شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

حوار [رفض وساطة الدول فيما يتعلق باحداث الثورة]

باريس، نوفل لوشاتو
رفض وساطة الدول فيما يتعلق باحداث الثورة
وزير حكومة الجنرال ضياء الحق (الرئيس الباكستاني الاسبق) «1»
جلد ۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۸۰ تا صفحه ۸۴

[بسم الله الرحمن الرحيم‏]
[الوزير: أنه لمن دواعي فخري واعتزازي ان اكون هنا .. ان العلامة الترابي- احد تلامذة آية الله- هو الذي شجعنا على هذه الزيارة .. كلنا قلقون من الاوضاع التي تمر بها إيران .. ان باكستان اول من طرحت فكرة تأسيس الجمهورية الإسلامية في القرن الأخير .. في باكستان الحكومة تستمد وجودها من القوانين الإسلامية والنظام الإسلامي .. اننا في باكستان، لا سيما الشيعة، قلقون للغاية .. وعلى الرغم من ان العلاقة بين الشيعة والسنّة جيدة، لكن هذا غير كاف. اننا نرقب مستجدات الاوضاع في إيران بحذر ونتطلع إلى تقدم الثورة وتأثيرها على العلاقة بين السنّة والشيعة].
الإمام الخميني: انني آمل ان تنتصر هذه النهضة في إيران، وهي نهضة إسلامية وقد انطلقت لتحقيق الاهداف الإسلامية التي هي اهداف انسانية بالكامل .. ان كلّ آمالنا تتمحور حول تطبيق الإسلام واحكامه، التي تمثل الضمانة لاستقلال المسلمين وحريتهم .. آمل ان يتحقق هذا النصر.
ان على المسلمين ان يتحدوا ويكونوا يداً واحدة- كما أمر بذلك الإسلام- كي يتمكنوا من تحقيق الآمال والتطلعات وتطبيق أحكام الإسلام في كافة انحاء العالم .. اسأل الله تعالى التوفيق للمسلمين جميعاً.
[الوزير: قبل ان أتي إلى هنا، كنت قد اتصلت هاتفياً بالجنرال ضياء واخبرته بأني ذاهب للقاء آية الله، فحملني رسالة قيمة حيث قال: ان باكستان وإيران كانتا صديقتين على مدى سنوات طويلة. ان هذه الصداقة بدأت منذ تأسيس باكستان. نحن في باكستان نعتبر قضايا إيران شأناً داخلياً، غير أننا على استعداد لتقديم كلّ ما نقدر عليه ويطلبه آية الله].
الإمام الخميني: النهضة التي تشهدها إيران نهضة انسانية وإسلامية .. نهضة إسلامية- انسانية .. ان كلّ انسان وكل مسلم إذا ما اطلع على اوضاع إيران وعلى معاناة الإيرانيين من القمع والاضطهاد الذي يمارس بحقهم منذ سنوات طويلة، وكيف تصادر مصداقيتهم الوطنية والقومية وتنهب ثرواتهم الطبيعية وتسحق طاقاتهم الانسانية، سيقف إلى جانبهم ومناصرتهم. وبطبيعة الحال نحن نشكر رئيس جمهورية باكستان الذي يهتم بهذا الامر، وننتظر ان يقدم لنا الدعم الاعلامي لهذه النهضة، مثلما تقدم الدول الكبرى الدعم للشاه بما في ذلك الدعم الاعلامي، الذي يعد أحد اسباب بقاء هذا الشخص في السلطة لحد الآن. وإلّا فانه يفتقر لاي شعبية في اوساط الجماهير وليس بوسعه البقاء ساعة واحدة في إيران.
اننا ننتظر ان يقدم الناس، وقبلهم المسلمون، الدعم لهذه النهضة، وان يساعدوا هذا الشعب المظلوم بالتخلص من هذا الظلم .. ان بوسع كافة هذه الدول والشعوب تقديم الدعم الاعلامي، غير انها- للأسف- لم تبد لحد الآن الاهتمام اللازم بقضايانا. ان اية واحدة من هذه الدول لم تظهر دعمها للشعب الضعيف الذي يتعرض للابادة. كما ان الانتهازيين، ورغم كلّ الظلم الذي يتعرض له شعبنا، يقفون إلى جانب الشاه ويدعمونه.
انكم ولأنكم من عامة الناس، تقدمون دعمكم لنا. ونحن نتوقع منكم ان تعلنوا عن دعمكم ومساندتكم هذه في إذاعتكم وفي صحافتكم وتصريحاتكم.
[الوزير: كما تعلمون، ان الشعب الباكستاني شعب فقير، ويمر الآن بمرحلة حساسة من تاريخه .. لدينا مشكلاتنا الداخلية، كما اننا نعتمد على قوى عديدة، خصوصاً المساعدات الإقتصادية، من اجل مواصلة حياتنا .. وعلى الرغم من ان مشاعرنا وعواطفنا مع الشعب الإيراني، غير أننا لا يتسنى لنا التدخل في شؤون إيران الداخلية .. ومع ذلك إذا ما رأى آية الله بان بوسعنا تقديم دعم ما بنحو ما، بأن نقوم بالوساطة مثلًا بين الجانبين، فنحن على استعداد لذلك].
الإمام الخميني: قضية الشاه ليست بالامر الذي يقبل الوساطة. لقد عمل الشاه بكل جهده، وطوال ثلاثين عاماً ونيف، على نهب الشعب الإيراني وممارسة جرائم لا توصف بحقه. واليوم قد نهض الشعب الإيراني بوعي ويقظة، وراح يطالب بحقوقه الانسانية الاولية الا وهي الحرية والاستقلال .. الشاه يفتقر لاي قاعدة شعبية في إيران، ولا يمكن المصالحة معه ابداً .. ان الأعمال التي قام بها هذا الشخص والجرائم التي ارتكبها في إيران، لا استطيع شرحها في لقاء أو اثنين.
حاولوا الاستفسار من سفاراتكم عن قضايا إيران، ولاشك انكم ستتعرفون بأن الشعب الإيراني يطالب بحقوقه المشروعة، وان الشاه قد فقد مشروعيته، وباعتقادي انه وأبيه كانا يفتقران للمشروعية في إيران منذ البداية.
ارجو الله تعالى ان تعمل حكومة باكستان المسلمة على تحقيق آمال وتطلعات الشعب الباكستاني المسلم الانسانية والإسلامية، وان يجد طريقه إلى الاستقلال والحرية، وان يحقق ما يتطلع اليه مثلما نهض الشعب الإيراني لتحقيق ما يصبو اليه.
[الوزير: تفيد المعلومات المتوافرة لدينا، بان مئات الآلاف من أبناء الشعب الإيراني يتحملون مشاق وصعاب لا تطاق في ظل الاوضاع الراهنة التي تعيشها إيران .. ان هؤلاء جميعهم من اخوتنا الشيعة. وبناءً على الارقام والاخبار التي تصلنا، ان حياة الناس العادية في الارياف والمدن اختلت إلى حد كبير، فانعدام الغذاء وتعطيل وسائل النقل عطل الحياة تماماً .. ان مجرد تصور مثل هذا الامر يدفع الاخوة الشيعة للمبادرة والتفكير باسلوب حل. انني احد اعضاء الحكومة، وثمة معلومات متوفرة لدينا إذا سمحتم لي سأوضحها لكم.
ان تفاهماً حاصلًا بين اميركا وروسيا. وان روسيا لن تتدخل في اوضاع إيران. لذا فان الحرب مع القوة الاميركية لن تكون سهلة. من الممكن التقدم خطوة خطوة ومن خلال ذلك تحقيق تعاون بسيط مع الحكومة في هذه المرحلة بدافع تعرف الناس على ادارة البلد والمعضلات التي تواجهه بنحو لا يعطل الحياة العادية للمواطنين وانقاذ الناس الذين يتضورون جوعاً، من هذه الكارثة].
الإمام الخميني: فيما يتعلق باختلال حياة الناس، فان الشاه هو الذي عمل على تدمير كلّ شي‏ء .. لدينا من احتياطي النفط ما يكفي لفترة طويلة حسب المعلومات المؤكدة، غير ان الشاه لا يسمح بالتمتع بنفطنا، وان قسماً من النفط الذي يتم استخراجه للاستهلاك المحلي يقدم إلى اسرائيل. كما ان رجال الحكومة يأتون منتصف الليل ويفرغوا مستودعات الحنطة كي يجعلوا الشعب يعاني من المجاعة. كذلك ثمة امور أخرى يستغلها هؤلاء للتمادي في خلق المتاعب للمواطنين. ولكن شعبنا يتحمل كلّ هذه المشاق والصعاب من اجل تحقيق اهدافه.
اما فيما يتعلق بتوصله إلى تفاهم مع الادارتين الاميركية والبريطانية للتدخل في شؤوننا الداخلية، فهو ليس بالامر الجديد وله سابقة. وإذا كان المقصود التدخل العسكري، فان مثل هذا التفاهم لا يمكن ان يحصل .. إذا كان الامر بنحو آخر، فان اميركا تتدخل بمختلف الاساليب والسبل، ونحن نريد ان نقطع يدها.
ان هذه الثورة ثورة إسلامية، وإذا ما رأيت ثمة متاعب وكانت هناك بعض الاحباطات، فهو من اجل الله ومن اجل الإسلام، ونحن مكلفون بذلك .. اننا نتأسى بمنطق المسلمين في صدر الإسلام: إذا ما قَتلنا أو قتلنا في حربنا مع الكفار، سنفوز بالجنة .. نحن اصحاب مثل هذا المنطق. الشاه اسوأ من تدخل الآخرين في شؤوننا. فإذا ما تدخل الآخرون بقوة السلاح، لن يتمكنوا من مواصلة وجودهم في إيران، وتاريخ الشعوب المعتدى عليها خير دليل على ذلك ..
الشعب غير مستعد للمصالحة مع الشاه ابداً. لقد مورست بحقه من الجرائم ما يجعله لا يرضى بتدخل الأجانب، ولا ببقاء الشاه.
[الوزير: انا لا اقصد التدخل العسكري كما هو واضح. وفقاً للمعلومات المتوافرة لدينا، ان الشاه غير مستعد للتراجع بأي ثمن. وان الجيش سيدافع عن الشاه وسيصر على بقائه. انه امر واضح. ونحن نعلم ان الضغوط التي تمارس على الشعب كبيرة. وتفيد معلوماتنا بان الشاه مستعد للقبول ببعض الشروط في هذه المرحلة. وعليه، فليكن هناك- ان امكن- سبيل لايجاد تعاون ما، في ضوء اهداف مؤقتة ربما تساعد في تحقيق الاهداف المرجوة على المدى البعيد، ولكن بقتلى اقل واقل ضغطاً على الناس .. اننا نرى الشاه مستعد للتفاهم].
الإمام الخميني: انتم لا تعرفون الشاه مثلما اعرفه انا. لقد نشأ الشاه بمرأى مني وانا اعرفه جيداً. فهذه ليست المرة الاولى التي يتم التوسط فيها. فقد سبق ان قال للوسطاء بأنه على استعداد لوضع قوات عسكرية تحت تصرفي وتسلمّ ادارة البلاد، على أن يبقى هو ملكاً ولا يتدخل في شؤون البلاد .. ولكني اعرفه جيداً، انتم لا تعرفونه. انه مخادع، يريد ان يخدعنا ويخدعكم. يريد عن طريق وساطتكم ان يواصل حياته الحافلة بالاجرام، وايقاف هذه الثورة التي تفجرت في إيران والتي هي ثورة إسلامية، وان يكرس كلّ قواه لمحاربة الإسلام والمسلمين .. لقد اعتاد على الاستبداد والاجرام منذ طفولته. انه ادمن على ذلك وليس بوسعه التخلص منه .. ارجو ان تلتفتوا إلى ذلك وان لا تتوسطوا لشخص لا يوثق بكلامه وكل همّه الخداع فقط. ونحن نعتذر عن قبول وساطتكم في هذه القضية.
الشعب الإيراني لا يستطيع قبول الشاه. ان مساعي الوساطة من قبل اشخاص نظير الملك حسين والملك الحسن الثاني، والآن انتم، لا تهدف سوى إلى ترسيخ قدرات الشاه ومواصلة خياناته وجرائمه بحق الشعب. اننا مسؤولون امام الله تعالى إذا ما تصالحنا معه. فإذا قدّر لنا ان نهزم بايدينا، فلن نسمح لانفسنا بالهزيمة حتى وان كانت بقوة السلاح. سنبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون استمرار هذه الخيانة.
[الوزير: انني لم أبعث من قبل الشاه للوساطة. انني لما اخبرت الجنرال ضياء بعزمي على هذه الزيارة وطلبت منه ان يسمح لي بلقائكم، اقترح عليّ ذلك .. ان اوضاع إيران تترك تأثيرها على الشيعة في باكستان. نحن أقلية. ان اوضاع إيران تضعف الشيعة. ان مثل هذه الامور هي التي تدفعنا للمجي‏ء واداء الاحترام وتبادل وجهات النظر. انني ادرك ما يقوله آية الله. ان الشي‏ء الوحيد الذي اقدر عليه هو الدعاء. ومهما يكن، فانني سأتوجه إلى جنيف هذه الليلة، ثم أمكث يومين في لندن، بعدها اعود إلى باكستان. فإذا تبلورت لدى آية الله خلال هذه الفترة فكرة ما، وإذا رأيتم بمقدورنا ان نفعل شيئاً، فنحن على استعداد- أنا شخصياً أو حكومتنا- لفعل ما نقدر عليه].
الإمام الخميني: أشكر لكم حسن نواياكم. ولكن ما يقال بأن ثورتنا تعمل على اضعاف الشيعة في باكستان، يتناقض مع ما تردنا من معلومات عن المناطق التي يقطنها الشيعة. فقد باتت المناطق الشيعية تشهد تحركاً بأسرها، ونحن نأمل ان يكون هذا التحرك سبباً في تخليص الشعوب من معاناتها ومتاعبها التي ما فتئت تواجهها لحد الآن.
ولكن القضية ليست قضية الشيعة بل قضية المسلمين جميعاً .. نحن على اطلاع بما يجري في مناطق كثيرة من البلاد الإسلامية. لقد اخبرونا بان الثورة الإيرانية اوجدت صحوة في مناطق عديدة .. صحوة وجدت لدى الشعوب العربية وفي اماكن اخرى بوحي من هذه الثورة. وارجو ان تتمكن الشعوب الاخرى من تحقيق اهدافها الانسانية ..
اسأل الله تبارك وتعالى توفيق الخدمة. كما اسأله سبحانه التوفيق لكم وللآخرين في خدمة الإسلام والامة الإسلامية.
[الوزير: أشكركم جزيل الشكر، وأنا فخور بلقائكم .. ان اوضاع الشيعة في باكستان ليست جيدة بسبب الاموال الطائلة التي تنفقها السعودية .. انني أدعو لأن تصبح إيران اقوى من السابق، وان يساعد ذلك في تحسين اوضاع الشيعة في باكستان .. انا اعلم ان الثورة الإيرانية ثورة إسلامية. ولكن نحن في باكستان أقلية، وان الثورة الإيرانية تترك تأثيراً كبيراً علينا].
الإمام الخميني: نحن نأمل ان تتحسن اوضاع إيران بنحو يساعد في تقوية الشيعة في البلدان الاخرى. ونحن نأمل منكم الدعاء ايضاً. ادعو لنا بان نوفق في نهضتنا هذه.

«۱»-نص المباحثات التي اجراها وزير حكومة الجنرال ضياء الحق مع سماحة الإمام الخميني في باريس. ومما يؤسف له ان اسم الوزير وتاريخ اجراء المباحثات لم يرد لهما ذكر. هذا وان موضوع الوساطة بين الشاه وسماحة الامام كان قد اثير قبل ذلك- كما اشار الامام اثناء المباحثات- من قبل الملك الحسن الثاني ملك المغرب، والملك حسين ملك الاردن .. راجع كتاب«إيران في ربع قرن»-، ج ۲، ص ۳۴۲- ۳۴۶.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: