[بسم الله الرحمن الرحيم]
عجز الشاه وأميركا عن تهدئة الأوضاع
إني أعتذر من السادة لعدم مناسبة المكان لاستضافتهم «1». ولكنه منزلكم على أية حال ..
آمل من الله ان تكونوا ذوي فائدة لمجتمعكم ولأنفسكم أينما كنتم! إن الاضطرابات مستمرة الآن في إيران، ولا تستطيع أميركا إدارة البلاد، وعجز الشاه عن تهدئة الناس. وإذا تسلم الحكم رجل من الجيش أو حدث انقلاب عسكري واستلم الحكم العسكري سفّاك، فلن يستطيع ايضاً اعادة الهدوء إلى إيران، ولا يمكن اسكات شعب بالحراب! ليس بالامكان ان يبقى الشعب يعاني من الكبت حتى النهاية. مهما طال الكبت والقمع فمصيره الى الزوال. لقد وصل الكبت الذي حكم إيران مدة خمسين سنة إلى نهايته، لأن شعبنا اليوم، ليس هو الشعب الذي كان قبل عشرين سنة! إن شعبنا اليوم يقظ، وقد ثارت جميع فئاته على حكم هذه الأسرة وأساس النظام الملكي. وإن أصل الملكية كان منذ البداية شيئاً لا معنى له! فالملكية تعني الاستبداد والتعجرف والدكتاتورية، ولا يختص ذلك بملوك إيران، لقد كان قياصرة (الروس) أسوأ من هؤلاء!.
أدعياء العدالة والديمقراطية
والآن وقد صار كثير من البلدان جمهورية، فلا تزال نفس الأمور بشكل آخر فلا تتصوروا ان هناك بلداً تطبق فيه العدالة. فأميركا- مثلًا- التي تدار بنظام جمهوري ووقّعت على اعلان حقوق الإنسان وتتحدث عن حقوق الإنسان وحرية الناس، لا يعني ذلك ان فيها حرية وعدالة بصورة صحيحة! غاية الأمر أن رئيس الجمهورية هناك لا يمارس دكتاتورية شديدة. أما في بلداننا فالدكتاتورية حاكمة. وقد نصبوا لهم عملاء يحظون بالدعم لما يقومون به من قتل واجرام وخيانه، فليس صحيحاً أن يظن بأن بين الحكومات القائمة فعلًا- سواء الجمهورية أو الملكية الدستورية أو الدكتاتورية- توجد حكومة عادلة تحكم لأجل الناس لا للقوى الكبرى! إذا استطعنا- إن شاء الله- إقامة الحكومة الإسلامية في هذه البلدان أو بلادنا، عند ذاك يتبين ماهي الحكومة الإسلامية وما هي صفات الحاكم الإسلامي! وإذا ما افتقد تلك الصفات سقطت عنه الحاكمية من دون استقالة أو عزل، بل يعزل تلقائياً، وعلى الشعب التخلي عنه. إرادة الشعب شيء آخر، نحن نتحدث عن حقوق الإنسان.
أدعياء حقوق الإنسان يعتدون على الإنسان
إن هؤلاء الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان، هم أكثر اعتداء على الإنسان! وهؤلاء الذين وقّعوا على اعلان حقوق الإنسان، هم صنعوا معدّات الفتك واشعلوا الحروب في اقطار العالم! فهذه فرنسا نفسها التي اعدت اعلان حقوق الإنسان، ما الذي عملته بالجزائر؟! وإذا توفرت لهم الظروف المناسبة الآن يمارسون نفس الأعمال. وإن أميركا والاتحاد السوفيتي ايضاً يواصلان نهب وابتلاع ثروات الشعوب، غاية الأمر بعناوين مختلفة لتكون سبيلًا لتضليل الناس، فيصدّق الناس مثلًا أن حكومة الاتحاد السوفيتي تعمل لصالح الجماهير! الماركسية تعمل لصالح الشعوب!! إن عجرفة هؤلاء أكثر من بقية المناطق وهم أكثر احتقاراً للناس من غيرهم. فقد قال احد رؤسائهم: يجب معرفة ما ينتجه ابناء الاتحاد السوفيتي وما يأكلونه، فإن كان عملهم أقل من أكلهم يجب ان نرميهم في البحر!
إن محبّي البشر هؤلاء يتحدثون بهذا الشكل! إن هؤلاء (الغربيين) يريدون تضليل الشرقيين بالعناوين البراقة والمدارس الفكرية المختلفة التي لديهم، وقد خدعنا وأصبحنا منبهرين إلى درجة لا تسمح لنا بالتفكير حول حقيقة الغرب وما يمارسه الغربيون مع البشر! لقد تقدموا، ولكن في وسائل الفتك! التقدم الذي ينتهي بالبشر إلى الفناء!
نطالب بالحكومة العادلة والخادمة
إذن فالذي نريده نحن هو حكومة وإدارة عادلة تكون موضع ثقة المجتمع، وتتعلق به وتخدمه ولا تخونه وتنهب ثرواته. فإذا اقيمت مثل هذه الدولة في إيران يمكن لهذا النفط أن يكفينا لإدارة البلاد مع مالدينا من الثروات الكبيرة ومع القضاء على السرقات والأعمال السافلة والخيانات، وعندها قد لا تمس الحاجة إلى استخراج النفط بكميته الفعلية، بل يجب بيع وانفاق كمية معتدلة منه. ان لدى ايران احتياطي كبير غير أنهم الآن يستخرجون النفط بكميات كبيرة وينهبون عوائده ويهدرونها.
على أية حال اصبحت إيران اليوم بلداً ثورياً. وأنا قلق لما قد يقع من مجزرة بمناسبة يوم التأبين الاربعيني لشهداء احداث الجمعة السوداء .. ان حكومة الحراب هي القائمة الآن في إيران! وبما أن الناس ضاقوا ذرعاً بسبب الاعتداءات، ووضعوا ارواحهم على أكفّهم ونزلوا إلى الساحة، الجميع نزل الى الساحة كباراً وصغاراً. وكل هتافهم هو (الموت للشاه والموت لهذه الملكية!). لا يمكن قمع هذه الثورة التي هي ثورة شاملة واستفتاء عام ينصّ على عدم شرعية الملكية (في إيران)، بالحراب! فرؤساء الوزراء الذين يتعاقبون وكذلك العسكريون لا يستطيعون تنفيذ شيء، إن التنفيذ بيد الشاه! وعليه الخروج من البلد، فإذا خرج من البلاد فستهدأ الاوضاع وتدار بشكل افضل. ولكن بما أن أميركا تظن أن (مصالحها) بيد هذا الرجل هو أفضل عميل لها، ولذلك تدعمه!. فلو كفت عن دعمها له لألقى الشعب به خارج البلد سريعاً.
ضرورة فضح جرائم الشاه
وعلى أي حال، فنحن الموجودين هنا، انتم أيها السادة كل من موقعه، لدينا مسؤولية. فمن الواجب علينا وجدانياً وعقلياً وشرعياً مساعدة هؤلاء الإيرانيين الذي يضحّون بدمائهم! ويمكنكم اينما كنتم ان تتصلوا بأهالي ذلك المكان وتفهموهم بأن الشعب الإيراني لا يريد الشغب والقلاقل، إن الشعب الإيراني يريد الاستقرار، ولكن لا استقرار مع وجود هذه الأسرة! إنه يريد القضاء على هذه الأسرة التي خانته! أيقظوا الناس، وإذا استطعتم ان تكتبوا قضاياكم في الصحف والمجلات فاكتبوا. فلتكن مساعدتكم لهذا الشعب عن هذا الطريق. إن الشعب الإيراني يعيش اليوم تحت الضغط، وترتكب بحقه في كل يوم مجزرة. انه في محنة فلا تبخلوا في مساعدة شعبكم. لقد ثار هذا الشعب لمصالحكم، فعليكم ان تقوموا بالدعاية له! حفظكم الله جميعاً ووفقكم بمشيئته! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.