسان كلمة واحدة لهذا الشقي أن ماذا تعمل؟
جاء وصافحه والتقيا بصدر مفتوح، ثمّ تولّى ضاحكاً من هذه الجماهير المسكينة. وشبابنا يخطئون، فيتخيّلون هؤلاء مفيدين لهم، وكذا ساكنو الكرملين أيضاً. في الخامس عشر من خرداد- كما هو مشهور- قتلوا خمسة عشر ألفاً من هذا الشعب، فأيَّدت صحف الاتحاد السوفيتي الشاه، وها هم أيضاً يؤيّدونه في مذابحه التي ترونها في ايران الآن كلَّ يوم في مكان.
يرتكبون هذا كلّهم، لأنّ هذا يريد غاز إيران، وذاك يريد نفط ايران، ذاك يأخذ غازها، وذاك يأخذ نفطها. الجميع يريدون أن يبقى هذا الشعب ضعيفاً متخلفاً لا يعي شيئاً.
هم دائماً ينالون من الدين ومن العلماء لينفضَّ الناس عن الدِّين والعلماء، يدفعونهم ليتنازعوا، وينتفعوا هم، نحن نعطي القتلى ومحمد رضا خان يستفيد وأسياده يستفيدون أكثر منه.
ماذا بقي لهذا الشعب؟ لم يبق لهذا الشعب غير أن يضربوه على رأسه ويطيع أحكام العسكر. أساساً ان الحكومة عسكرية في كل مكان من ايران. وهم يضربون كلَّ من يخرج رأسه من بيته ويقتلونه. وهذا وضع خاص بايران. طالعوا وانظروا، هل له شبيه في العالم؟ هل لنا في العالم شبيه يسوده حكم عسكريّ لا يستطيع رفعه؟
حسناً هم لا يستطيعون رفع الأحكام العرفية، لأن الناس وقفوا إزاءهم. والآن ورغم الأحكام العرفية فإن الناس تقف بوجههم ولكن وقفوا ليقولوا ماذا؟ أوقفوا يقولون ذلك الكلام الذي قاله السيد كارتر بالأمس؟
فالسيد كارتر يقول: ان الشاه يريد أن يعطي الحرية حقّاً، يريد أن يعطي حرية مطلقة، ويريد أن يبني بلداً متقدماً ومجتمعاً متقدماً. وهؤلاء الناس يعارضون ذلك!! فمعارضة الناس هي أنهم لا يريدون الحرية وهو يريد أن يعطيها بالقوة وبالحراب!! (ضحك الحاضرون) فالحراب ضرورية لضرب الناس على رؤوسهم أن هلموا الى الحرّية!
الناس لا يريدون مجتمعاً (متقدماً) والحراب جاءت لتقول لهم: أطلبوه! إن المرء ليحار في امر كارتر هذا. ولا أعلم هل هذا مقدار فهمه، أو مقدار مكره؟! هل يريد الاستغفال، ومن يستغفل بهذا الكلام؟
لعلّ الأمر مَن لا يعلمون ماذا يجري في ايران يسمعون هذا. ولكنكم انتم تعلمون ماذا يحصل في ايران، نحن نعلم ماذا يحصل في ايران الآن، جميعنا نعلم ماذا يريد الناس وماذا يقول هؤلاء.
الإصلاح الزراعي مدعاة فقر وتشرُّد
الناس يقولون يا سيد نحن نريد أن يكون نفطنا لنا؛ نحن نريد أن تعود لبلادنا تلك الزراعة التي كانت فيها. لقد خربوا الزراعة يا أخي؛ هذا (الاصلاح الزراعي) الذي ادّعاه وتبجَّح به كان بأمر الحكومة الاميركية؛ من أجل ان يهيئوا سوقاً لتصريف بضائعهم لتنفد زراعتنا ونحتاج. وها أنتم الآن ترون ان كل ما نريده يجب أن يأتي من الخارج. زراعتنا اصبحت هكذا، جعلوها على هذا النحو. حسناً، انصبَّ، انصبَّ اولئك المزارعون المساكين الذين لم يستطيعوا العيش بعد هناك على المدن على طهران، وطهران الآن مكتظة بالمحلات، فهناك حوالي ثلاثين او اربعين منطقة سكنية- كما كتبوا لي- تتالف من الأكواخ وبيوت الطين، ولا تملك شيئاً حتّى إنَّ أسرة ذات عشر نسمات لابدَّ أن تعيش في خيمة صغيرة في هذا الشتاء البارد ودون ماء؛ وللحصول على الماء عليهم أن يصعدوا خمسين او ستين مرقاةً، ليصلوا إلى حافة الشارع من منزلهم المنخفض عنه، ليجلبوا الماء من هناك وينزلوا من هذا السلم إلى أطفالهم، ما هذا؟ قالوا: (اصلاح زراعي)!
الاصلاح الزراعي ادى إلى تدهور أوضاع الفلاحين، وعندما تتدهور اوضاعهم لابد لهم أن يتجهوا إلى المدن. جاءوا إلى المدن فواجهوا هذا المصير. واصبح وضع هؤلاء المساكين هكذا. لقد تدهورت زراعتنا. فايران التي كانت مركزاً زراعياً وآذربايجان الايرانية تكفيها، والباقي يجب أن يصدَّر أصبح لدى ايران الآن ما يكفيها ثلاثين أو ثلاثة وثلاثين يوماً- هذا ما يذكره المتخصصون- وعليهم أن يستوردوا الباقي من الخارج! حسناً، هؤلاء الايرانيون اجتمعوا وانطلق صوتهم؛ وعمَّ الإضراب أرجاء إيران، ولو رفعوا هذه الأحكام العرفية والعسكرية، لقوَّض الناس هذا الجهاز في ساعة واحدة ويقذفونهم خارجاً؛ لأنهم رأوا منهم سوءاً.
هذا الشعب يريدون منحه الحرِّية، وهو لا يحبّ الرفاهية، ولا الحياة الطيّبة، يقولون: يجب أن ننام على التراب؟! أو أنهم يرون أولئك وهم ينهبون ثرواتهم وهم مصرون على العيش في وضع مدقع؟ هذا صراخهم!! ماذا يقول السيد كارتر هذا؟ ماذا يقول هؤلاء؟ لماذا يأخذون نفطنا؟ لماذا يأخذونه مجاناً؟ أولئك يأخذون نفطنا والسادة يقولون: إننا اشترينا أسلحة. ماذا تريد أن تفعل بالأسلحة؟
الأسلحة التي اشتروها أسلحة لا يعرف هؤلاء كيفية الاستفادة منها، ايران لا معرفة لها باستعمال هذه الأسلحة. هذه الأشياء التي صنعوها شياطينهم يستطيعون استعمالها. هؤلاء لا يتمكنون من ذلك. المستشارون جاءوا، ليكونوا هنا، فيصبح نظامنا نظاماً طفيلياً وهو هكذا، وليبحثوا كيف يمكن بلع هذه اللقمة الدسمة، بلعاً أفضل، وأبقى؟ أن يكون هذا والشعب لا يتكلم، وإذا تكلم، فهو شعب وحشي!! الشعب الوحشي يصرخ أيها السيد حررونا!! الشعب الوحشي يصرخ أيها السيد لا تأكلوا مالنا!!! أما اولئك فليسوا وحشيين، ويجب أن يأكلوا مال الناس، وينهبونه!!
لقد علا صوت شعبنا من طفله الصغير حتى شيخه الهرم، لأنه يرى بلده يسقط! ويعاني الزوال لقد رأوا أن عليهم انقاذ هذا البلد؛ ولهذا ترونهم يضحّون بالأنفس، فأطفالهم يقتلون وهم يصرون على الرفض ويتابعون سيرهم. هذا وضع ايراننا وهذا وضع الدول الكبيرة إزاءنا.
ونحن مسؤولون، نحن الموجودين هنا، أنتم الجالسين هنا، وأنا مكلّفون بأن نضم صوتنا لصوتهم، أي: يجب أن نساعدهم ما استطعنا. وهي ليست مساعدة للغير، بل مساعدة لأنفسكم؛ اولئك ثاروا من أجلكم. الشعب الايراني يبذل دمه الآن من أجلكم، ومن أجلكم هم يمضي أطفاله وشبّانه، ويقضى بناته وأبناؤه.
علينا أن نساعدهم، ولا تتصورونا نحن الموجودين هنا لسنا مكلّفين. كلنا مكلّفون وجداناً، وشرعاً وعقلًا أن نسير مع هؤلاء المظلومين الذين ثاروا، ويريدون أن يأخذوا حقهم الذي هو حقنا أيضاً، لنكن ظهيراً لهم. نستطيع أن نكتب مقالةً نستطيع أن نكتب شيئاً في صحيفة، ونوضّح للناس في هذه الجامعات التي نذهب إليها قدر استطاعتنا ما يحدث هناك. وضحوا هذه المسائل. أخي انشروا قضايا ايران كلٌّ منكم في المكان الذي هو فيه، ولولوا، قولوا بتأوّه قلب. صحفهم قد تكتب احياناً ما يتعلق بقضيتنا، ولكن يجب أن تفعلوا أنتم، أن تكتبوا. يجب أن يتضح هذا الوضع المضطرب في ايران لجميع العالم.
وإذا وقف شعب وأراد حقه، فإن الحراب لا تستطيع منعه. الحراب لا تقدر اصلًا أن تواجه القبضاة، ومن الوهم أن نتصور أن القبضات لا تستطيع مواجهة الحراب. عندما يقول شعب: لا أريد هذا الأمر لا تستطيع قوى العالم مجتمعة أن تفرضه عليه. لا يستطيعون الآن أن يفرضوا على ايران أن تقبل الشاه، لا يستطيعون. والشاه واقف هناك الآن بالقوَّة، ولكن الناس لا يقبلونه، فيصرخون: لا نريد الشاه. وما لان أحد منهم لهذا الأمر، لا ينحني الإيرانيون لهذا العار وما انحنوا، لأنهم رأوا هذا الإنسان قد ضيع جميع مصالح الإسلام مصالح البلاد في الوقت الذي يدّعي فيه أن نحن أعطينا الحرية- لا أدري ما أعطينا- أعطينا إيران تقدّماً! تقدمهم هذا الذي ترونه؛ حريتهم هي هذه التي يفرضونها بالحراب.
نحن مكلفون أن نخدم هؤلاء الناس: هؤلاء المساكين؛ هؤلاء القتلى من الشبان. نحن ناس مكلّفون أن نخدم، وخدمة أولئك خدمة أنفسنا؛ فنحن جميعاً شركاء في ثروات ايران. واذا استقلّت بلادنا لن تكون تابعة، وإذا هدأت بلادنا وتنعّمت، فنحن جزء منها سنكون في رفاه أيضاً.
هؤلاء ثاروا ونحن يجب أن نكون من ورائهم ولا يحق لنا أن نتعلّل بأننا في أوروبا وفي أميركا، وهؤلاء في ايران، فليس هذا بعذر. أنتم الذين في أميركا عليكم أن تقدّموا ما استطعتم من العون، وأنتم الذين في باريس أيضاً عليكم تقديم ما يسعكم وأنا هنا عليّ أن أقدّم ما أستطيع، فأنا التقيت بكم الآن وقلت لكم شيئاً على قدر استطاعتي، وتكلمت بما أمكنني، وأنتم أيضاً اتفقوا مع أصدقائكم من أهل هذه البلاد، الأجانب أيّاً كانوا، اتفقوا أن تساعدوا هذه النهضة الموجودة.
لم يحدّثنا التاريخ بنهضة كالتي في ايران الآن. لم يشهد تاريخ ايران مثل هذه النهضة التي وقفت فيها كل ايران. فالطفل يقول: الموت للشاه، الرجل الكبير يقول: الموت للشاه. ما كان لنا مثل هذه النهضة في ايران، فلا تدعوا هذه النهضة تخمد حتى يزول هؤلاء، حتى تذهب هذه الهيئة الحاكمة، وتتسلّم الأمر هيئة حاكمة سليمة.
حفظكم الله جميعاً- ان شاء الله- ووفّقكم، وأزال شرّ هؤلاء عن رؤوس المسلمين، واجتثّ شرّ القوى الكبرى حتى لا يُؤمّروا هؤلاء الخدم على بلاد المسلمين. الحاضرون: آمين). أحد الحاضرين: حفظكم الله. الإمام: موفقون.