أجرى المقابلة: مراسل صحفية (النهار) اللبنانية
سؤال: [ألا تعتقدون بأن مستجدات ستطرأ على الساحة الإيرانية بعد مجيء الحكومة العسكرية الجديدة واعتقال هويدا؟]
الإمام الخميني: ليس لمجيء الحكومة العسكرية أي تأثير يذكر، بل على العكس تصعّد من احداث الثورة وتزيد من صعوبة موقف الشاه وتقرب من موعد رحيله. كما إن إلقاء القبض على هويدا وامثاله الذين كانوا شركاء الشاه في النهب والفساد، إنما هو لخداع الشعب، وهذا ايضاً ليس له تاثير. «1»
سؤال: [هل تفكرون بتصعيد حدة المواجهة من خلال اللجوء إلى الكفاح المسلح؟]
الإمام الخميني: نحن نأمل في الوقت الحاضر أن تحل القضايا بهذا الإسلوب الذي يواصل به الشعب ثورته. وإذا لم يجد ذلك نفعاً فمن الممكن أن نعيد النظر في أساليبنا.
سؤال: [كيف تفسرون دعم موسكو وواشنطن لنظام الشاه؟]
الإمام الخميني: من الواضح أن هؤلاء لا يجدوا خادماً أفضل من الشاه يوفر لهم ارضية الاستفادة من ثروات إيران أكثر فأكثر، إذ أنه يخون إيران ويخدم هؤلاء. على أي حال، إن هؤلاء يريدون من يخدمهم، ولا يوجد أفضل من الشاه يقدم لهم هذه الخدمة.
سؤال: [ما هو تصوركم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بشكل عام، والقدس على وجه الخصوص؟ وما هي طبيعة علاقتكم بمنظمة التحرير الفلسطينية؟]
الإمام الخميني: منذ سنوات كثيرة ونحن نتحدث دوماً عن اسرائيل واغتصابها لفلسطين. وقد حرصنا دائماً على مناصرة إخواننا الفلسطينيين. وإذا ما تسلمنا السلطة، سنقف إلى جوارهم وندافع عن حقهم كأخوة لهم، مثلما يدافعون هم عن حقهم. كذلك يجب أن تعود القدس إلى المسلمين لأن الاسرائيليين غاصبون. مع الأسف أنا لا أستطيع أن افهم، إن الدول العربية رغم نفوسها الكبيرة وامتلاكها الإمكانيات المادية الضخمة، غير قادرة على استرداد حقوقها وأراضيها والدفاع عن أوطانها. كلّ ذلك بسبب الخلافات الموجودة بينهم. آمل أن تزول هذه الخلافات وتولي الحكومات اهتماماً بالقضايا الإسلامية وأن يجتثوا بإذن الله هذه الغدة السرطانية من أراضيهم.
سؤال: [باعتقادكم، من الذي يقف وراء اختفاء الإمام موسى الصدر؟ وهل تعتقدون بأنه مازال على قيد الحياة؟ وهل تتصورون بأنه سيعود إلى لبنان؟ ما هي طبيعة علاقتكم مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان؟]
الإمام الخميني: بالنسبة للجهة التي تقف وراء اختفائه، لا علم لي بذلك. أما هل لازال على قيد الحياة وهل سيعود، فأنا آمل أن يكون حياً وأن يعود .. إنني أودّه وأتمنى عودته بالسلامة ومواصلة نشاطه.
سؤال: [ما هي طبيعة النظام الجمهوري الذي تتطلعون لاقامته؟ وما هي ابرز سماته؟]
الإمام الخميني: إن ماهية الجمهورية الإسلامية التي نتطلع اليها، تكمن في الشروط التي وضعها الإسلام استناداً إلى آراء الشعب في إقامة الحكومة وتطبيق أحكام الإسلام.
سؤال: [هل لديكم من نداء توجهونه إلى المسلمين عموماً والى مسلمي لبنان والشعب الفلسطيني خاصة بعد الأحداث الأخيرة في لبنان؟]
الإمام الخميني: ندائي إلى جميع المسلمين هو أن يتحدوا، مستفيدين من امكاناتهم وتعداد نفوسهم الكبير، والبلدان الكثيرة والواسعة التي يحكمونها. فلو اتحدوا ليس بوسع أية قوة الاعتداء عليهم. إن كلّ مصائب المسلمين نابعة من التفرقة الموجودة بينهم. لتتوحد الشعوب الإسلامية وتضغط على الحكومات كي تكف عن التفرقة وعن دعمها للمصالح الأجنبية ايضاً.
أما بالنسبة إلى لبنان، فإنني متأثر جداً للأوضاع اللبنانية والظلم الذي يمارس ضد المسلمين هناك، وأسأل الله أن يسدد خطاهم وأن ينقذهم من هيمنة الأجانب خاصة أميركا.
باريس، نوفل لوشاتو
الحكومة العسكرية - اعتقال هويدا - فلسطين
جلد ۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۱۹ تا صفحه ۳۲۰
«۱»-بعد مجيء وزارة غلام رضا ازهاري العسكرية، تم اعتقال وسجن أمير عباس هويدا بأمر من الشاه، بهدف امتصاص نقمة الشعب.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378