بسم الله الرحمن الرحيم
أمنية زيارة مرقد الإمام الرضا (ع)
إنكم لضيوف أعزاء وقد جئتمونا من أرض تجلّي النور ومحل عناية ملائكة الله، من الروضة الرضوية فأهلًا وسهلًا. حفظكم الله جميعاً وزاد الإسلام تقدماً وازدهاراً بمساعيكم الجدية ومساعي الشعب جمعياً. وأتمنى من الله أن أوفق لزيارة الإمام وتقبيل أعتاب مرقده ببركة دعائكم لي في الروضة الرضوية المقدسة.
الحاق الضرر بالبلاد نتيجة تفشي الخلافات
إن ما يجب عليّ أن أذكره على مسامعكم أيها الأحبة، أيها الأعزاء هو أن القوى الكبرى تعي جيداً بأن انتصار شعبنا وتهديده لمصالحها إنما جاء نتيجة للوحدة والإنسجام والتوجه إلى الله تبارك وتعالى الذي يعيشه شعبنا، لذا فإنهم لن يجلسوا مكتوفي الأيدي وسيسعون بكافة الوسائل وشتى السُبل إلى زعزعة هذه الوحدة وضربها وزرع التفرقة والخلافات في شتى أنحاء البلاد، لذا فعلينا أن نفتح أعيننا وآذاننا جيداً وأن نكون على يقظة وحذر من توسيع رقعة الخلافات وإذكائها.
على جميع شرائح المجتمع أن تدرك بأن الإختلاف سيضر بالبلاد ويعرّض أمنها واستقرارها للخطر، ولهذا فعلى جميع الفرق والفئات المحبة للإسلام وللجمهورية الإسلامية وللشعب الإيراني أن تسعى للحفاظ على هذه الوحدة وهذا الإنسجام وعدم الإخلال بهما، فلا قدر الله، لو نجح أعداؤنا في زرع الإختلاف في صفوف شعبنا وفي كل زاوية من بلادنا فإنهم يكونون بذلك قد وصلوا لأهدافهم ومآربهم.
ضرورة حفظ الهدوء وحل الخلافات
إن أكثر ما نحتاج إليه اليوم هو الحفاظ على الهدوء، لأننا مبتلون واليوم بحرب خارجية وفي نفس الوقت بأعمال تخريب داخلية، وربما أعداؤنا يولون لموضوع الإخلال بالأوضاع الداخلية أهمية أكبر من الهجوم العسكري، لأن الإختلافات الداخلية ستلحق بنا الضرر من الداخل، يعني أننا سنقضي على أنفسنا بأنفسنا. ولذا علينا أن نتنبّه لهذا الأمر وأن لا نسمح للأشخاص المغرضين بالنفوذ داخلنا وزرع الخلافات بيننا، ولا قدر الله لو أراد هؤلاء فعل ذلك فأنتم بحمد الله يقظون والأمة بأسرها يقظة فانصحوهم بترك ذلك. وحولوا بينهم وبين تحقيق أهدافهم ومآربهم. ونحن بأمس الحاجة للهدوء هذه الأيام، لذا فإني أطلب منكم أيها الأحبة جميعاً ومن الشعب الإيراني المسلم أن يحافظ على هدوئه. وعلى فرض وجود أشخاص يريدون إثارة الخلافات حول بعض الأمور، فعليكم باعتماد العقلانية والحكمة وحسن التدبير في الحفاظ على الهدوء. وعدم السماح للخلافات أن تتأجج في هكذا ظرف نحن بأمس الحاجة فيه إلى الهدوء، فأنتم تعلمون جيداً وقد أتيتم من مركز من مراكز الإسلام، أن الإمام الرضا (ع) رغم جميع المحن والمصائب والبلايا التي تعرض لها، لم يسعَ يوماً لتأجيج نار الفرقة والإختلاف بين المسلمين، بل كان ملتزماً دائماً بالحفاظ على الهدوء والاستقرار في الأمة وتابع طريقه إلى الأمام على هذا النهج، نهج جده أمير المؤمنين علي (ع). فكما تعلمون إنّ علياً أمير المؤمنين، أبو الائمة، هو الشخصية الأولى في الإسلام بعد رسول الله (ص) أمضى عمره الشريف في ساحات الجهاد والنضال، وعندما بدأت الخلافات تحتدم وتعصف بالساحة الإسلامية آثر التخلي عن حقوقه في سبيل الحفاظ على وحدة الأمة واستقرارها، لأن الإسلام بحاجة لمناخ هادئ ومستقر. فعلى عقلائنا أن يعملوا على حل الخلافات القائمة بيننا، ولا يسمحوا لها أن تتفاقم وتصل إلى حد الضجة والضوضاء.
ولو فرضنا أن شخصاً ما أراد ومن خلال بعض الأعمال أن يستفزّنا ويثيرنا، فعلينا في مقابل ذلك أن نلتزم السكوت ونحافظ على هدوئنا وضبط أعصابنا. أسأل الله تبارك وتعالى السعادة والسلامة لكم جميعاً وللشعب الإيراني المسلم، كما أسأله الهداية لأولئك الذين يحاولون إثارة الخلاف بيننا. وإني أشكركم أيها الإخوة الأعزاء، على تجشمكم عناء المجيء إلى هنا والجلوس والوقوف في هكذا مكان ضيق وأرجو من الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة لكم جيمعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته