أجرى المقابلة: صحفيون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا
سؤال: [قرر الشاه الاستعانة بالحكومة العسكرية واختار المشير ازهاري لذلك، الذي وعد باجراء انتخابات حرة تماماً في المستقبل. كما طلب الشاه من آية الله والآيات العظام الآخرين المساعدة لإعادة الأمن والهدوء الى إيران، ما هو ردّك على ذلك؟]
الإمام الخميني: إن تشبث الشاه ليس أكثر من خدعة. فهو من جهة يستمد العون في خطابه من رجال الدين وفئات الشعب وأبناء البلد، ومن جهة أخرى يقوم عملياً بتشكيل حكومة عسكرية لقمع الشعب وممارسة القتل والنهب. غير أن كلّ ذلك ليس له أدنى تأثير على مصيرنا ونهضتنا. إن اعطاء الوعود باجراء انتخابات حرة، ليست أكثر من أوهام، وإن الانتخابات أساساً- سواء حرة أو غير حرة- غير قانونية؛ لأن وجود الشاه غير قانوني، وحكومته غير قانونية ايضاً. إذن لا معنى للانتخابات سواء حرة أو غير حرة، والشعب لن يؤيده.
سؤال: [يوم أمس قال الشاه في خطابه إلى الشعب الإيراني، أنه بذل قصارى جهده لتشكيل حكومة ائتلافية ولكنه لم يفلح، مما اضطر إلى الايعاز بتشكيل حكومة عسكرية. وهو يعتقد بأن هذه الحكومة مؤقتة؛ هل توافقه الرأي؟ ولماذا؟ هل تعتقد بأنه إذا ما أجريت انتخابات سيتخلى الجيش عن سلطاته ويوكلها إلى المجلس؟ وهل سيفي الشاه بوعوده، ولن تكرر الأخطاء وخروقات القانون والمفاسد؟]
الإمام الخميني: إن الشاه منهمك في المؤامرت والتشبث للحفاظ على عرشه. إنه يتشبث بكل السبل الممكنة، ولهذا لا يستبعد أن يبحث عن أشخاص يتفقون معه. ولكن الوطنيين سوف لا يتعاونوا معه، لأن الشعب الإيراني قاطبة ضده ويرفض هذا النظام أساساً، وليس بوسع هؤلاء التعاون مع من يعارضه الشعب. إن قضية الانتخابات الحرة ووعود الشاه، غير صحيحة، وإن الانتخابات- سواء حرة أو غير حرة- مع وجود الشاه ووجود هذا النظام تعتبر غير قانونية .. كما إن وعود الشاه كلها تقوم على الخداع، وإن الشعب الإيراني لم يعد ينخدع بهذه المؤامرات.
سؤال: [سماحتكم زعيم ديني كبير وصاحب نفوذ واسع في إيران؛ لو امتنع الشاه عن تسليم السلطة والتنازل عنها، هل ستحاولون الاستفادة من نفوذكم والايعاز بثورة عامة تطيح به رغم ما يكتنفها من اراقة للدماء وقتل عام؟ هل عملك هذا يمثل نهج الإسلام؟ ما هي طبيعة الجمهورية الإسلامية التي تدعون اليها؟]
الإمام الخميني: نأمل أن لا يتمكن الشاه من البقاء والاستمرار في الحكم بفضل هذه الثورة التي تعم إيران بأسرها، حيث يضرب الموظفون والعاملون في الاجهزة الحكومية بشكل متوالي وتشل حركة الدوائر الحكومية. لكن إذا ما كانت هنالك حاجة إلى انتفاضة مسلحة، فمن الممكن أن نعيد النظر في هذا الأمر. وإن الإسلام يجيز الانتفاضة المسلحة إذا ما اقتضت الضرورة ذلك حفاظاً على كيان الإسلام ومصالح الشعب. وان اراقة الدماء ذوداً عن أحكام الإسلام ومصالح الشعب، تمثل نهج الإسلام .. أما نوع نظام الحكم الذي نقترحه، فهو الجمهورية الإسلامية، التي يرتكز اساسها إلى الحرية واستقلال البلد والعدل واصلاح كافة الأجهزة الحكومية. وحين يتحقق ذلك، سيرى العالم حقيقة الجمهورية الإسلامية.
باريس، نوفل لوشاتو
الحكومة العسكرية - الانتفاضة المسلحة
جلد ۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۴۵ تا صفحه ۲۴۶
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378